قُتل مئات المسلمين على أيدي ميليشيا مسيحية مسلحة خلال الثلاثة أيام الماضية في تفجر لأعمال للعنف الطائفي في قرية "يلوا شندام" بولاية بلاتو وسط نيجيريا التي يقطنها مسلمون من قبائل الهاوسا. وقال ضابط كبير في الشرطة لوكالة رويترز للأنباء الثلاثاء 4-5-2004: إن "مئات المسلمين" قتلوا خلال هذا الهجوم المسيحي، كما نقلت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن عن مراسل رويترز بالمكان قوله إنه شاهد جثثا محترقة ومشوهة متناثرة في الشارع الرئيسي في البلدة، بينما اصطف الآلاف من المسلمين على جانب الطريق، مرددين شعارات دينية ومتعهدين بالثأر من المهاجمين. وقد أحرقت كل منازل الشارع الرئيسي في يلوا تقريبا، كما تم تدمير مسجد وظل الدخان يتصاعد في البلدة لساعات طويلة. وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها عثرت منذ هجوم ميليشيا مسيحية مسلحة مساء الأحد 2-5-2004 وحتى الإثنين 3-5-2004 على 67 جثة لقرويين في "يلوا شندام". وبحسب نفس المصدر فإن الصراع يرجع إلى التنافس بين قبيلة تاروك المسيحية وإحدى القبائل المسلمة على أرض زراعية خصبة في ولاية بلاتو. وقال سائق إنه هرب من قريته يلوا شندام بعد هجوم مجموعة مسلحة من قبيلة تاروك المسيحية وصلت إلى المكان بسيارتي جيب مجهزتين برشاشات. وأوضح قائلا: "التاروك هاجمونا... وقد قتلوا العديد من النساء والأطفال.. شاهدت ذلك بأم عيني"، مضيفا أن عناصر الميليشيا طوقوا القرية. ومنذ أن عادت نيجيريا إلى النظام المدني في 1999 يشهد وسط نيجيريا -خصوصا ولايتي بلاتو وتارابا- اشتباكات اثنية ودينية أوقعت مئات القتلى. وفي هذه المناطق التي يتوزع فيها السكان تبعا لانتماءاتهم القبلية أو الدينية أسفرت مواجهات طائفية عن سقوط نحو 350 قتيلا خلال هجمات متبادلة في الشهور الثلاثة الأخيرة. وكان إبراهيم صالح الحسيني رئيس هيئة الإفتاء، رئيس المجلس الإسلامي بنيجيريا قد قدر نسبة مسلمي نيجيريا بنحو 70% من إجمالي عدد السكان، وذلك في حوار خاص مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" في سبتمبر 2003.
