أشاد الدكتور محمد العباهي الأمين العام للمستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء بالدور الكبير الذي يقوم به المستشفى في علاج المصابين والجرحى وتقديم الخدمات المجانية للمحتاجين المعتصمين في الساحة. جاء ذلك في ملتقى الأطباء المتطوعين في المستشفى الميداني الذي عقد مساء أمس الاثنين لتقييم تجربة المستشفى وتطوير أداءه من خلال توسيع نطاق الخدمات وتقسيم مساحة المستشفى إلى غرف متعددة بحيث تتسع لأكبر قدر من الجرحى والمصابين استعدادا للمرحلة الحاسمة والتصعيد القادم من شباب الثورة. ويتذكر الدكتور العباهي الإمكانيات التي بدأها المستشفى الميداني في بداية اندلاع الثورة -منتصف فبراير الماضي- حيث بدأ بخيمة طبية صغيرة بجوار المنصة أمام جامعة صنعاء لإسعاف المصابين من شباب الثورة حيث استقبلت الخيمة أول شهيد سقط برصاص الأمن المركزي هو الشاب عوض السريحي وعشرات الجرحى رغم الصعوبات وضعف الإمكانيات وقلة الكادر، لكن استجابة العاملون في القطاع الصحي وانضمامهم للثورة وتقديم الخدمات الطبية للمعتصمين هو الذي شجع على إنشاء المستشفى الميداني حيث اتخذ من مقر نادي النهضة الملحق بجامع الجامعة الجديدة مكانا لإقامة هذا المرفق الحيوي الهام للاعتصامات السلمية، مع استجابة الموطنين من أبناء اليمن بالدعم السخي، وتقدمت الجمعية الطبية الخيرية والهلال الأخضر اليمني لوضع اللبنة الأولى وبسخاء وصل إلى ملايين الريالات من أول يوم من إنشائه. ويضيف مدير عام المستشفى الميداني بان خدمات المستشفى توسعت بتبرع الميسورين بتجهيز صالة عمليات، بالإضافة إلى توسيع المساحة حيث تم تجهيز مسجد الجامعة كقسم للرقود، مع إضافة الجمعية الطبية الخيرية 6 إلى 7 سيارات إسعاف جديدة خاصة بالمستشفى وجهاز تصوير أشعة متحرك، وجهاز أشعة تلفزيوني مشيرا إلى أن المستشفى قام بالعديد من العمليات الإسعافية والمتوسطة وإيقاف نزيف وتثبيت كسور وتدخلات جراحية مثل إصابات الصدر، إنعاش المرضى، وإعطائهم السوائل والدم المتوفر في المستشفى، وانعاش القلب الرئوي لحالات توقف القلب نتيجة الصدمة الوعائية، بسبب النزيف، وغيرها. ويفيد الدكتور العباهي أن المستشفى يتسع حاليا ل 60 سرير تقريبا، ويشمل مختلف التخصصات، خاصة الجراحة ويصل الكادر الطبي المتطوع إلى 4500 طبيب وصحي وممرض ذكورا وإناثا ممن سجلوا أسماءهم وأرقام هواتفهم، بينما يناوب أكثر من 200 كادر طبي يوميا ويستقبل المستشفى وحده يوميا دون الخيام الطبية والفرق الإسعافية مايقارب 200 حالة مابين مريض جديد ومراجع وتوجد 8 خيام طبية + مركز طبي لتقديم الخدمات الطبية عبر كادر من الأطباء والممرضين والصيادلة بالمناوبة مع مشرف ومنسق لكل خيمة ويصل متوسط عدد المستفيدين في اليوم الواحد من الخيام الطبية 1200- 1300 شخص، ويتوف حاليا للمستشفى 7 سيارات إسعاف تتواجد باستمرار أمام المستشفى الميداني. كما أن هناك 16 سيارة إسعاف تحت الطلب، وتملكها المستسشفيات الخاصة. وتسعى إدارة المستشفى الميداني حاليا إلى الاستفادة من مساحة الجامع وتقسيمها إلى غرفتين للعمليات وغرفة للأشعة ومكان للشهداء بالإضافة إلى تجهيز الطابق العلوي للجامع مكانا للصحفيين والإعلاميين الذين يتوافدون لتغطية ضحايا المجازر وتصوير الجرحى والشهداء إضافة إلى تدشين حملات توعوية في الساحة وعلى المنصة في كيفية "تسعف نفسك بنفسك؟" والتعامل مع الغازات السامة وحالات الطوارئ يأتي ذلك بعد استعداد شباب الثورة للتصعيد القادم الذي أعلنوه من خلال آلياتهم وبرامجهم.