بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معتقلون للصحوة نت: مع العقارب والثعابين اُعتقلنا في زنازين انفرادية
حكايات مرعبة عن جرائم بقايا عائلة المخلوع صالح..
نشر في الصحوة نت يوم 05 - 04 - 2012

أيام العذاب لا تنسى ورعب الزنازين يظل ذلك الهاجس المخيف الذي يلاحق المعتقل في حياته ......أيام من العذاب ذاقها شباب عاشوا شهورا بين لذة الموت والعودة للحياة ليخرجوا بحكايات مرعبة عما حدث داخل زنازين بقايا النظام المخلوع.
محمد شاطر لما رأيته أدركت شده ما مر به من تعذيب وامتهان فمظهره يدل على ان عمره شاخ في بداية ربيعه، اعتقل محمد شاطر في 17رمضان بجوار منطقه الشعب بأرحب أخذوه إلى معسكر فريجه لمدة ساعتين بين الضرب والركل والصعق بالكهرباء ثم نقلوه للقاعدة الجوية وبعدها إلى زنازين التعذيب في الاستخبارات العسكرية
يقول محمد : قاموا بالتحقيق معنا والتهديد بالتصفية الجسدية والذهاب بنا إلى فرامه في السبعين لتصفيتنا، ووصف التعذيب بقوله: أدخلونا في غرفه مظلمة لا تكاد ترى يداك وهي مليئة بالثعابين والعقارب كنا نشعر بها وهي تمشي من فوق أرجلنا ظللنا فيها فتره طويلة يساورنا الخوف والرعب ولكننا توكلنا على الله واستعنا بالذكر والتسبيح لم نرَ خلالها الشمس مرة واحده جعلونا نقف لمده ثلاث أيام على أقدامنا حتى تفطرت من التعب واشار إلى بعض اثر التعذيب على رجليه والتي لا تزال محفورة في قدميه وتابع بقوله ..هددونا بإغراقنا في البلاعات وكانوا يدفعونا فوق الحفر ونحن مغمضو الأعين مع السب والشتم والتعذيب بالكهرباء بشكل مستمر.
طعامنا ينحصر في (الكدم وماء وأحيانا زيت) مما تسبب لنا في أمراض كثيرة في أجسادنا حتى الذهاب للحمام لم يكن إلا مرة واحده في اليوم وصلاتنا تيمم بدون ماء.
وخلال تلك الأشهر ونحن في الاستخبارات لم يكن أهلنا يعرفونا إنْ كنا أمواتا أو أحياء فعندما اعتقلونا اتصلوا لأهلنا لأخذ جثثنا حتى أنهم أقاموا العزاء.
وتابع بقوله: عذبنا بشدة لدرجه أن في هناك من الشباب فقدوا عقلهم ومنهم عبدالله الحاورى الذي ضرب بدماغه حتى فقد عقله ولم اعد اعرف عنه شئا بعدما فرقونا.
كلما سألناهم: لم التعذيب؟ اقتلونا أفضل؛ يردون علينا بقولهم: ما نعمل بموتكم نريدكم أن تموتوا في اليوم ألف مرة .
دموع ولدي
وفي موقف لا ينساه محمد أبدا حتى لما ذكره رأيت دموعا خفيه تداعب جفنيه وهو يقول لي: لما تم نقلنا للبحث الجنائي سمحوا للأهل بزيارتنا فعندما دخل ولدي الصغير ناصر ذو الثلاث سنوات ورآني خلف القضبان أمسك بها وكأنه يهزها مستنكرا وجودي خلفها وهو يبكي فلم يسكت حتى سمح لي باحتضانه وتأثر أحد العسكر ونزلت دموعه.
حتى لما خرج أشرت له بيدي كان يبكي بحرقه وشعرت أن قلبي انكسر، وإلى الآن كلما أشرت له بيدي يظن أنني أودعه فيبكي لم اصدق إلى الآن أنني خرجت ورأيت أهلي بعدها، حتى زوجتي تقول: نحمد الله انك عدت إلينا سالما اما والدتي فكان قلبها مطمئنا وكانت تكرر عليهم دائما (ولدي سوف يرجع)
تنهد وقال (تنفست عبق الحرية بعد اليأس من الخروج من تلك الزنازين ونحتسب الأجر عند الله.
ولدت من جديد
بالرغم من أن أيام العذاب مضت إلا أنها حاضرة في عيون وأجساد الشباب ومنهم حسين يحي عوض والذي مر بمراحل من التعذيب الجسدي والنفسي الذي لا يطيقه أحد الإرادة والوثوق بالله هو من جعلتهم يتخطون تلك المراحل المرة.
