مؤلمة جدا مشاهد ما تعرضت له قاعة المناسبات في العاصمة صنعاء والتي يطلق عليها القاعة الكبرى ، خلال أول أيام تلقي آل الرويشان العزاء في وفاة والد الأخ اللواء جلال الرويشان .. إنها جريمة بكل ماتعنيه الكلمة ، ولا يمكن بل ولا يجوز تبريرقصف القاعة بحجة تواجد عدد من القادة العسكريين والأمنيين الذين يعتبرهم بعضاليمنيين إنقلابيين ومتمردين على الشرعية .. فحتى لو تواجد في القاعه بعض من يستهدفهم تحالف دعم شرعية الرئيس المستقيل المتراجع عن إستقالته ، الم يدرك من وافق على قصفها أن هناك المئات ممن لا علاقة لهم بالإنقلابيين المتمردين ؟؟ وأن أولئك الأبرياء ذهبوا إلى القاعة لأداء واجب العزاء كما تقتضي الأعراف والتقاليد في مثل هكذا مناسبات ؟؟ المئات تواجدوا في القاعه في ذلك اليوم الحزين غير مدركين أنهم على موعد معقدرهم الذي لم يكن في حسبانهم .. بعضهم إنتقل إلى جوار الرفيق الأعلى يرحمهم الله ، والبعض الأخر تعرضوا لإصابات متفاوته شفاهم الله وعافاهم ، وأخرون نجوا بأعجوبة من القصف لكن الأثر النفسي والمعنوي لتلك التجربة المؤلمة سيلازمهم طوال حياتهم . وبغض النظر عن التطورات التي أعقبت ذلك اليوم الحزين ، بدءا من تقريرلجنة التحقيق المشتركة الذي القى اللوم على طرف يمني – للأسف – معتبرا أن هذا الطرف هو القاتل الفعلي بينما لم تكن الطائرة أو الطائرتين اللتين التي قصفتا القاعة سوى أداة الجريمة !!! ثم ما تلى ذلك من السماح بنقل بعض الجرحى إلى الشقيقة عمان لتلقي العلاج ، ووعد تعويض أسر الضحايا ، ثم دعوات وقف إطلاق النار غير المشروط المرتبطة بموافقة أطراف النزاع !!! وأخيرا إعلان مبعوث أمين عام الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبهم عن موافقة الأطراف على هدنة لثلاثة أيام !!! كل ذلك يدعونا مجددا لمناشدة أصحاب القرار سواء الأطراف اليمنية أو غير اليمنية بتأمل أحوال البلاد والعباد مجددا وبعمق وتأن ، والإحتكام إلى منطق العقل والواقع بعيدا عن المشاريع الضيقة أو الأوهام الشخصية ، ثم إتخاذ القرار الشجاع .. ليس فقط بوضع حد لهذه الحرب الملعونة والقصف الجوي العبثي والإقتتال الداخلي المقيت ، بل بوضع حدا لمشاكل البلاد التي تتفاقم يوما بعد يوم ، ولمعاناة اليمنيين خاصة أولئك الذين ضاقت بهم سبل العيش وباتوا يتضورون جوعا في أنحاء متفرقة من اليمن ، بل وفي أماكن متفرقة من العالم.. هؤلاء وهم يشكلون الغالبية العظمى من أبناء اليمن يجب أن يكونوا موضع أهتمام أصحاب القرار ، لعلهم يتخذون القرار الصائب إذا ما أرادوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكانتهم وسمعتهم ، بل وما يمكن إنقاذه من مواطنيهم ورعيتهم .. ومن وطنهم اليمن .. البلد الذي كان سعيدا ذات اليوم وبات اليوم يبحث عن مجرد إبتسامه !!! لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet