نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة الكرامة.. عام من الأحزان والعيش مع الذكريات
نشر في الصحوة نت يوم 15 - 03 - 2012

عام كامل مر على الثورة.. كان بمثابة أحزان وأوجاع لأسر الشهداء اجتروا خلاله ذكريات أليمة.. خاصم النوم عيونهم لفراق فلذات أكبادهم.. لازالت تلك الذكريات تمر على أسر الشهداء بإيقاع مؤلم يتذكرون أحبتهم الذين سقطوا في جمعة الكرامة.
لم ولن تهدأ أسر الشهداء من الوجع والنزيف الدامي ولازالت وجوههم يرتسم عليها الحزن والإصرار وكلمات لا تخرج عن المطالبة بالثأر السريع لتطفئ حرقة قلوبهم التي تلظت بفراق أحبتهم.
جلسة أعادتنا لذكرى جمعة الكرامة مع بعض أهالي الشهداء وجرحهم النازف..

عتاب... أفتقد أبي

دموع عتاب الصغيرة لازالت معلقة بين جفونها وأصداء صوتها الحزين يتردد (ارحل فقد قتلت أبي) نزلت دموعها عندما كنت أسألها عن عام مر على فراقها لأبيها وكلماتها التي أبكت الملايين... فقالت لي أفتقدك أبي كثيراً..
(خرج نحيب موجع وهي تقول عندما أشوف الأطفال الآخرين في الشارع مع آبائهم يأخذونهم إلى المدارس وأنا أقول مابش معي أب) وتهدج صوتها (مع من أجزع مافيش معي حد)!!
تدحرجت دموعها تباعاً وقالت (لما أروح جولة الشهداء قلبي ينادي بابا وأشعر أنه يكلمني) وأدعو الله أن يرحمه... خشيت على عتاب أن أكمل معها الحديث للنحيب المتواصل من صدرها الصغير والذكريات التي فجعت بها طفولتها.
تقول أمها. عن عام من الحزن: كأنه مات اليوم. فلا تمر ساعة إلا وذكرنا أحياءنا فيها فكيف بالمرأة التي تفقد زوجها ولديها أطفال... تنهدت بحرارة وتابعت: عندما رأيت المكان الذي قُتل فيه زوجي شعرت بالرهبة واقشعر جسدي. ورجعت للمنزل.
طفلتاي عتاب ودعاء لاتنسى ذلك اليوم.

والد الماعطي......لازالت ذكرها عطرة

والد أنور الماعطي كانت له سيل من الذكريات التي لاتقف عند حد فكل شيء يذكره بولده الذي سطر بطولة لن ينساه التاريخ كلما قابلته عدة مرات أراه وقد اشتعل رأسه شيباً ولازالت عيناه الحزينة لايفارقها الدموع الشامخة يقول (لن أنسى ذلك اليوم قبل استشهاده عندما حاولت منعه من النزول إلى صنعاء قال لي باكياً: ياأبي لو كان كل أب منع ابنه من الذي سيغير؟!! وانفجر باكياً فذهبت أسليه وتابع بقوله القدر سيأتي في أي مكان ياأبي.
تمتلئ عيونه. بالدموع مجدداً وتابع لازالت ذكراه عطرة فلا أقابل أحداً داخل الساحة أو خارجها من البسطاء أو المسؤولين إلا وتكلم عن ولدي أنور بفخر؛ فقد قال لي عبدالرقيب عباد إنه خطب في أحد الجمع عن أنور وعندما قدمت صورته المرسومة لتوكل كرمان بكت وقالت هذا أسطورة الثورة وغيرهم كثير.
ولدي بذل روحه وجسده بشجاعة من أجل الوطن وتحقيق أهداف الثورة شهداء الكرامة هم من هزوا أركان الطاغية والظلم البائد وحققوا بدمائهم أول هدف من أهداف الثورة.
تنهد بحرقة وارتجفت ملامحه وقال: لا أبالغ لم ننساه لحظة واحدة نراه في كل شيء يذكرني به حتى حديثنا أنا وأمه وإخوته نتذكر كل ما كان يعمله أنور.. صوره حتى الأناشيد الثورية تذكرني به نستعرض دائما كل صوره والحلقة المسجلة من قناديل الفجر وتنهمر دموعنا.
والدته دائماً لاتفارقها الأحلام فروح أنور لازالت تعيش معنا في كل زاوية من المنزل وعندما يرونه سواء أمه أو أقاربنا في المنام يقول لهم إنه لايزال حياً.
سألته عن ماتطلبه أسر الشهداء فقال لي نريد أن يكرم الشهداء وتبقى الأرض التي دفنوا فيها معلماً تاريخياً لايزال هناك تقصير إعلامي ومجتمعي وحكومي تجاه الشهداء ولابد أن يأخذوا حقهم في كل شيء.
ويضيف قائلاً: لو اجتمع الناس كلهم لن نبيع دماء شهدائنا ولن نرضى بغير محاكمة الجناة والقتلة وكل من سعى وحرّض وقتل خيرة شبابنا وينال جزاءه أمام أعين آباء الشهداء، وهذا أقل حق ووفاء نقدمه لتضحياتهم.