يقول حسين: تم اعتقالي يوم 15 رمضان من قبل الحرس الجمهوري بأرحب أوصلوني إلى معسكر الفريجه تحت الضرب بأعقاب البنادق وبياداتهم العسكرية وأنا مكتف اليدين ومعصوب العينين وأول ما وصلت إلى هناك اخذوا كل شيء مني وتم التحقيق، كان العسكر خلالها يطلبون من الضابط مكافأة لأنهم قاموا بالقبض على إرهابي على حد قولهم .اشَّر لهم الضابط بتصفيتي ولكنني قلت له إن أهلي يعرفون أنني معتقل لديهم مما أربكه، فتراجع عن قراره، ثم استخدموا معي أسلوب الترغيب والترهيب وقالوا لي: اكتب وصيتك ، فقلت لهم: إنني عملت ذلك قبل فترة فاغتاظوا جدا ووضعوني في زنزانة انفرادية حتى منتصف الليل.
مخالف للقانون
التقينا بالمحامي على جابر المطري من منظمة هود والذي تابع كثيرا من قضايا المعتقلين والمختفين قسريا لسؤاله عن المخلفات الشنيعة التي قام بها أزلام النظام وتعذيب هؤلاء الشباب من الناحية القانونية فتحدث قائلا:
ما قامت به الأجهزة الأمنية من انتهاكات للحقوق والحريات ومنها حجز الحرية والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والمعنوي وإجبارهم على الاعترافات على تهم وجرائم لم يقترفوها كل هذا يعد مخالفة صريحة لنصوص القانون ومبادئ الشريعة الغراء والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية ومنها نص المادة 48، ونصوص المواد (3-7-4-8-9-11-76-77-172) إجراءات جزائية أما الإكراه على الاعترافات الناتجة عن التعذيب فهي باطلة سواء في مرحلة التحقيق او المحاكمة لأن ما بني على باطل فهو باطل.
قصة أخرى.. على حسن..احرقوا حياتي
في قصة أخرى لا تقل ألما عن سابقاتها ذهبت إلى منزل المسن على حسن راشد والذي يبلغ ستين عاما تعرض للاعتقال يوم 26 رمضان عندما اقتحم الأمن المنزل في الواحدة ليلا وأخذه إلى معسكر المطار واخذوا منه تلفونه وبطائقه العسكرية بحكم عمله في الأمن المركزي ثم اعتقاله في زنزانة الأمن المركزي بتهمة الخيانة ولأنه ثائر
المؤلم في الأمر أنهم قاموا باقتحام المنزل يوم 1- شوال وإرهاب أسرته وإثارة الخوف والرعب فيها وفي سكان حارته فقد كانت عملية الاقتحام من البشاعة حيث لا تنسى.
في منزلة البسيط :رأيت في عيني العم علي الكثير من الألم والحزن والحديث وانكسار كبير تتحدث به كل ملامح وجهه: قال لي: برغم أنني بذلت جهدي لخدمة الوطن وخدمتهم إلا إنني أصبحت متهما واعتقلت لديهم بتهمة كاذبة قاموا مرة أخرى باقتحام منزلي بحكم البحث عن (طقم )، وارهبوا أولادي وأساءوا إلى سمعتي في تلك الليلة قاموا بتطويق الحارة كاملة وتوجيه أسلحتهم الثقيلة إلى منافذ المنزل ولم يكن فيه سوى الأطفال والنساء عندما فتح ابني الصغير الباب فدفعوه ودخلوا يفتشون المنزل ....منعوا حتى المواطنين من الدخول او الاقتراب تحت تهديد السلاح وظل أطفالي وزوجتي محاصرين لأكثر من ساعة ونصف لا يعرفون ما ذنبهم وما القضية وقام الضابط بالتفتيش دون أي مسوغ قانوني.
إحدى بناتي كانت في الغرفة المطلة على الشارع عندما رأت الأسلحة الثقيلة والخفيفة الموجة للمنزل والأطقم المنتشرة في الحارة زحفت على بطنها إلى الغرفة الأخرى من شدة الرعب والخوف
كان العم علي يتحدث وولده الحسين بجانبه واثر الخوف على وجهه سألته مباشرة: كيف تشعر؟ قال لي وهو يحرك يديه بتوتر والدموع في عينية تترقرق: خفت كثيرا فعندما دفعني الضابط وكنت اسأله: ماذا تريدون أين أبي؟
وإلى الآن أخاف وعندما أرى أي عسكر أو سيارة أهرول إلى المنزل لم نستطع حتى إكمال دراستنا خوفا أن يأخذونا حرمنا عاما كاملا.
يتابع العم علي بقوله: عندما عرفت سألتهم: فقالوا لي: امنع الكلام هذه أوامر عليا.
شاركنا احد جيرانه الحديث بقولة :تلك الليلة أرعبونا رأينا الحارة طوقت ونزل أناس ملثمين حاملين الأسلحة الثقيلة والخفيفة منعونا من الاقتراب وعندما أبرزت لهم بطاقتي العسكرية ردوا على بالقول هذا مش عليك وأضاف قائلا: علي حسن وأولاده من الناس الطيبين المستقيمين نعرفه رجل في حاله وكذلك أولاده لذا استغربنا من هذه البشاعة والأسلوب الهمجي الذي تم اعتقاله به واقتحام منزله، كنا نقول إننا لن نراه بعد ذلك.
وعن تلك الشهور التسع التي قضاها يقول العم علي :لم أتعرض لتعذيب جسدي وإنما التعذيب النفسي والمعنوي والإهانات ونفسيتي تأثرت جدا من هذا الوضع وكذلك صحتي بسبب الأكل السيئ والمكان الذي كنا محجوزين فيه.
وعن مشاهداته يقول : هناك من الشباب والمواطنين العاديين من عذب بقوة وبالضرب المبرح والحبس الانفرادي ووضع القيود في رجليه ويديه إلى جانب السب والشتم ومنهم المعتقل احمد البطاح الذي ظلت القيود في رجليه لمدة سبعة أشهر حتى تاريخنا هذا. وأكد سماعه لصرخات موجعة بسب التعذيب وخاصة في الليل
كان الحديث الذي يسرده فيه كثير من الأوجاع التي كابدها، سالت دموعه وهو يتذكرها يقول: اشعر بالإهانة بسبب ما عملوه بي و انظر إلى حالة أسرتي 9 أشهر عانوا خلالها الكثير باعوا ما لديهم حتى يستطيعوا العيش حرم أولادي من التعليم والخروج للعلب خوفا مما حدث.
وفوق كل ذلك السمعة السيئة .تضيف زوجته: عانينا الكثير في غيابه فكثير من الناس رغم معرفتهم به يقولون مرة عنه سارق ومرة إرهابي ومرة خائن) ولا تزال النظرة السيئة إلى الآن.
عندما خرج شعرت أن الحياة عادت لنا من جديد
خرجنا من منزل العم علي وهو يشير لنا إلى مكان الأطقم التي حوطت الحارة والمنزل ثم أردف قائلا: بعد كل هذه الأشهر عندما لم يثبتوا على شيء لأنني كنت محجوزا بسبب اشتباه بالاسم مع شخص كان يعمل لديهم رفض الأوامر بقتل الشباب وانضم للثورة.
قالوا لى نعتذر .......لا يوجد عليك أي شيء ..بعد تسعة أشهر من المعاناة واحتبست دموعه وهو يودعنا .....لحكايات أخرى من خلف زنازين بقايا النظام.
من أساليب التعذيب الذي استخدمها بقايا النظام في تعذيب الشباب يقول حسين: قاموا بتكتيف يدي للخلف ووضعوا على ظهري بعض (معبر القذائف) ويجبروني صعود الدرج كما قاموا بوضعي تحت المدافع وهي تطلق نيرانهم على الناس فأثر ذلك على سمعي، وكانوا يدفعوني فوق حفر ويسبوني إذا وقعت هذا ما حدث في معسكر فريجة، أما في الاستخبارات العسكرية والتي هي عبارة عن مبني قديم كي لا يدرك أحد أن هذا المكان يحدث به أبشع أنواع التعذيب قاموا بتهديدي بأخذي فوق سيارتهم والتجوال عبر أماكن وطرقات لا عرفها لكي يوهموني أنني ذاهب إلى مكان ما....لتصفيتي أو تعذيبي، كما قاموا بتكتيفي ووضع قطعه حديديه تحت رجلي وتعليقي فكان راسي إلى تحت لمده ست ساعات لا استطيع خلالها مد أرجلي)، وعند ذلك انحنى حسين يشرح لي طريقه تعذيبه وتعليقه تلك المدة بتلك الوضعية المؤلمة وتابع قائلا: في الليلة الأخرى قاموا بالتحقيق معي ومحاولة اجبري على الاعتراف بأقوال كاذبة فكان ردي: أخذتموني من الشارع فبماذا أعترف لكم فأمر الضابط العسكري بأخذي إلى غرفة الثعابين والعقارب فدفع بي بقوة إلى داخله وأنا خائف من الغرفة فجاءت قدمي مباشرة على جسد ثعبان فقلت بقوة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، فسمعت العسكري يصرخ ويقول للضابط لم ار مثل هؤلاء السجناء.
ثم تنهد بقوة وأردف يقول :ظللت في تلك الليلة واقف من العشاء حتى عشاء الليلة الثانية وأنا صائم فلم استطع حتى الدخول أكثر بسبب العفن الذي ازكم انفي وللخوف الذي اعتراني، ومع كل ذلك لم يرحمونني فأخذوني إلى التحقيق في اليوم الثاني وأنا تعبان وجوعان طلبت منهم فك قيدي ولم استطيع الكلام من شدة الجوع والتعب فأمر الضابط عسكريا ضخم الجثة اسود البشرة بتعذيبي، فكان يضربني بقوة بعصا كهربائية وكنت اصرخ من غير وعي: أيه المجرمون قتلتم إخوتي.
سكت قليلا ثم قال: جاءني أحد الضباط وطلب منهم التفاهم معي فقال لي: أشفقت عليك من التعذيب ومن مصلحتك الاعتراف ثم أخذني إلى عمارة حديثة من خارجها نوافذ عديدة ومن داخلها جدر صماء وأدوات تعذيب حديثة ومتنوعة فقال لي مشيرا لها: رحمتك من كل هذا . ثم أراني عدة أوراق وقال لي: حتى زملاؤك اعترفوا وهذه أقوالهم.

أثناء ذلك كنت اسمع صرخات نساء من شدة التعذيب في الدور الثاني .فقلت له اكتب ما يحلو لك وأنا سوف ابصم عليه.....في هذه اللحظة نزلت دموعي وأخذتني العاطفة

لم يتوقفوا ..
يتابع حسين بقوله: أنزلوني إلى زنزانة انفرادية وحرموني من الأكل لمدة ثلاث أيام مما اثر على الكلى كنا نسمع عن حكايات ابتكرها أذيال النظام لتعذيب الناس من أفواه العسكر والمساجين تشيب لها الوالدان، حرمونا من دخول الحمام لمدة كبيرة وكلما طلبنا منهم الدخول قالوا: ممنوع.. حالة طوارئ فتخيلي كيف حالنا كنا نحبس كل شيء داخلنا فلا يوجد مكان لقضاء حاجتنا لدرجة أننا لم نستطع الأكل خوفا من إخراجه ....فكنا نتفرج على الأكل ونحن جياع وهذا كان أيضا من التعذيب النفسي.
ومن أساليبهم أيضا دخولنا للحمام والباب مفتوح ولمدة دقيقتين فقط أو أخذنا بالقوة من فوق المراحيض أما الطعام فكان يتسبب لنا بالمرض والإسهال أو يأتون لنا بكدم وماء أو شاي اعتقد أنهم يضعون فيه نوع من المخدر.
سألت عن شعوره ومفارقة أهلة قال لي بحزن: فكرت بأهلي كثيرا يوم العيد وتذكرت أطفالي وكسوتهم كل شيء مر علي بحزن أما بقية الأيام حقيقة كنت أفكر بنفسي وأنه لابد أن أظل محافظا على نفسي ومعنوياتي حتى لا أنهار واخسر نفسي.
عندما نقلونا إلى البحث استطعت رؤية أهلي وما آلمني أني رايتهم مدة خمس دقائق فقط وفي إحدى الزيارات جاءت أسرة بالنساء والأطفال والرجال لزيارة احد الشباب فسجنوهم جميعا دون حياء وأطلقوهم بعد يومين لذا أول ما زارني إخوتي كنت اصرخ بهم: لماذا أتيتم؟ فظنوا أنني جننت.
مشاهدات
يتابع حسين بقوله: أدخلوا لنا في الزنازين مجانين وأطفال وأصحاب سوابق كما كان العسكر يأخذون كلما يصل إلينا من طعام وملابس وأشياء أخرى وإذا أردنا التواصل مع أهلنا لابد من دفع مبلغ من المال حتى نتواصل معهم .
وأضاف قائلا: بسبب التعذيب عانيت كثيرا من المرض وخاصة الحصوة في الكبد مرت على ليالي لم يعطوني حبة واحدة أو أي دواء ذقت الألم والمرارة وكلما كنت اطلب منهم دواء يقولون لي: (ايش نعملك موت) وإلى الآن أعاني إمراضا عديدة منها الحصى والتهاب في المفاصل وضعف في النظر وأشياء أخرى.
