لم يتبق شيء لم تعبث به مليشيا الحوثي الانقلابية، حتى فرحة الأعياد قتلتها في نفوس اليمنيين بأكثر من وسيلة وطريقة. في سجون الحوثي يقبع الآلاف من الأحرار خلف القضبان لا تعرف الفرحة إليهم طريق فلا أعياد لديهم. إذ أنهم يرون أن عيدهم الحقيقي هو خروجهم من السجون واستعادة حريتهم. أسر المختطفين والمخفيين قسراَ يزداد ألم الفقدان لديها في مناسبات الفرح إذ كيف لها أن تفرح وتعيش فرحة العيد وفلذات أكبادها خلف القضبان. يمر العيد على أسر المختطفين كبقية الأيام بل أكثر مرارة من غيرها فكيف لها أن تتذوق طعم فرحة وحلاوة العيد بينما أبن لها أو أخ أو زوج يقبع خلف القضبان الحديدة لسجون مليشيا الحوثي الإجرامية. تنظر أسر المختطفين إلى بقية الأسر وهي تعيش الفرحة بكل تفاصيلها بينما هي تعيش في دوامة التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها استعادة أبناءها لحريتهم والبحث عن طريقة لكسر القيود التي يتكبلون بها. بعض المختطفين مرت عليه ست سنوات من الغياب القسري داخل سجون الحوثي لم يذق طعم الفرحة وهكذا الحال مع اسرته ست سنوات يعني أكثر من عشرة أعياد متتالية والمختطفين وأسرهم محرومين من الفرحة، وتتحول مناسبات الأعياد إلى أيام حزن بدلاً من أن تكون أيام فرح وترفيه ولعب ، أسر المختطفين لا عيد ولا فرحة لها إلا عندما يتحرر أبناءها من قيود وظلمات السجون. في يوم العيد الأطفال تعيش فرحة العيد والطفل يحمل صورة والده المختطف مكتوب عليها " أريد أبي " الأم تقف أم بوابة السجن تخاطب السجان " أريد أبني أفرجوا عن ولدي ". في كل عيد تتكرر مشاهد تبكي لها الأحجار، فبينما يذهب الأطفال إلى الحدائق يذهب أطفال المختطفين إلى أمام بوابات سجون مليشيا الحوثي وهم يضعون السلاسل على أيديهم تضامناً مع أباءهم في السجون ، حلاوة العيد لا تجد طريقها إلى بطونهم فيأخذوها ويضعوها على الخرسانات المحيطة بالسجن معلنين إضرابهم عن ممارسة أي طقوس من طقوس فرحة العيد إحتجاجاً على بقاء أباءهم داخل. ستجدد فاطمة قحطان مناشدة المجتمع الدولي الأصم ومنظمات حقوق الإنسان التي تتجاهل نداءاتها منذ خمس سنوات ، ستناشدهم بالضغط على مليشيا الحوثي بالإفصاح عن مكان اختطاف والدها . الصحفي عبدالخالق عمران وبقية زملاءه كعادتهم منذ عدة سنوات سيعيدون في سجون المليشيا ولنا أن نتخيل كيف سيكون وضع اطفالهم وأسرهم . ما إن تذكر اسم مختطف حتى يتبادر إلى ذهنك اسماء مختطفين آخرين منهم الأكاديميين مثل الدكتور نصر السلامي والدكتور البواب والدكتور حميد عقلان وغيرهم. وفي آخر وقفات الأمهات.. نظمت رابطة أمهات المختطفين في تعز وقفة للمطالبة بالإفراج عن المختطفين في سجون مليشيا الحوثي وجاء في البيان " تأتي الأعياد وتمر المناسبات السعيدة وأمهات وأبناء وزوجات المختطفين والمخفيين قسراً يفتقدون للفرحة والسعادة في ظل اختطاف واخفاء ذويهم في السجون دون مسوغ قانوني أو أخلاقي. وأكدت في بيانها بأنه لا يزال "305" مختطف من أبناء مدينة تعز يقبعون خلف قضبان سجون جماعة الحوثي المسلحة يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، من بينهم "31" مختطفاً يعانون الأمراض دون تلقيهم العلاج اللازم الذي ينقذ حياتهم، ورغم وجود اشتباه لإصابة مختطفين بفايروس كوفيد-19 في سجن الصالح بمدينة تعز؛ إلا أن المختطفين فيه لم يتلقوا الرعاية الصحية اللازمة لتجنب الإصابة بالفايروس أو انتشاره بين بقية المختطفين. وطالبت أسر المختطفين اطلاق سراح جميع أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً من سجون جماعة الحوثي دون قيد أو شرط، وحملت جماعة الحوثي حياة وسلامة المختطفين. وتضل الأعياد لدى أسر المختطفين ذكرى حزينة تتجدد فيها أساليب الحزن والفقد والاشتياق لأبطال أخفتهم ظلمات الحوثي ولا تزال.