تصف مصادر عسكري وميدانية، في الجيش اليمني واللجان الشعبية، مثلث العمري ذباب تعز، جنوب غرب البلاد، ومثلث حرض – ميدي، التابعة لحجة، شمال غرب، ب"الثقوب السوداء" التي ابتلعت القوات المهاجمة. مؤكدةً أن "قوى الغزو" التي يقودها التحالف السعودي، لم تنجح في التقدم على الأرض ولا بالسيطرة على أي مساحة تُذكر، بالرغم من تمشيط المنطقة بمئات الصواريخ والمدفعية خلال الأسابيع الماضية. وتقول المصادر لوكالة "خبر"، إنه بالرغم من انكشاف المنطقة تماماً أمام الطائرات الحربية والاستطلاعية التي تشارك في كل محاولة تقدم ينفذها الجانب الآخر، لكن مقاتلي الجيش واللجان نجحوا في التصدي وإفشال كل تلك المحاولات. بدليل الهجمات الصاروخية التي تنفذها بين الحين والآخر وتستهدف تجمعات معادية في المنطقة. آخر تلك العمليات لقوى الغزو، تنفيذها هجوماً واسعاً صباح السبت 9 يناير/ كانون الثاني 2016، حيث استهدف الهجوم معسكر العمري (ذباب_باب المندب). وقال مصدر عسكري، إن قوات الجيش واللجان الشعبية خاضت مواجهات عنيفة بمثلث العمري مع حلفاء التحالف. ووفق المصادر، فقد أسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير 3 عربات عسكرية تابعة لحلفاء التحالف. مضيفة أن مقاتلات العدوان السعودي ساندت بالهجوم. وأكدت المصادر لوكالة "خبر"، أن قوات الجيش واللجان أجبرت تلك المجاميع على الانسحاب والتراجع إلى راس العارة. ولقي العشرات بينهم قيادات، من مختلف الجنسيات في شركة "البلاك ووتر" الأمريكية، التي استقدمتها قوات العدوان لمشاركتها المعارك في اليمن، مصرعهم خلال عمليات ميدانية للجيش واللجان في تلك الأنحاء من باب المندب وذباب، ومثلث العمري. وكشفت مصادر عسكرية يمنية ل"خبر"، أن من بين قتلى "البلاك ووتر" ضباطاً سابقين، من جنسيات بريطانية وأمريكية وفرنسية وأرجنتينية وإسرائيلي من أصل روسي، واستراليين، بالإضافة إلى الكولومبيين. ومثلت الضربة التي نفذتها قوة الإسناد الصاروخي للجيش واللجان الشعبية، مساء 13 ديسمبر الماضي، بصاروخ باليستي نوع "توشكا"، واستهدفت اجتماعاً؛ مثلت ضربة استباقية، حيث استهدفت مركز القيادة ومخازن أسلحة لتحالف العدوان في المنطقة. ووفق مصادر "خبر"، فإن الضربة أعقبت وصول كبار القيادات العسكرية لدول تحالف العدوان، وكانت تعقد اجتماعاً مخصصاً لتنفيذ عملية عسكرية وصفها ب"الكبيرة والواسعة" تستهدف مفرق المخا والالتفاف على الجيش واللجان الشعبية من عديد أماكن في الوازعية وموزع وقطع طرق الإمداد بإسناد جوي وبحري. ونجم عنها مقتل قائدين عسكريين، سعودي وإماراتي، بالإضافة إلى عشرات المقاتلين من المرتزقة عرباً وأجانب بينهم يمنيون. على صلة تبذل السعودية، بشكل مستميت، محاولات للسيطرة على منفذ الطوال – حرض، ومنطقة ميدي الساحلية، التابعة لحجة، عبر عشرات الهجمات خلال الأسابيع الماضية، وقد باءت جميعها بالفشل بالرغم من مساندة سلاح الطيران للهجمات بشكل هو الأشد منذ بداية المعارك على الحدود، وفق مصادر ميدانية. وبالرغم من صغر المساحة الجغرافية لمدينة حرض ومنفذها الجمركي وفقدانه أية أهمية استراتيجية مؤثرة في سير المعارك، إلا أن العمليات هناك ترافقت مع ضجة إعلامية، حول سيطرة التحالف على ميناء ميدي وأجزاء من المدينة. واعتمدت السعودية في هجماتها على منفذ الطوال – حرض وميناء ميدي، على آلاف المرتزقة بينهم مئات اليمنيين ممّن "اشترتهم" من مشايخ وشخصيات تابعة لحزب الإصلاح بالتنسيق مع اللواء علي محسن الأحمر الذي يدير المعارك ويشرف عليها. والزج بهم في المعارك بعد تلقيهم تدريبات في معسكرات سعودية في منطقة "شرورة" أو مناطق تابعة لجيزان. وأظهرت صور وزعها الإعلام الحربي لقتلى من "المرتزقة اليمنيين" وهم يرتدون الزي العسكري للجيش السعودي، وبحوزتهم أموال ووثائق. في السادس من يناير الجاري، صدت قوات الجيش واللجان الشعبية، هجوماً هو الأعنف والأكثر تنسيقاً استمر زهاء 24 ساعة، بمشاركة قوات خليجية وسعودية وعربية مشاركة في التحالف السعودي، إضافة إلى الآلاف من المرتزقة العرب والأجانب بمن فيهم يمنيون. ووفق المصادر العسكرية والميدانية لوكالة "خبر"، فقد امتد مسرح العمليات على مساحة 30 كم، وأن الهجوم هو الأكبر من حيث الأفراد والعتاد ونوعية وكثافة النيران والتغطية الجوية. واستهدف التقدم وتجاوز الخط الحدودي ناحية حرض وميدي الساحلية. وكانت القوات اليمنية نجحت في استدراج عشرات المقاتلين من الجيش السعودي ومرتزقته باتجاه "ميدي" وفرضت حصاراً عليهم وسقطوا بين قتيل وجريح. وأفادت المصادر، أن المنطقة تعرضت لقصف هو الأعنف من قبل البوارج البحرية المتمركزة في عرض البحر الأحمر، بمشاركة الطيران الحربي، ومروحيات الأباتشي. أعقب ذلك إسقاط الدفاعات اليمنية طائرة أباتشي سعودية. وكانت آخر المحاولات السعودية ما نفذه المئات من المشاة، من هجوم حاولوا من خلاله التقدم ناحية "شمال ميدي" السبت 9 يناير/ كانون الثاني 2015. وتصدت لهم قوات الجيش واللجان موقعة بين صفوفهم العديد من القتلى والجرحى.