التغيير بقلم : ناجي عبدالله الحرازي هذا العمل الإرهابي الجبان الذي تابعنا أخبار تفاصيله المؤسفة من مارب العزيزة لا يوجد ما يبرره على الإطلاق ، لا دينيا ولا سياسيا ولا أخلاقيا ولا نفسيا . إنه يمثل الإرهاب الحقيقي بكل ما تعنيه الكلمة ، وليس فيه ما يشير إلى أي نوع من الذكاء أو الحكمة أو حتى خدع الحرب ، إذا إفترضنا إن هذه الجماعة الإرهابية تخوض حربا لا مبرر لها مع البلاد والعباد ، وليس فقط مع النظام أو مع أميركا . هذا العمل الإرهابي الجبان الذي إستهدف مدنيين أبرياء ، ولا شك إنه سيلحق بقطاع السياحة في بلادنا أضرارا بالغة ، لا يقل بشاعة عن ذلك العمل الإرهابي الأخر الذي ذهب ضحيته عدد من السائحين قبل أعوام في محافظة إبين ، و لم نتجاوز أثاره سوى بعد فترة غير قصيرة. أفضل ما يمكن القيام به للتصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية ، ليس فقط إصدار بيانات الإدانة والإستنكار والتنديد بمنفذيها وبمن خططوا لها ومولوها ، ثم التحقيق في الحادث وعقب خيوطه وتقديم المسئولين عنه للقضاء لينالوا جزائهم العادل ، لأن هذه كلها إجراءات طبيعية لابد من القيام به. بل لابد من تعقب خيوط هذه الظاهرة الخطيرة ، وإجتثاثها من جذورها وإستئصال كل ما يرتبط بها تماما ، بدءا من الأفكار الهدامة إلى اللقاءات السرية ثم التمويل المشبوه . حتى أولئك الذين قد يظهرون نوعا من التفهم أو التضامن مع مثل هذه الأعمال ومنفذيها لابد من ردهم وإقناعهم بالإقلاع أو العدول عن ذلك . لابد من مواجهة هذه الأعمال وخلاياها النائمة بكل ما ملكت أيادينا ، بالكلمة الحسنى والموعظة أو بالعقاب الرادع الذي لا هوادة فيه . ومثلما نحن في أمس الحاجة لتعقب هؤلاء ووضع حد لهم وإستئصالهم من المجتمع ، لابد أيضا من محاسبة من يقصر منا في أداء واجبه ، أفرادا كنا أو جماعات أو جهات مختصة ولابد أن يعي الجميع إن معركتنا مع هذه المجاميع التائهة وفكرها المنحرف لا يجب أن تقل ضراوة عن معركة التنمية التي نخوضها على الدوام . البعض منا قد يشعر بأن السلطات البريطانية أو الأميركية أو الإسبانبة تبالغ في ردة فعلها متى ما تعرضت بلدانها أو شعوبها لمثل هذه الإعمال الإرهابية ، تماما كما يقول المثل الشعبي " الي أيده في النار غير اللي أيده في الميه" ، لكن ما أن تتعرض بلداننا لمثل هذه الأعمال حتى نجد أنفسنا في قمة الغضب ، ونتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلع منفذي ومخططي وممولي ومناصري هذه الأعمال ومن يتعاطف معهم. التصدي لفكر هذه الأعمال ومعتنقيه ، مسئولية وطنية لا تقل أهمية عن الدفاع عن أمن وسلامة البلاد والعباد ، وكلنا ثقة في أن الجهات المختصة لن تألوا جهدا ولن تدخر أمكانية حتى تتمكن من وضع حد لهذه الخلايا السرطانية المميتة اللهم إحفظ بلادنا وشعبنا ومن يزورنا ويحل في ضيافتنا من كل شر ومكروه ، إنك على كل شئ قدير