السعيدة دولة غير سعيدة في تقرير السعادة العالمي ،هكذا صُنفت حسب التقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة ومعهد الأرض بجامعة كولومبيا، فقد احتلت اليمن المركز 136 ضمن 156 دولة تضمنها التقرير، وفقاً لمعدلات سعادتها، أي أنها في ذيل القائمة، وبهذا تكون احتلت الصدارة بجدارة في ان تكون دولة تعيسة ، لأنه وببساطة ينخفض معدل مستويات السعادة لدى مواطنيها بشكل حاد ،فلا إحساس للشعب اليمني بالغالب بالسعادة والفرح والسرور ،وتحقيق التطلعات والآمال ،نتيجة لعوامل وأسباب عديدة ،أبرزها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،وعديد الظواهر والمشكلات المختلفة الناتجة عن غياب الاستقرار، بما في ذلك عدم الشعور بالأمن والأمان ،وضنك الحياة المعيشية وصعوبتها ،وانتشار الفساد والفقر والأمية بصورة كبيرة ، وغياب العدالة ،وضعف القانون والخ من المشكلات ،التي بدورها تؤدي إلى التوتر والقلق الشديد، والشعور بالضيق النفسي والضياع ، فبدون الشعور بالاستقرار، يشعر الإنسان بعدم قدرته على التحكّم في حياته اليومية وعدم امتلاكه القوة اللازمة للتصرف في أموره، وهذا الأمر بكل تأكيد - حسب علماء النفس- يقلّل من فرصه للشعور بالسعادة . وبلا شك فأن الانسان اليمني الذي يفتقد في وطنه وجود الدولة ومؤسساتها ، والاستقرار والأمن والعدل والقانون والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة ، وعاش طيلة القرون الماضية والعقود الراهنة من القرن الحادي والعشرين في حالة من عدم الاستقرار والصراعات الدائمة وغياب النظام السياسي الديمقراطي العادل ،وما يزال حتى اللحظة يكتوي بنار الفقر والصراعات والحروب في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية في غاية الهشاشة ؛هذا الانسان الذي يشيب عند الفجر حسب تعبير القاص الكبير الراحل محمد عبدالولي ، بلا شك ينعدم ،وسينعدم لدية الشعور بالاستقرار والسعادة والراحة النفسية ،مالم تنتهي الأسباب المؤدية إلى عدم استقرار أمنه وحياته ومعيشته، وينتقل إلى وضع آمن ومستقر في مناحي حياته كافة، ويشعر بالرضا تجاه حياته الشخصية ، ومالم يتحقق ذلك ، وهذا ما لا نتمناه ، سيظل الإنسان في اليمن، اليمن التي عُرفت بالسعيدة وغدت تعيسة، سيظل لعقود مقبلة في ذيل قائمة السعادة، ومقدمة قائمة التعاسة!! والله المستعان .