صلاح الشرماني... حرقة لن تنطفئ

أمام جولة الشهداء يقفان والدي صلاح الشرماني وعيونهما تبحث عن المكان الذي قُتل فيه ابنهما تعجز الكلمات أن تخرج من فم أبيه المسن وكلما حاول التحدث تخونه العبارات وتختنق الكلمات.
والدته التي لم تهدأ يوماً ما رغم كبر سنها من زيارة الساحة وجولة الشهداء لتذرف دموع الغضب والحزن على كل زاوية فيها وتتعهد له بالاستمرار في ملاحقة الجناة والقتلة إلى أن تلحقه.
تقول وهي تمسح دموعها أتذكر طيلة هذا العام دخوله وخروجه ترك فراغاً كبيراً في نفوسنا والبيت لا أحد يقدر ينسى حبيبه حتى يلحقه.
إغرورقت عيناها بالدموع (تذكرت هذه الأيام آخر لقاء بيننا عندما دخل المطبخ وأكل قليلاً من الطعام و دخل واغتسل ولبس فرأيت وجهه كالقمر. أشعر بالندم عندما لم أسأله لماذا هذا النور في وجهك وعندما كنت أحدثه عن زواجه يقول لي سأتزوج بحور العين.
التفت إلى والده الذي كان يستمع لحديثنا ودموعه تغالبه بقوة سألته عن صلاح فقال لي: أتذكره إلى الآن فقد كان حنوناً عليّ وذراعي اليمنى فمن ينساه واختنق صوته.
تضيف والدته كل شيء يعوض إلا الولد من يعوضنا عن صلاح لازالت حرقة في قلبي ليلاً ونهاراً لن تبرد حتى أموت أو أرى قاتله يحاكم وينال جزاءه.. خرج والدا الشهيد صلاح ودعاءهم لم يتوقف على من أحرق قلوبهم بفرقة ولدهم التي لازالت ذكراه حرقة في قلوبهم، ولعنة لمن قتلوه.

