من غير المختلف فيه أن العنف والثورة والحرب يعيدان للضعيف الخانع تحت معاول الاستبداد نوعا من الكرامة والحرية والعدل .. وحينما تهيأه ثورة الغضب وتستدفعه النقمة من ظالميه يستنفر الضمير والمروءة على أشده حتى إذا ما اكتملت ونفخ فيه حمم الأرواح الثائرة خرج الشعب في طلب الموت كحرص المجرم المغرور على السلطة ، وعندما يهب كالإعصار تنكشف عورات الصامتين والمنتفعين فيقولون سلمية وتلك عورتهم. سلمية إيران وأمريكا هي الخديعة التى تطلب من أعدائها أن يتقمصوا شخصية المسيح أو شخصية بوذا من أجل صناعة السلام وسلامة المعتدين وتقول للشعوب المستعمرة كونوا مسيحيين من أجل السلام وها هو يناديكم " لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ" كونوا يا أحرار العالم عبيدا للاحتلال والاستغلال والعنصرية. لكن تتغير صورة المسيح حينما يتمرد أحرار العالم ويتحول إلى المحارب الذي يكره السلام ويحب الانتقام والانقسام و النار " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا ونارا وانقساما" اليوم يطلبون من تعز أن تكون سلمية حتى تنعم بالعبودية والسلام إذا القلم يصنع عبدا كما صنعتكم عبيدا لإيران فلن تكون تعز و إن سار بعض شواذ المدينة ومرجفيها ... إن المقاومة خيارا لا يتغير وطريق الثورة مرصوفا بجماجم الشهداء فلن تتوقف حتى النصر اليوم مدينة تعز تتطهر وها هي تعانق مأرب والبيضاء والضالع وعدن ... على ثقافة فقط عندما يُنتزع الخوف من الثائر الحق ترتسم في محياة بسمة النصر يتغير التاريخ الخانع الى التاريخ المجيد الذي يعانق المجد " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير" أما من يخفق قلبه كالطير واسترغب الاستعباد من مهمشي المدينة ومنتفعيها فيحتاج إلى العنف كقوة تحرره من دونيتة ويأسه وجهله لتعيد فيه فاعليته كإنسان له ذات يتجدد به وينطلق منه ويأوي إليه .. فإن لم تتغير تستبدل. " إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " فمن ينادي بالسلمية فليذهب وراء بوذا وينام في المغارات والصحاري والقفار أما ثقافتنا " فإن جنحوا للسلم فاجنح لها" بالقوة فقط يصنع السلام .. فأين سلمية الثورة التى قتل المرضى فيها و أحرقوا " إنها سلمية الانتحار" فأين أهل دماج وعمران وصعدة وصنعاء وعدن ... لا تقل سلمية بعد اليوم فقط حنى النهاية قاوم .