خطا ريال مدريد الإسباني خطوةً عملاقةً نحو التتويج بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم بعد فوزه على غريمه التقليدي وحامل اللقب برشلونة في معقله بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد أمس السبت ضمن منافسات المرحلة الخامسة والثلاثين من المسابقة المحلية. وسجل كل من الألماني سامي خضيره (17) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (73) هدفي ريال مدريد في حين كان التشيلي ألكسيس سانشيز صاحب الهدف الوحيد لأصحاب الأرض (70).
وبهذا الفوز وسّع المرينغي الفارق الذي يفصله عن صاحب المركز الثاني برشلونة إلى سبع نقاط قبل أربع مراحل فقط من نهاية السباق على لقب الدوري, حيث رفع رصيده إلى (88) نقطة في حين تجمد رصيد الفريق الكاتالوني عند النقطة (81).
ظروف المباراة
دخل ريال مدريد هذه الموقعة وهو في صدارة ترتيب الليغا (85 نقطة) بفارق أربع نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة (81) نقطة.
وترك الفريقان صراعهما في مسابقة دوري أبطال أوروبا مؤقتاً لتركيز جهودهما حالياً في لقاء الكلاسيكو مع صعوبة المواجهة التي تنتظر كل منهما على ملعبه منتصف الأسبوع المقبل في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وخسر برشلونة أمام مضيفه تشيلسي الإنكليزي (1-0) الأربعاء كما خسر ريال مدريد أمام مضيفه بايرن ميونيخ (2-1) يوم الثلاثاء الماضي في جولة الذهاب.
حوار المدربين
واعتمد المدرب البرتغالي على التشكيلة التي واجهت بارين ميونيخ نفسها وسط هذا الأسبوع, بيد أنّ خصمه بيب غوارديولا أبى إلا أن يفاجئ الجميع بإدخال تغييرات جوهرية على تشكيلة البلوغرانا بإقحامه الثنائي الشاب تياغو ألكانتارا وكريستيان تيلو دون التعويل على جيرارد بيكيه وسيسك فابريغاس.
مواجهة من نوع خاص
كما شهدت مباراة الكلاسيكو مواجهة من نوع خاص بين الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الريال حيث دخل اللاعبان اللقاء وهما يتربعان على صدارة قائمة الهدافين بالمسابقة هذا الموسم برصيد 41 هدفاً لكل منهما إلا أن البرتغالي فكّ الارتباط مع الأرجنتيني إثر اللقاء وصار وحيداً في المقدمة برصيد 42 هدفاً.
يذكر أنّ ميسي ورونالدو قد حطّما الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بالدوري الإسباني والذي كان مسجلاً باسم رونالدو نفسه برصيد 40 هدفاً في الموسم الماضي.
الشوط الأول
تميز الشوط الأول بالحذر من الجانبين، بالنظر إلى أهمية نتيجة اللقاء في ظلّ السباق المشتعل بين الفريقين على صدارة الدوري الإسباني لذلك غابت المتعة والإثارة وطغت الحسابات التكتيكية على حساب جمالية اللعب.
وحصل الريال على أول فرصة في المباراة بعد ركلة ركنية نفذها الألماني مسعود أوزيل بدقة لتؤول الكرة إلى رونالدو الذي سدد برأسه في المرمى لكن فالديز استأسد وحوّل المحاولة إلى الركنية (4).
وردّ برشلونة بعد دقيقتين فقط على محاولة خصمه عندما قطع ألفيش كرة عرضية من بيبي وانطلق نحو المرمى بيد أن كاسياس كان يقظاً وتدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة (6). وتواصلت محاولات الفريقين إلى أن تمكن سامي خضيره من فتح باب التسجيل من ركنية نفذها أوزيل وسددها بيبي برأسه نحو المرمى لكن فالديز أساء استقبالها ليترك المجال للألماني ذي الأصول التونسية لتسجيل هدف السبق (17). وكاد كريستيانو رونالدو أن يضاعف النتيجة إثر تمهيد رائع من الفرنسي كريم بنزيمة داخل منطقة الجزاء لكن تسديدة البرتغالي كانت تنقصها الدقة لتضيع فرصة الهدف الثاني عن الفريق الملكي (21).
وأهدر تشافي فرصةً ذهبيةً لتعديل الكفة بعد انفراده بالحارس كاسياس إثر تمريرة سحرية من الأرجنتيني ليونيل ميسي حيث جانبت تسديدة الإسباني المرمى لينجو الريال من هدف بدا محققاً (27).
ومع إصرار أصحاب الأرض على العودة في المباراة إلا أن ريال مدريد تمكن من سدّ المنافذ والمحافظة على التقدم لتبقى النتيجة على حالها وتنتهي الفترة الأولى على تقدم الملوك بهدف للألماني خضيره.
الشوط الثاني
وانطلق الشوط الثاني على وقع الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ملعب "كامب نو", وعاد برشلونة من حجرات الملابس بعزيمة فولاذية إلى اللقاء.
وكانت الفترة الثانية مليئةً بالمتعة والإثارة حيث تقدم الفريق الكاتالوني بكل ثقله نحو مرمى كاسياس في حين بدا فريق العاصمة الإسبانية عنيداً ومتشبثاً بالأسبقية.
وأخفق كريستيان تيو في تجسيم فرصة كبيرة إثر إمداد ذكي من تياغو ألكانتارا ومع موقعه السانح للتسجيل فقد سدّد الشاب المتخرج من أكاديمية برشلونة عالياً فوق مرمى مدريد (54).
وسارت المباراة شيئاً فشيئاً في اتجاه واحد حيث ضغط لاعبو المدرب غوارديولا على دفاع الفريق الملكي دون هوادة لكن التسرع وغياب النجاعة حال دون إنجاح المحاولات المتاحة.
وحاول تشافي هيرنانديز مباغتة كاسياس بتسديدة أرضية زاحفة لكن كرته مرت بجانب القائم الأيمن للفريق المدريدي (67).
ودفع غوارديولا بألكسيس سانشيز مكان تشافي بغية إعطاء نفس جديد لخط هجوم برشلونة وكان هذا التغيير ناجحاً حيث تمكن المهاجم التشيلي من تحقيق هدف التعادل بعد ارتباك في دفاع الريال وهفوة من الحارس كاسياس في إبعاد الكرة (70).
ولم يهنأ برشلونة بالتعادل سوى ثلاث دقائق حيث عاد "الدون" كريستيانو رونالدو ليعطي الأسبقية لفريقه من جديد بعد انفراده بالحارس فالديز إثر تمريرة ذكية من الألماني مسعود أوزيل (73).
وكان بإمكان ريال مدريد رفع الفارق في مناسبتين الأولى من كريم بنزيمة (82) والثانية من رونالدو (90) لكن التسرع حال دون ذلك.
ومع محاولات الفريقين انتهت القمّة التي أدارها الحكم أونديانو مايينكو على فوز مدريدي أول في الدوري على برشلونة تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.
نتيجة لهذا اللقاء
ضرب ريال مدريد أكثر من عصفور بحجر واحد فهو حقق فوزه الأول على النادي الكاتالوني في كامب نو منذ عام 2007 عندما تغلب عليه بهدف وحيد سجله البرازيلي جوليو باتيستا، ووسع الفارق بينهما الى 7 نقاط قبل 4 مراحل من نهاية الموسم فارتفعت حظوظه في التتويج باللقب الغائب عن خزائنه في الأعوام الثلاثة الاخيرة وبالتالي وضع حد لسيطرة برشلونة عليه.
كما حقق النادي الملكي فوزه الأول على برشلونة في الدوري بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي حقق بالمناسبة فوزه الثاني على الفريق الكاتالوني في 11 مباراة منذ استلامه الاشراف على ريال في صيف 2010 بعد قيادته إنتر ميلان إلى لقب دوري أبطال أوروبا، وكان ذلك في نهائي الكأس عام 2011.
وفرض النادي الملكي تفوقه على الفريق الكاتالوني في تاريخ مباريات الفريقين حيث حقق فوزه ال 87 مقابل 86 خسارة، واوقف انتصاراته المتتالية والتي بلغت 11 فوزاً، وألحق به الخسارة الأولى على كامب نو هذا الموسم والأولى بعد 11 فوزاً متتالياً وتحديداً منذ خسارته أمام أوساسونا 2-3 في 11 شباط/فبراير الماضي.
كما تابع ريال مدريد تحطيم الأرقام القياسية حيث رفع عدد أهدافه في الليغا إلى 109 أهداف وفي الموسم الى 160 هدفاً.