أمين العريف... كل شيء يذكرنا به

رأيت ذكراه بدموع أخيه الموجعة وكلماته المرتجفة عندما قال (عام مضى نشعر فيه بألم ولوعة الفراق وكأنه اللحظة الآن تمر أمام أعيننا تصطلي في قلوبنا يتأكد كل لحظة أننا فارقناه ولكن مايخفف عنا أنه استشهد ليس في حادثه عادية وإنما من أجل الوطن.
وأردد في نفسي دائما رحمك الله ياأمين لقد اختارك الله في حدث عظيم سيذكره التاريخ والناس.
ابتلع آهاته وقال: نشعر بالغضب لأنه لاتزال بعض بقايا النظام تلعب بمقدرات الشعب وتحاول تفجير الوضع أملي كبير الآن أن لاتضيع دماء الشهداء هباءً.
وعن جولة الشهداء يقول: (كلما مررت على المكان تشتعل الحرقة في قلبي وأتامل وأقول هنا سقط أمين صريعاً وأسال نفسي كيف تطاول هؤلاء على قتل حافظ لكتاب الله وعلى كل الشباب؟!!
أشعر بالغضب كلما رأيت المكان ورأيت دم أخي وعندما أذهب إلى قبره لا أقول له إننا عجزنا عن تحقيق أهداف الثورة بل إننا ماضون في تحقيق الأهداف.
قاطعته قائلة هل تفتقده؟ أخفى دموعه وهز رأسه وقال في كل لحظة أتذكره وأرى صوره حتى أنني رأيته في المنام يقول لي: إنه مشتاق للساحة وعاتبني عندما سألته هل أنت نادم على ماحصل لك.
حرقتى لن تنطفئ حتى أرى وطني خالياً من الفساد ومن المتسولين من الفقراء ومن المسحوقين.
وعن رسائله يقول أقول للثور لابوركت ثورة لاتحمي دماء أبنائها ولا تنتصر لهم ودماءهم في ذمة كل ثائر.
أما الحصانة «فقد أعطاها من لا يملك لمن لا يستحق» فلسنا تركة، ولكن إذا كانت خطوة فقط لإخراج البلاد من الهاوية، ولكننا لن نتنازل عن دمائهم أبداً وسنحاكم القتلة.

محمد الثلايا... لن يعوضنا شيء

زوجه الثلايا جاءت كلماتها هي الأخرى أكثر حرقة وألماً قالت مررنا بأوقات عصيبة وشعور حزين لم يفارقنا لليوم وهاهي ذكراهم تعيد لنا الأحزان وذلك اليوم الموجع كلما رأينني بناتي أبكي يقلن لي ويحاولن أن يواسسينني ويقلن لي أبونا في الجنة.
تضيف باكية كثيراً ماتخونني عباراتي أمامهم رغم محاولاتي أن أبقى قوية أمامهن فلن يعوضنا عن غيابه أي شيء.
وبصوت طفولي حزين تحدثت أفنان ابنة الشهيد (أتذكر كل شيء عن أبي وخاصة لما كان يلاعبنا
ولما أزور المكان الذي قُتل فيه أقول في نفسي: من الذي قتل أبي وأفتقده كثيراً وأظل أبكي!!
يضيف أخوه صدام بقوله (جمعة الكرامة رسمت للناس خطاً مشرقاً ويمناً جديداً فلن ينسى أحد جمعة الكرامة وما حصل بها فهي مغروسة في قلب كل يمني.. لذا لن تهدأ أسر الشهداء إلا إذا أُخذ القصاص من القتلة ويأخذون جزاءهم العادل.

محمد العزب... لازالت دمائه ساخنة

من ذكريات الشهداء التي يجددها العام كان والد محمد العزب يحمل أوراق ولده وبعض النقود التي لونها دمه في جيبه لاتفارقه حتى رائحتها عالقة في أنوفهم أخرجها لي ويداه ترتجفان شعرت وعيناه معلقتان بها خلالها أنه يتذكر كل لحظة من ذلك اليوم.. يقول والده الحمد لله أن الله اختارهم وأزالوا بدمائهم الظلم والاستبداد.. وجمعة الكرامة يوم لن ننساه أحدثت لنا فجوة وحزناً عميقين.
والدة الشهيد لم تتوقف دموعها طوال حديثنا ونحيبها تقول أتذكر خطواته وكلامه وأتذكر آخر كلماته عندما سلم عليّ و قال لي ادعي لي بالشهادة ياوالدتي، ولازالت كلماته تتردد في أذني وهو يقول افتخري ياأمي إذا حصل لي شيء من أجل الوطن فلابد من تضحيات.
نبيل وجميل أخوي الشهيد كانا معه في ذلك اليوم رأيت الغضب والحزن الذي في عيناهما شعرت برهبة تلك اللحظة يقول عندما بدأ الحريق وسمعنا صوت الرصاص تركنا محمداً وهرولنا إلى ذلك المكان وكان يقول هيا إلى الجهاد وضاعت صرخاتي في المكان.
أضاف جميل بحزن: كلما مررت على المكان أشعر بحرقة وأتخيل كيف كان وضعه وماالذي جرى.. اشتاق له كثيراً فقد كنا مع بعضنا فترة طويلة.
وأضاف ودموعه بين جفنيه قائلاً: (كان محمد يعد لحفل التخرج ويوم الحفل وهو غائب شعرت بفقده وبالفراغ الكبير الذي تركه) واختنق بالبكاء!!
وتابع بقوله: فقد الأحبة ليس سهلاً لذا يجب الاهتمام بأسر الشهداء من كل النواحي، وتقديم الجناة للعدالة لينالوا جزاء مااقترفوه بحق هذا الوطن وبحق أبنائه.
كان الحديث ذا شجون مع أسرة الشهيد محمد العزب تختلط فيها مشاعر الحزن والبكاء والحنين للذكريات.

