التذاكي من الطفل الصغير براءة محبوبة، وحركة محمودة تجتذب حب وإعجاب من حوله، وعلى العكس من ذلك يكون التذاكي من الكهل بل الشيخ الكبير في السن، حيث يكون التذاكي منه بلاهة، وحركة سمجة. علي صالح وبعد قراءته المتكررة، ومنافسته المطولة مع الأشقاء في الخليج للمبادرة التي تقدموا بها، والوصول معه إلى اتفاق عليها.. إذا به يتذاكي عليهم عندما قدم إليه أمين عام مجلس التعاون الخليجي بالمبادرة وتقديم الدعوة للتوقيع عليها. هنا تمنع علي صالح عن التوقيع حتى لا أقول رفض، وراح يتذاكى بصورة سمجة وساذجة عندما طلب أن يوقع باعتباره رئيساً لحزب المؤتمر لا باعتباره رئيساً. لقد حددت الاتفاقية طرفي الاتفاق وأن أحدهما رئيس الجمهورية التي تنص الاتفاقية على تنحي الرئيس عن منصبه كرئيس للجمهورية، وليس تخليه عن رئاسة حزب. ثم أن تخلي رؤساء الأحزاب لا يتم بتقديم استقالاتهم عبر مجلس النواب ناهيك عن مستشار قانوني يفتيه في هذه المسألة، لكنه التذاكي السخيف، والاستهبال لأشقاء ترجاهم التدخل بمبادرة لإنقاذه. حسناً فعل علي صالح بهذا التمنع أو الرفض عن التوقيع على الاتفاقية منذ الخطوة الأولى، وذلك ليعلم الإخوة في الخليج والأصدقاء الدوليين أن هذا الرجل لا يحترم اتفاقاً ولا عهداً، وهذا التنكر للاتفاقية ليس الأول ولن يكون الأخير ولكن سيحاول باستمرار وعند كل فقرة أو خطوة أن يفجر الموقف وينسف الاتفاق وهو ما يجب أن يتهيأ له الأشقاء والأصدقاء.. أما بالنسبة للشعب اليمني الذي خرج إلى الشارع وملأ الساحات والميادين يهتف برحيل النظام، فلا تمثل له هذه المبادرة الخيار الأول، وإن تعاطت القوى السياسية مع المبادرة تجاوباً مع الأشقاء والأصدقاء بإيجابية واحترام، لكنها لا تمثل شيئاً بالنسبة للثورة الشعبية. الجانب الإيجابي في موقف علي صالح وتعامله مع هذا الاتفاق بتلك الصورة البائسة وغير المحترمة ومحاولة عرقلته منذ أول خطوة تكمن في أنه يقدم الدليل على نفسه أنه لا عهد له ولا ذمة وأنه سيستمر في وضع هذه العراقيل والعوائق أمام أي خطوة أو حل. ما تجدر الإشارة إليه أن الرجل هو من طلب تدخّل الأشقاء في الخليج وألحّ عليهم في ذلك، ثم لم يتعامل معهم باحترام، بل راح يسبّ دولة قطر متنكراً لمواقفها الأخوية. هذا التخبّط من الرجل وسعيه لوضع العراقيل والعوائق ليست غريبة ولا جديدة بالنسبة للقوى السياسية والشعب اليمني؛ لكن إيجابياتها اليوم تكمن في أن علي صالح يقدّم نفسه على حقيقتها للأشقاء في الخليج والأصدقاء الأوروبيين والأمريكيين؛ وأنه شخص لا يحترم اتفاقاته ولا يلتزم بالمواثيق. على الشعب اليمني بكل قطاعاته أن يمضي قدماً بتصعيد الثورة الشعبية ورفع وتيرة فعالياتها ولا يلتفت إلى شيء غير إسقاط النظام.