شهدت عدد من محافظات الجمهورية اليمنية تظاهرات حاشدة يوم أمس شارك فيها الألآلف عقب صلاة الجمعة تضامنا مع شهداء المجزرة الصهيونية ضد نشطاء السلام وحقوق الإنسان في أسطول الحرية المتوجهة لكسر الحصار عن غزة. ففي محافظة عدن خرج الألآف يتقدمهم وكيل محافظة عدن وحيد رشيد رافعين اللافتات المطالبة بفك الحصار عن شعب غزة، منددين بالصمت العربي والدولي على الأعمال الإجرامية والممارسات الإرهابية التي يقوم بها المحتل في أنحاء فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص. واستنكر المتظاهرون الأعمال الوحشية البربرية التي أقدم عليها العدو الصهيوني ضد نشطاء حقوق الإنسان الذين جاوؤا من مختلف أصقاع الأرض لفك الحصار عن سكان غزة على متن أسطول الحرية، مشيدين بالدور البطولى لحكومة تركيا وشعبها تجاه قضية الشعب الفلسطيني. وأقر المشاركين أثناء مهرجانهم الحاشد في ساحة الحرية بكريتر الإعداد لتسيير قافلة من عدن إلى غزة للمشاركة في فك الحصار المفروض عليها وفتح باب التبرعات، حيث ساهم احد المشاركين في المهرجان بمبلغ 50 ألف ريال سعودي للإعداد لهذه القافلة. ورفع المحتشدين في المهرجان لافتات تحيي مواقف الزعيم التركي أردوغان ويدعون لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية واستبدالها بالبضائع التركية. كما بعثوا برقيات عزاء لأسر شهداء وضحايا المجزرة الصهيونية الذين سقطوا في العدوان الغاشم على سفينة الحرية، محيين فيها بطولتهم وشجاعتهم وروح المسؤولية التي تحلوا بها مع أعضاء الأسطول الرافضة للظلم والقهر والجبروت والطغيان الصهيوني المفروض على إخوانهم في قطاع غزة . طالبوا الرئيس اليمني النأي بنفسه عن قطيع المتخاذلين من الزعماء العرب وفي محافظة حجة طالب الآلاف في مظاهرة حاشدة أمس الجمعة المجتمع الدولي بسرعة فتح تحقيق مع الإرهابيين الصهاينة الذين سفكوا دماء الأحرار ورسل السلام من أعضاء قافلة الحرية. وندد المتظاهرون بالاعتداء الإرهابي والإجرامي الصهيوني ضد قافلة الحرية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية ودبلوماسيين عرب وأوربيين سعيا لفك الحصار الجائر الذي فرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ أربع سنوات. وفي بيان صادر عن التظاهرة الحاشدة حيا أبناء حجة مبادرة وصمود أحرار وأبطال قافلة الحرية على مبادرتهم الشجاعة لكسر الحصار عن أبناء غزة الصامدين, مؤكدين تضامنهم الكامل معهم ومع اسر الضحايا و كافة أبناء الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص أبناء قطاع غزة الصامدين، وكذا كافة المواقف المسئولة التي تضامنت مع قافلة الحرية وأبناء غزة وفي مقدمتهم تركيا حكومة وشعباً، مؤكدين بأن اليمن تقف صفاً واحداً قيادة وشعبا دعما ونصرة للقضية الفلسطينية ولكسر حصار غزة. مشيرين إلى أن شعب اليمن لازال ولا فخر يحمل أبنائه معاني الإيمان والحكمة وأنهم لا زالوا في طليعة القائمين والمناصرين لقضايا المسلمين وفي مقدمتها قضيتنا الأولى قضية فلسطين وأهلنا في غزة. وقال البيان الذي تلاه مهدي جابر الهاتف - رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة - إننا في هذا اليوم ومن خلال هذه الفعالية الجماهيرية التضامنية نؤكد مطالبتنا للحكومة المصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم وكسر الحصار عن غزة وإزالة الجدار الحاجز الذي أقاموه لحصار أبناء الشعب الفلسطيني فيها, كما نطالب الأنظمة العربية جمعاء باتخاذ موقف مشرف لنصرة إخوانهم في فلسطين والمشاركين في قافلة الحرية, مطالبين الدول التي لها علاقة مع العدو الصهيوني سرعة قطع علاقتها وطرد الدبلوماسيين الصهاينة ومقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية ". وعبر البيان عن إدانة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة حجة الشديدة واستنكارها ورفضها الكامل لهذه المجزرة التي أحدثها الكيان الصهيوني وهذا الحصار الظالم الذي يفرضه على قطاع غزة ، داعيا الشعوب والحكام العرب بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إذا لم تتوقف