زوجة الحميقاني. لم تفارقني ذكراه

ذكريات موجعة أيضاً في حديث زوجة عادل الحميقاني عندما كانت تشرح لي قصة استشهاده والفاجعة التي غطت على حياتها: تقول بعد مرور عام على استشهاده لازالت ضحكته وصورته لم تفارقني كما لم تفارقني ذكرى جمعة الكرامة.
كانت تحرك يديها وهي تحاول أن تشرح لي شعورها مشتاقة له شعرت أنني فقدت رجلاً عظيماً قد تشغل أسر بعض الشهداء بأبنائها أما أنا فلم يكن سواه في حياتي.
كثيراً ماأتذكر كلامه ونحن نتناقش عن الثورات وعن مايحدث.. أما عن المكان تقول: أقف على المكان وأقول: هنا سقطت أنفاسه الأخيرة تذكرني بما كان يقول في نفسه.
لازلت في منزلنا ولم أحرك شيئاً فيه حتى 150 ريالاً التي وجدتها في جيبه لم أصرفها وسأظل أحتقظ بها إلى أن أموت..
وتابعت بقولها: أكثر شيء يذكرني به أذكار المساء عندما كنا نقولها معاً.. ملابسه كلها لازلت أحتفظ بها هذه الفترة، وكلما اقترب اليوم أشعر بالدموع تنزل مني دون إرادة.. وسكتت وقالت كنت أخاف من الموت كثيراً والآن أريده بقوة لأنه سيجمعني به.

أم عمر الشيباني..

كانت تستمع لحواري مع زوجة الشهيد الحميقاني فنزلت دموعها بقوة وعلا نحيب حزنها المؤلم فقد فقدت عمر في جمعة الكرامة وفقدت والده بعده بشهور بعد أن تدهورت حالته الصحية متأثراً بشدة من استشهاد ولده فكان الحزن لايزال يعتمر منزلهم الصغير، والمهم بعد عام الثورة تقول لله الحمد هذا قدر الله لاينسى أحد ولده حتى يلحق بعده. أشعر بفقده وحنيني له كل يوم وآخر اللحظات التي جمعتنا وخاصة عندما كان يقول لي ادعي لي بالشهادة!!
حتى والده تدهورت صحته بسب حنينه واشتياقه لابنه فلم يتحمل ولحقه) وتواصل نحيب الأم وبكائها على مصابها.
تقول أخته سوسن (لذا لن يطفئ حرقتنا ودموعنا إلا قصاص العدالة ومحاكمة القتلة).
زوجة الشهيد الحزمي تقول مر العام وكأنه حلم إلى الآن لانصدق أننا فقدناه وترك في نفوسنا أعظم الأثر.
حتى أولادي عندما رأوا صورة الرئيس عبدربه يقولون لي ياماما هذا الرئيس لن يقتل الناس لن يطفئ الكهرباء ودائماً يسألونني من قتل أبي؟!!

