غداة فشل الأممالمتحدة، مجدداً، وتخليها في مجلس حقوق الإنسان عن المدنيين اليمنيين، وإحباط مشروع قرار هولندي للمرة الثانية بإنشاء لجنة تحقيق في الانتهاكات والمجازر الجوية وجرائم الحرب في اليمن، قرر الأمين العام للأمم المتحدة إنشاء لجنة تحقيق لشاحنة المساعدات التي تعرضت للقصف، مؤخراً، في سوريا. قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة 30 سبتمبر/ ايلول 2016، إنشاء لجنة داخلية تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في حادثة قصف قافلة الإغاثة المشتركة بين الأممالمتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، التي كانت متوجهة إلى أورم الكبرى في سوريا. وتتهم الولاياتالمتحدة الطائرات الروسية والسورية بالقصف، إلا أن روسياوسوريا تنفيان الاتهام وتتهمان الولاياتالمتحدة باستثمار الحادثة "الموجهة" لإنقاذ الجماعات الإرهابية والمسلحين التي ترعاهم واشنطن، بحسب موسكو. وقالت روسيا إنها تملك أدلة على وقوف جبهة النصرة وراء الحادثة. فالقرار جاء إعلانه غداة تخلي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عن فتح تحقيق في الجرائم والانتهاكات المرتكبة في اليمن، وأعاد تكليف لجنة تحقيق مشكلة في الرياض المتهمة بارتكاب جرائم حرب ومجازر جماعية في اليمن. وكان المفوض السامي أعلن في تقريره، قبل أسابيع قليلة، أن ما تسمى "اللجنة الوطنية" فشلت في العمل بحيادية ونزاهة وجيرت مهمتها لإدانة طرف واحد (خصوم السعودية) وتغاضت عن الانتهاكات السعودية. وقالت منظمة أوكسفام الدولية، إنه "من غير المقبول أنه بعد 18 شهراً من الصراع في اليمن ومجلس حقوق الإنسان لا يزال يفشل في حماية المدنيين اليمنيين، وبدلاً من ذلك غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها جميع أطراف النزاع". واختتمت، الجمعة، إسدال الستار على أعمال الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتوصية مثلت هي الأخرى "مفارقة" بنظر مراقبين تحث على "اتخاذ إجراءات للتصدي للانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها"، وهو ما أخل به المجلس تماماً بشأن التصدي للانتهاكات وجرائم الحرب في اليمن ومحاسبة مرتكبيها. وبرأي منظمات حقوقوية، فإن المجلس فعل أكثر من ذلك بإيكال التحقيق لطرف متهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات. قرار الأمين العام جاء في أجواء موجة من الاستياء والانتقادات للتواطؤ ضد أرواح آلاف الضحايا وحياة وسلامة المدنيين اليمنيين في المجلس الأممي، ما أكسبه صفة "المفارقة" قياسًا إلى آلاف الضحايا في اليمن، كما تؤكد تقارير الأممالمتحدة نفسها. ووفق ما جاء في البيان الصحفي المنسوب للمتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، فإن مجلس التحقيق سيحقق في وقائع الحادث ويقدم، فور الانتهاء من عمله، تقريراً إلى الأمين العام ليقرر الخطوات التي يجب اتخاذها. وحث الأمين العام جميع الأطراف المعنية على التعاون الكامل مع اللجنة. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 31 شاحنة مساعدات، محملة بمواد منقذة للحياة متجهة إلى أورم الكبرى، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات غرب حلب، تعرضت لإطلاق النار مساء التاسع عشر من الشهر الجاري. وقد لقى ما لا يقل عن 18 شخصاً مصرعهم في الحادث، من بينهم رئيس لجنة الهلال الأحمر العربي السوري في أورم الكبرى، كما تعرض المستودع الذي كان يتم فيه تفريغ الشحنة، وعيادة طبية قريبة لأضرار بالغة.