وتابع بألم: رأيت في تلك السجون صور من العذاب والألم لا يتخيلها احد ولم أكن أتوقع أن يحدث لي ذلك أو أشاهد كل هذه البشاعة.

وعن اثر ذلك على أسرته: تغير وجهه وقال: تعرفين عندما يذهب العائل ويترك اسرته زوجتي وابنائي لم يفرحوا بالعيد ولم يرضوا ان يلبسوا ملابس العيد وظلت زوجتي بالثياب السودا ء إلى أن خرجت أما ولدي عندما رآني داخل السجن قال لى: يابابا من سجنك؟ اشتى أكون معك.
عندما خرجت لم اصدق نفسي وشعرت أنني ولدت من جديد.
تاريخ من العمر
شرح لي كيف تم اعتقاله وتعذيبه بكل دقة.. وما أدهشني أنه يحفظ كل تفاصيل وتواريخ خمسة أشهر وعشر أيام من اعتقاله عن ظهر قلب.
يقول: تم اعتقالي من قبل الحرس الجمهوري في أرحب..أخذوني إلى معسكر فريجة تحت الضرب بأعقاب البنادق وبكل ما تصل إليه أيديهم ثم نقلوني إلى البحث الجنائي يوم 24-9حتى تاريخ 28-12 تم نقلنا إلى السجن المركزي ثم الإفراج عنا.
عندما سألته: عن كل هذه التواريخ قال بدهشة: وكيف لي أن أنسى خمسة أشهر وعشر أيام من التعذيب والمهانة
حرمونا من الأكل ....وقدموا لنا ما تعف الأنفس عن أكله وضعونا في أماكن لا ترضى حتى الحيوانات الجلوس فيها عاملونا بقسوة وشدة أهلنا لا يعرفون عنا شيء، واخذوا علينا كل ما نملكه غير الإهانات والسب والشتم وعندما كنا نصلى كنا نتيمم فلا يوجد ماء وأسوء مكان عذبنا فيه هو الحرس الجمهوري كنا نسمع كثيرا أصوات وصرخات شباب يعذبون كما أتوا بطفل صغير من الجوف كان يقود دراجة نارية اعتقلوه في منطقة الحصبة ووضعوا القيود الثقيلة على رجليه وهناك أطفال آخرون، ورأيت مجموعة من الشباب الجرحى لا تزال جراحهم تنزف كانوا يتألمون بشدة ولم يعطوهم حبة دواء أخذوهم من المستشفيات ونقلوهم إلى الاستخبارات لتعذيبهم.
أشياء كثيرة عانيناها.. لكن نسال الله الأجر
وعن أثر ذلك على أسرته يقول: بالطبع تأثرت أسرتي كثيرا وخاصة أطفالي والحمد لله لم يتركوهم أسرتي ولا الأصدقاء، ولكن تعرفين أثر ذلك على الأسرة، فأصعب شيء مر عليَّ عندما أتت أسرتي لزيارتي ورأيت بناتي يبكين على منظري وكذلك أبي وإنا خلف القضبان فكنت أقابل ذلك بالضحك للتخفيف عنهم أريد فقط أن أذكر عندما أتى أبي لزيارتي أول مرة اضطر لدفع 12 ألف ريال لرؤيتي كما أن العسكر يأخذون كل شيء من الأكل والملابس والنقود وأي شيء يأتي به الأهل لسجينهم لكنني بفضل الله وكثرة الصلاة والتسبيح استطعت تجاوز كل شيء وزادت ثقتي بالله أكثر.
ذكر احمد أشياء كثيرة والملفت للأمر ان روحه المرحة ظلت حاضرة حتى وهو خلف القضبان.
ومن الشباب الذين تم تعذيبهم الشاب هيال حسين والذي ذكر في إحدى مقابلاته أنه اعتقل في منطقة أرحب أيضا قال فيها أنه تم أخذهم للاستخبارات العسكرية أدخلوهم منازل قديمة حتى لا تلتفت إليهم المنظمات عاملوهم خلالها معاملة غير إنسانية ووضعوهم في زنازين تحت الأرض وتحت صنوف التعذيب ولم يكن غذائهم إلا الماء والكدم، ورغم ما ذاقه هؤلاء الشباب إلا أني لمست فيهم تلك الروح المعطاءة والإرادة الحديدية التي لم تهزها كل تلك الأيدي المجرمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.