محمد قناف... لن ننساه

يقول والده ذكراه لازالت محفورة في أذهاننا في قلوبنا فكثيراً مانفتقده خاصة في صلاة الفجر وعندما كان يصلي بنا ويحفظنا القرآن، وأتذكر عندما أخرجناه كان لايزال جسده طرياً ودماؤه ساخنة كأنه مات في نفس اللحظة، وهذا مايزيد شعورى بالطمأنينة لأن الله اختاره عنده وما يخفف عنا أيضاً أنه ذهب من أجل الوطن وتحقيق أهداف الثورة وإقامة دولة مدنية.
اطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يتقي الله في هذا الشعب وأن يزيل بقايا النظام ويحقق أهداف الثورة ويحل القضايا الشائكة في الدولة ويحقق حلم اليمنيين.
ابن الشهيد عبدالباسط المشولى تحدث عن مشاعره خلال عام من فراق والده يقول: أشعر بالحزن الكبير وكلما زرت المكان الذي قُتل فيه أبي أحلم باليوم الذي يتم فيه القصاص للشهداء من القتلة.

زوجة جمال الشرعبي...
نحمد الله لأنه اختاره شهيداً

تقول زوجة الشهيد جمال الشرعبي مر عام على جمعة الكرامة والناس ملتفون عليها دليل على عدالة القضية نفتقده نعم، ولكن نحمد الله على ذلك فهذا قضاء الله وقدره.
أما أولاده فلا يمر يوم إلا ونذكره بذكريات جميلة وكلما رأوا صورة له ذهبوا يقبلونها لازلنا نشعر بفقده ولكن روحه لازالت معنا حتى في أحلامنا التي يطمئننا فيها.. أتذكر حلم (أشعر أنه رسالة إلى الشعب قال لنا فيه إن القتلة لايزالون في مواقعهم وأن الشهداء لابد أن يأخذوا حقهم الشرعي.
وتابعت بقولها عندما أذهب لزيارة المكان ينتابني شعور بالحزن الشديد، ولكن عندما أتذكر ذلك اليوم أنه أصبح نقلة نوعية لليمن واليمنيين وتاريخ لن ينسى.


جولة الشهداء... دماء وذكريات

كلما مررت في ذلك المكان أوقفتني صور الشهداء المعلقة وحنين ذلك المكان الذي جمع الدماء والذكريات كثيراً وما أوقفني منظر الشباب والنساء حتى الأطفال يقفون ليتأملوا ذلك المكان ويذرفون الدموع فيه والبعض يقوم بشرح كل ماحدث كأنه حدث بالأمس.
سألت بعض المتواجدين حول المكان وعن شعورهم بمرور عام على مجزرة الكرامة.. يقول إبراهيم الحسني: كان يوماً رهيباًَ مؤلماً مظلماً كلما مررت بهذا المكان أشعر بقشعريرة تسري في جسدي... وكأن أحداثه تجري الآن.
يؤيده علي مصلح بقوله: الفاجعة التي حدثت في ذلك المكان جعلتني لا أنساها أبداً. فدماء الشهداء لازالت رائحتها تعبق في هذا المكان.
أما العجوز أم حسين واصل تقول باكية: لاتحملني رجلاي عندما أقف في هذا المكان أظل أبكي طويلاً حتى أشعر بالراحة!!

وتؤكد أثمار علي: أن هذا المكان أصبح مزاراً لكثير من الناس فهنا قتل فلان وهنا قتل الآخر حتى هذه البيوت التي اعتلاها القتلة لازالت كالظلال المظلمة على المكان.
أما الطفلة سها عندما سألتها لماذا تزوري هذا المكان قالت لي: في هذا المكان استشهد والد زميلتي وأتذكر دموع عتاب على أبيها وأتذكر كل طفل قتل هنا.
أيضاً الطفل :عبدالكريم الرحبي يقول: أزور المكان كل يوم وأستحضر كل مشهد هنا وأتأمل الشهداء، وكلما أشعر بالتكاسل يمدني هذا المكان بالقوة!!
ودّعت المكان وهو لايزال يحمل تلك الذكريات المؤلمة وعبق دماء الشهداء تعم الأرجاء وكل زاوية منه تحكي قصة شهيد كان عنوان لهذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.