عن دعم العدو الصهيوني. إلى ذلك أكد وكيل محافظة حجة فهد مفتاح دهشوش في كلمة قيادة المحافظة بأن ما قام به الكيان الصهيوني العنصري يعد جريمة حرب وقرصنة تضاف إلى سجل الإجرام الأسود لهذا الكيان المزروع في قلب الوطن العربي.. مشيرا إلى أن إسرائيل بأعمالها الإرهابية مع مدنيين أبرياء من نشطاء السلام في مياه دولية قد أفزعت شعوب العالم, وظهرت مرة أخرى كدولة عنصرية مجرمة تضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان . وقال " إننا في اليمن حكومة وشعبا، نستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي, ونطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان القيام بواجبها الإنساني لردع العدو الإسرائيلي المتغطرس، كما نطالب برفع الحصار عن غزة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه المغتصبة وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف دهشوش " إننا ومن هذا المقام والفعالية الجماهيرية الغاضبة نحيي كل المواقف الشجاعة للزعيم التركي وشعبه العظيم الذي كان في مقدمة المواجهين للظلم والصلف الصهيوني ضد العزل الأبرياء من أبناء قطاع غزة ،داعيا الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن يسجل موقفا حازما إزاء هذه القضية وأن ينأى بنفسه عن قطيع المتخاذلين من الزعماء العرب ، كما أكد في الوقت ذاته إلى أهمية إرسال القوافل تلو الأخرى إلى قطاع غزة لفك الحصار عنها ". وفي كلمته عن الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني دعا الأخ علي ناصر الدوة العالم الإسلامي وقادته إلى اتخاذ مواقف أكثر حزما وإجراءات كفيلة بردع الكيان الصهيوني الغاصب . كما ألقى أمين عام فرع جمعية الأقصى بالمحافظة عبدالرحمن الهاتف كلمة حيا فيها تفاعل الجماهير اليمنية مع قضيتنا الأولى والمركزية القضية الفلسطينية ،مستعرضا نماذج من الدعم والمساندة التي قدمها الشعب اليمني وقيادته السياسية لإخواننا في فلسطين خلال العام المنصرم 2009م ،حيث بلغ حجم التبرعات التي قدمت للشعب الفلسطيني أكثر من اثنين مليار ريال منها أربعة وسبعين مليون ريال من أبناء محافظة حجة ، معتبرا هذا الدعم السخي دلالة واضحة على تفاعل أبناء اليمن ومبادرتهم في دعم الصمود الفلسطيني ضد الغاصبين الصهاينة . وشدد الهاتف على ضرورة مواصلة الدعم المادي والسياسي حتى تتحرر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي" . مطالبات بفتح معبر رفح بصورة دائمة والوفاء بتعهدات إعمار غزة وفي مدينة تعز خرجت تظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف والذين تدفقوا بعد صلاة الجمعة إلى وسط شارع جمال من مختلف مناطق المدينة حاملين اللافتات والبيارق والأعلام الفلسطينية والتركية ومجسمات لصواريخ القسام في مشهد احتجاجي يعكس حجم الغضب من استمرار حصار غزة والتضامن مع أبنائها والتنديد بالمجزرة الصهيونية التي ارتكبت بحق أحرار أسطول الحرية الاثنين الماضي في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط.. المشاركون في التظاهرة - التي دعت إليها الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني فرع تعز-هتفوا يا عرب صفوا صفوا..وحول فلسطين اصطفوا. يا أحرار يا أحرار .. واصلوا كسر الحصار . ألف تحية ألف تحية ..لإسطول الحرية. يا عرب يا مسلمين ..ما هذا الصمت المهين يا حكام يا حكام ..يكفي ذل واستسلام كما رفعوا لافتات كتب عليها : إغلاق معبر رفح جريمة لن تنساها الأجيال العربية .. دماء الشهداء الأحرار وقود الانتصار .. تحية إجلال وإكبار لتركيا وقائدها أردوغان المتظاهرون نددوا باستمرار حصار غزة والتي سعت قافلة الحرية لكسره ولفت أنظار العالم إلى جرائم الاحتلال الصهيوني بحق غزة وأبنائها المحاصرين. كما استهجنوا المواقف العربية الرسمية المخجلة، وقالوا في بيان صادر عن التظاهرة -تلاه الدكتور عبدالله الذيفاني - أن ماجرى لأسطول الحرية في المياه الدولية يعد قرصنة صهيونية وإرهاب دولة وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي ، وإن الدماء التي سالت وامتزجت