فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي «المرشدي» له بصماته الواضحة في تطوير الاغنية اليمنية التراثية ونشرها على المستوى اليمني والجزيرة والخليج.. ذاع صيته في فترة مبكرة داخل اليمن وخارجها وساهم بصورة مباشرة في إعادة كتابة وتدوين تاريخ الغناء العربي منذ القدم. «المرشدي» الذي يعد واحداً من ابرز رواد الاغنية العربية اعلن عن وجود مخطط لطمس الاغنية اليمنية.. كما اعلن عن عدم مشاركته في الحفلات العامة وقال عن نقابة الفنانين اليمنيين انهم «مايشتوش يشتغلوا» وقال ايضاً لا هناك حركة غنائية في اليمن ولا بركة.. «البيان» التقت الفنان الكبير المرشدي في منزله بعدن وتعود بالذاكرة الى الوراء لعشرات السنين واستمرار ماضي الفن القريب والفنانين في ذاك الزمن، مبتدئة ببداية المرشدي الفنية متى كانت وكيف؟ كانت بدايتي الفنية عام 1951 وذلك عندما انتميت الى ندوة الموسيقى العدنية التي تأسست عام 1948م من اجل خلق اغنية عدنية. برأيك ما سر بقاء اغنية ما عن غيرها، ولو استمعت لها مرات ومرات تندمج معها وكأنك تسمعها للمرة الاولى؟ بقاء الاغنية شيء طبيعي، لابد ان يحدث للمستمع من ابناء البلد وخاصة اذا كانت الاغنية المعنية لها اصول تراثية بالفعل، والاغنية التراثية هي الاغنية التي تعيش ابد الدهر في وجدان الانسان، والمستمع قد رضع ايقاع الاغنية من ثدي امه حين كان طفلاً، لذلك تكون لها الديمومة طيلة حياة الانسان، تعيش معه. المرشدي هذا الاسم اقترن باللون الصنعاني، ماذا تقول؟ نستطيع القول بأن الاغنية التي تسمى بالصنعانية ربما كان لها الانتشار بين اوساط الجيل الحالي، كما اني حاولت ان اغنيها باحساس الاداء الحديث، عموماً هذا السؤال كان يجب ان يوجه لانسان آخر، لماذا ارتبطت أو اقترنت الاغنية الصنعانية بالمرشدي او ارتبطت به؟ العديد من الاصوات الواعدة سطعت في مراحل ماضية أو كادت، إلا انها اصبحت كسحابة صيف سرعان ما تلاشت. ما هي الاسباب برأيك؟ ربما يكون هناك خلل ما في اي من الادوات أو الاداءات الغنائية لديه. أو ليس لديه اي علاقة بالتراث. صحيح انه في نيتك اعتزال الفن؟ ليس الاعتزال وانما التوقف عن المشاركة في الحفلات العامة. كيف ترى الحركة الغنائية اليمنية؟ لا هناك حركة ولا بركة. ماذا عن كتابك الاخير؟ مازلت عمل به. هل فكرت في عمل فيلم وثائقي حول مشوارك الفني الطويل؟ لا، لانه خارج التفكير، لم ولن يحدث لانه ليس ضروريا، الاهم بأن يحرص المطرب على توثيق اغانيه في الاذاعة والتلفزيون. الابداع، ما يعني لفنان اليمن الكبير المرشدي؟ الابداع كلمة يستعملها العديد في غير موضعها لان الابداع معناه ان يأتي الفنان او الاديب او الشعر بعمل جديد كل الجدة، اذا لم يكن لديه ذلك لا يسمى ابداعا، الاعمال التي قدمناها نحن في بداية حياتنا الفنية كتجديد للاغنية اليمنية في عدن تعتبر ابداعاً لانه ليس هناك ما يماثلها في الماضي. هل يمكن لفنان غير يمني ان ينسب اغاني يمنية لنفسه، وما رأيك في ظاهرة السطو على حق الملكية الفكرية الفنية الفردية والتي زادت في السنوات الاخيرة؟ باستطاعتك ان تضع ذلك الفنان في موقف العيب، كان باستطاعته ان يأخذ الاغنية وينسبها لاهلها وله الحق في ذلك كونه عربياً وهذا عادي جدا، ولكن في حقيقة الامر هناك تخطيط لطمس الاغنية اليمنية، والدولة اليمنية تدري ولا تدري فهي بهذا تساعد الى حد كبير في هذه الظاهرة، فدول الخليج جميعها لا تذيع الاغنية اليمنية مطلقا في الوقت الذي نجد ان الدولة اليمنية تهتم بالاغنية الخليجية. هل صادفت صوتا غنائيا مشابها لصوت؛ داخل الاسرة او خارجها خلال مشوارك الفني الطويل؟ لم اصادف، ولابد للفنان ان يكون له شخصية، وقد يكون هناك من الفنانين من له التأثير بشيء ما من فنه وهذا اعتقد انه واضح للناس الذين يهتمون بتلمس هذا الاشياء. بعد هذا المشوار الهائل، برأيك هل الفن نعمة ام نقمة؟ الفن نعمة بدون شك ونقمة اذا كان له موقف في الحياة. نقلاً عن البيان الاماراتية
