يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" اجتماعاً "طارئاً" في العاصمة البلجيكية بروكسل الثلاثاء، لبحث الأزمة بين روسيا وجورجيا، وسط تقارير تفيد بأن الجيش الروسي بدأ فعلياً الانسحاب من الأراضي الجورجية. وفيما تبدو بعض الخلافات بين دول حلف الأطلسي بشأن التعامل مع روسيا، في أعقاب "غزو" القوات الروسية لأراضي جورجيا، إلا أن عدداً من المراقبين رجحوا أن يشهج اجتماع بروكسل إجماعاً بين كافة أعضاء الحلف بشأن أحقية جورجيا في الانضمام للناتو. وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزيرة كوندوليزا رايس توجهت الاثنين إلى بروكسل، لحضور الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه مع نظرائها بدول حلف الأطلسي. ومن المقرر أن تلتقي رايس أيضاً عدداً من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، الذي يوجد مقره في بروكسل، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد. كما ستلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا، ومنسق اللجنة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو والدنر. ويوجد في العاصمة البلجيكية أيضاً، وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستوب، ممثلاً عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، حيث من المقرر أن يتلقي ممثلي الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، والأمم المتحدة. وقد التقى ستوب في وقت سابق الاثنين وزير الخارجية البلجيكي كارل دي غوشت، حيث تتولى بلجيكا رئاسة الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، ومن المتوقع أن يلتقي الثلاثاء وزيرة الخارجية الأمريكية، كما سيشارك في الاجتماع الطارئ لحلف الناتو. وتسعى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لدى الدول الأعضاء إلى زيادة مراقبيها في إقليمي "أوسيتيا الجنوبية"، و"أبخازيا"، اللذين تدعم روسيا انفصالهما عن جورجيا، إلى مائة عنصر. وتتولى مهمة "حفظ السلام" في منطقة النزاع بين جورجيا وأبخازيا، قوات جماعية تابعة لرابطة الدول المستقلة، بعدما توقفت المفاوضات الخاصة بتسوية النزاع بين الجانبين في عام 2006. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أعلنت في وقت سابق الأحد، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي، أن جورجيا ربما تصبح قريباً عضواً في حلف شمال الأطلسي.(المزيد) وأعربت المستشارة الألمانية عن أملها في أن يبدأ الجيش الروسي الانسحاب من الأراضي الجورجية في أقرب وقت، حتى يمكن تقديم المساعدة لجورجيا في إعادة البناء، مشيرة إلى أن جزء كبيرا من البنية التحتية تم تدميره، وشددت على أن ألمانيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، سيساهمان في إعادة البناء. وتطالب بريطانيا بتعليق تعاون "الناتو" العسكري مع روسيا، فيما تدفع إلى جانب الولاياتالمتحدة لاتخاذ تدابير صارمة، في مواجهة ألمانيا وفرنسا، اللتين تحثان لمواقف أكثر حذراً، كما أوردت تقارير بريطانية. ونقلت صحيفة "التايمز" عن مصدر دبلوماسي بريطاني قوله "لا نريد عزل الروس، لكننا نريد في الوقت ذاته أن نوضح لموسكو أن الأمور لن تكون كسابق عهدها." وكشفت عن تقديم أمريكا وبريطانيا لمقترح مشترك لاجتماع الثلاثاء، يدعو لتعليق التعاون الأمني بين موسكو والغرب، وتوجه نحو الموافقة على طلب الرئيس الجورجي من الحلف الأطلسي إرسال مراقبين عسكريين إلى بلاده، لمراقبة أي تحركات روسية في خرق لاتفاق السلام الأخير. ورغم انشقاق الحلف، يأمل الدبلوماسيون، الأمريكيون والبريطانيون، أن يبعث اجتماع الثلاثاء برسالة قوية إلى موسكو تؤكد دعم الناتو لجورجيا وإدانته لتجاوز روسيا على وحدتها وسيادتها. يذكر أن مصادر أمريكية رفيعة ذكرت لCNN الأسبوع الماضي، أن إدارة الرئيس جورج بوش تنظر في إمكانية تبني "تدابير عقابية" لعزل موسكو دبلوماسياً، على خلفية العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها في جورجيا. كما تناقش واشنطن وحلفاؤها إسقاط روسيا من مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى (G8).