في مياه البحر الأبيض المتوسط قد وصلت إلى غزة لتنبت أملاً أبيضاً يروى أشجار المقاومة والصمود. كما طالب المتظاهرون في بيانهم: النظام الرسمي العربي برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة فوراً وفتح معبر رفح بصورة دائمة واتخاذ موقف واضح في دعم القضية الفلسطينية وسرعة الوفاء بتعهداته لاعمار غزة ، وسحب المبادرة العربية للسلام التي وصفوها ب " بمبادرة للاستسلام ". مؤكدين على ضرورة دعم المقاومة حيث لاحل ولا تحرير إلا عبر دعم المقاومة ،كما طالبوا الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات من أي نوع مع الكيان الصهيوني بقطع هذه العلاقات فوراً ، مثمنين بهذا الصدد قرار موريتانيا وقطر وفنزويلا التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني عقب مجزرة غزة في بداية العام الماضي، و كذلك موقف نيكاراجوا في تجميدها للعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني بعد الجريمة البشعة لقافلة أسطول الحرية . وأدانوا بشدة كل أنواع التواطؤ العربي والارتهان للمشروع الصهيوني والذي أصبح مكشوفاً لكل الشعوب العربية ، كما دعوا كافة الفصائل الفلسطينية إلى سرعة تحقيق المصالحة على قاعدة المقاومة والكف عن اختلاق العراقيل خاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية . وشدد المتظاهرون على ضرورة تحرك الحكومات العربية والإسلامية وكل القوى الخيرة في العالم لملاحقة قادة الكيان الصهيوني قضائياً كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع طبقاً للقانون الدولي . و دعو المجتمع الدولي إلى تطبيق القوانين الدولية ومعاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه ككيان إرهابي وعدم الكيل بمكيالين. وأبدى المتظاهرون أسفهم اتجاه القرار الهزيل الذي خرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب بالذهاب إلى الأممالمتحدة متسائلين " منذ متى كانت الأممالمتحدة تنصر المظلومين وتقف إلى جانبهم ". وكان ممثل مكتب حماس بتعز قد ألقى كلمة أوضح فيها أن كسر الحصار قد بني على أسس واضحة المعالم. وأشار إلى أن أسطول الحرية كان من اجل كسر الحصار وان حماس تعلن أن حصار غزة قد كسر . وأكد إن كسر الحصار لن يأت عبر مشروعات تسوية أو من خلال مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ولن يأت من خلال التنسيق الأمني مع القوات الصهيونية. كما ألقى الشيخ عبد الرحمن قحطان -رئيس الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني فرع تعز- كلمة عبر فيها عن سعادته لاحتشاد الجماهير التي رددت مطالبها الوحيد( كسر الحصار عن غزة ). وطالب قحطان بأن تكون هناك سفن لكل دولة عربية وإسلامية ‘ وإنسانية حرة ،وان تقف كل الدول بسفنها مصفوفة وسط البحر وأن لا تتراجع حتى يفك الحصار . وتساءل قحطان عن مهمة محكمة الجنايات الدولية ودورها في معاقبة الصهاينة على جريمتهم النكراء التي ترفضها الأعراف والأخلاق والمواثيق الدولية . هتفوا لغزة وتركيا واردوغان وفي محافظة اب احتشد الآلاف عقب صلاة الجمعة أمام بوابة الإستاد الرياضي تنديدا بجريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية وتأييدا للموقف التركي مع القضية الفلسطينية. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية وصورا لرئيس الحكومة التركية رجب اردوغان والشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر. وعبر المشاركون في المهرجان عن مطالبتهم بفتح باب الجهاد لتحرير غزة . ودعا أمين الرجوي - رئيس الدائرة السياسية للإصلاح باب - في كلمة الأحزاب والمنضمات، الحكام العرب إلى الاقتداء باردوغان الذي رفض الذل لإسرائيل. وعبر الرجوي عن الأسف لحال الأمة التي وصلت إليه وكيف أن الأوربيين قادوا سفينة لكسر الحصار عن العرب المحاصرين في غزة من قبل إسرائيل وبعض إخوانهم العرب. كما ألقى كلمة السلطة المحلية وكيل المحافظة المساعد علي الزنم أشاد فيها بمواقف اليمنيين في مناصرة أبناء غزة . وألقيت في المهرجان قصيدة شعرية للشاعر الشاب محمد الغيثي نالت استحسان الحاضرين.
