التغيير بقلم : ناجي عبدالله الحرازي كلما أعلن عن قرب ب موعد إنهاء خدمة بعض سفرائنا في الخارج وتعيين من سيخلفهم وجدت نفسي ، مع غيري من عشرات بل الاف المغتربين في هذا البلد أو ذاك نتسائل: ترى من سيكون السفير الجديد والمفوض فوق العادة لليمن الحبيب هنا أو هناك ؟ ترى هل سيكون القادم أفضل من المنتهية ولايتة ، أم إن الخلف سيأتي أسوأ من السلف؟ وترى هل سيأتي الجديد بروح جديدة وأفكار خلاقة ونشاط دؤوب ، أم إنه لن يضيف شيئا إلى ما خلفه حسن الذكر أو غير المأسوف عليه؟ وترى هل سيهتم السفير الجديد بتمثيل اليمن ومصالح اليمن وأبناء اليمن ، وسيكون خير من يفعل ذلك أم إنه سيأتي فقط من أجل مصالحه وإمتيازاته وسيبذل قصارى جهده للتمثيل باليمن ؟ أسئلة عديدة ما زالت تشغلنا معشر المهتمين بأخبار السفراء والسفارات هنا وهناك ، وبالتحديد متى ما أعلن عن حركة تنقلات جديدة في السلك الديبلوماسي والقنصلي اليمني . والمحير في الأمر إننا لم نسمع حتى اليوم ، وخلال سنوات مابعد الوحدة اليمنية ، على الأقل بشكل علني، عن محاسبة هذا السفير أو ذاك عن ما قام به خلال سنوات خدمته هنا أو هناك ، كما لم نسمع عن مكافأة هذا أو ذاك لأنه قام بواجبه على أفضل وجه! نسمع فقط إن السفراء وما دونهم من موظفي وزارة الخارجية يعودون إلى ديوان الوزارة لتسلم مهام عملهم الجديد وبالتالي الإنضمام للقائمة وإنتظار التعيين التالي . كما نسمع عن تعيين السفراء من خارج وزارة الخارجية ، وهم في الغالب وزراء سابقين ، إما في مجلس الشورى أو في مواقع ما تليق بمقامهم الرفيع الذي سيلازمهم طوال حياتهم . ونسمع أيضا عن بعض من يعودون على إستحياء لوظائفهم السابقة ، خاصة إذا كانوا من أساتذة جامعة صنعاء . ونسمع عن بعض السفراء وقد غابوا عن الساحة تماما وتفرغوا لأعمالهم الخاصة بعضها خارج اليمن ، ربما بإنتظار مكالمة هاتفية هامة وتعيين محتمل في موقع رفيع المستوى . و طبعا هناك حالات إستثنائية تابعنا من خلالها تعيين سفير سابق ووزير سابق في موقع وزاري جديد سابق ، وهذه الحالات لا حكم لها ، لكنها بالتأكيد تعد مؤشرا على بياض صفحة هذا السفير الوزير السابق لدى صانع القرار . في بعض الدول يشعر رعايا الجمهورية اليمنية وحتى المعنيين في هذه الدول بالأسف لإنهاء خدمة السفير ، معتبرين إنه كان يقوم بواجباته على أفضل وجه ، بل ويتمنون له كل الخير والتوفيق في مهامه المقبلة. كيف لا وقد ترك خلفه سجلا رائعا من مهام تحسين العلاقات الثنائية بين اليمن والدولة المعنية ومن النشاط والفعاليات والعلاقات الطيبة مع الجالية اليمنية إضافة إلى ذمة مالية لاغبار عليها . وفي دول أخرى يذهب السفير غير مأسوف عليه ، لا من الجهات المختصة في البلد المعني ولا من المغتربين اليمنيين ولا حتى من أعضاء البعثة أو موظفي السفارة المعينين من الداخل أو المحليين. يذهب هذا النوع من السفراء تطارده لعنات الجميع ولعلها تقض مضجعه وقد ترك خلفه سمعة بائسة وسجلا خاليا من أية إنجازات. في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث أعلن عن قرب تعيين سفير جديد خلفا للمنتهية فترة خدمته ، يتطلع أبناء الجالية اليمنية في هذا البلد الشقيق أن يأتي اليهم من سيعمل على تحقيق أهداف أهمها: الدفع بالعلاقات الثنائية والتعاون في كافة المجالات بين البلدين إلى مستويات أفضل مما هي عليه ، وبما يجسد رغبة القيادتين السياسيتين في البلدين ويحقق المصالح المتبادلة للشعبين الشقيقين على قاعدة المعاملة بالمثل ولا ضرر ولا ضرار الإٌهتمام ورعاية مصالح أبناء الجالية اليمنية في الدولة والذين تزيد أعدادهم عن سبعين الف مغترب والتواصل معهم بشكل دائم ، وليس فقط في المناسبات ومتى ما تطلب الأمر وجود ممثلين عن الجالية!! العمل على حل المشاكل المعلقة التي تهمهم ، وخاصة ما يتعلق بتواجدهم في دولة الإمارات كقضية تجديد الإقامات والسماح للمقيمين بإستضافة أهلهم وذويهم بدون تعقيدات العمل على السماح للجالية بتنظيم كيانها إسوة ببقية الجاليات العربية وغير العربية. إذ لا يعقل أن تنتشر نوادي وتجمعات ومدارس الجاليات على إختلاف جنسياتها في أنحاء الدولة ، ولا نرى مقرا يجمع اليمنيين ويحافظ على كيانهم . هذه بعض توقعات المغتربين اليمنيين في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، ولا شك إن أبناء اليمن في بقية الدول التي يتوقع تعيين سفراء جدد خلفا للمنتهية فترة خدمتهم ، وهم الرعايا اليمنيين المقيمين في تلك الدول ، والذين يشكلون بالتأكيد أحد أهم واجبات السفير والسفاره ، يتوقعون دائما إما أن يأتي اليهم خير خلف لخير سلف ، أو يأتي من يساعدهم على نسيان غير المأسوف عليه وبدء صفحة جديدة من العمل الديبلوماسي والقنصلي !