هل ستتحول اليمن إلى حرب بسوس من جهة وعقائدية من جهة أخرى وهل بدأ العد التنازلي للحوثين؟ تغيرت المعادلة بين أكبر شريكين وحسمت نتائجها الأولية خلال ثلاثة أيامقبل أن يصل الدعم وقبل أن تتحقق مصداقية صالح أمام دول التحالف وكأنهاقصةالراعي والذئب وانتهت القصة بحضور الذئب في الواقع بعد أن كانمتخيلا في ذهن الراعي. كان الرئيس صالح أول من دعم انتشار المذهب الاثني عشري واستوفدمدرسين عراقين لربط منطقة صنعاء والمناطق الزيدية بالتشيع لمواجهة التنظيمات الاخوانية التي أوشكت أن تزوج المذهب الزيدي في تنظيمها كمااستطاعت السلفية أن تنافس مركز الزيدية في صعدة وتهددها في عقر دارهاوقد كان صالح أول من سمح بانتشار المذهب الجعفري في صعدة وقدم الدعمالسخي للشباب المؤمن على أنه تابع له ولم يكن يعتقد أن التخطيط الفارسيالعقائدي أكثر قدرة على انتهاز الفرصة وإدارة الفكر والقوة والعقيدة. سعى صالح أثناء حكمه الأخير للتخلص من أخطر الشركاء وأعمدة حكمه الكبار تمهيدا للتوريث واستطاع تدمير الفرقة الأولى التابعة للجنرال عليمحسن وبعد أن تبين له ارتباط الشباب المؤمن بإيران ضحى بالفرقة الأولى وذلك بإدخالها في ستةحروب مضحيا وكان إذا رأى تقدما للفرقة أرسل طائرات حربية توجه الضربات عليها كتلك التي تتلقها المقاومة في تعز من قوى التحالف بأمن واستقرار وتنمية الدولةوالمواطن وتثقيفه على الرغم من احتكاره القوة الضاربة آنذاك كان يرى أن علي محسن الأحمر هو الأكثر تهديدا لبقاء الحكم في سلالته لاسيما وأن الجيش آنذاك ارتبط بولاءات شخصية وليس وطنية كما كانت هناكوحدات وكتائب مرتبطة بولاءات شخصية وهو ما جعل مسألة الاعتماد على القادة والجنود تضحية بالنفس لا سيما وأن سلسلة الطموح والخيانات العسكرية والقبلية تكاد تكون ذات طبيعة بيولوجية كتلك التي كانت في عهد وزراء الدولة الفاطمية والشام واليمن. وخلال هذه الفترة فسدت الجندية وقيمها الوطنية إلا عند القليل النادر واختزلت هذه التخمة من الضباط والعسكر الوطن والدين في شخص أو جماعةكما اختزل رجال القبيلة الدولة في الشيخ ابتعث الرئيس صالح طلاب الزيدية الى إيران عبر وزارة التعليم العالي واشترط عليهم نشر المذهب الزيدي بعقلية يمنية موالية له ولا ترتبط بالمرشد وتم الاتفاق على ذلك وقد تمكنت حركة التشيع من اختراق الأمن السياسي والمؤسسات العسكرية والقبلية وانتشرت في مؤسسات الجيش لمواجهة واضعاف بقايا الاشتراكيين والجنوبيين الوحدويين. وبما أن المبادئ كانت مغيبة سلطويا واعلاميا وسياسيا وأكاديميا فقد تأثرت المجتمعات اليمنية بالسلبية وأصبحت بيئة خصبة للتجنيد والتنظيمات الفئويةوالجهوية والأيدلوجية وتوسعت ظاهرة الارتزاق والجهل وغابت لغة المنطق والحكمة والحوار انتهى صالح العقبة الأكبر أمام التسويات والمصالحات الوطنية والتوافقية والتشاركية لكن بعد كاد أن يكون مشاركا في القضاء على الحوثيين اللذين استغلوا تمسكه بالسلطة وارتباطه بها للسيطرة على أسلحة الدولة العميقة عسكريا والمنهارة اقتصاديا وبإمكانيات الدولة سقطت السلطة الشرعية. قبل مقتله في آخر اللحظات وبعد أن تخلى عنه الأكثر وفقد الكثير أراد أن ينظم إلى دول التحالف فاستبقوه بالتصفية مع أنه لم يكن يدرك شيئا عن خططهم وها هي الحرب أوشكت أن تخرج عن طابعها السياسي الى طابع عقائديوتجديدا لثارات البسوس والتي قد يترتب عليها انقسام قوى المؤتمر بين الشرعية والحوثيين أو قد تتشكل قيادة جديدةلكنها لن تكون بقوة الرئيس صالح وقدرته الكاريزمية المؤثرة على أتباعه وخصومه وهو ما سيعطي الحوثيين قوة معنوية ونشوة النصر ومن ثم فإن بقاءالحوثيين يبدو مستحيلا لتراوحها بين قوى محلية ترفضها وقوى عربية تراها تهديدا لأمنها القومي وأن في بقاءها استمرارا لحروب شبه الجزيرة والتي ستتحول بعد السيطرة على الداخل لتبدأ من مضيق باب المندب جنوبا وحتى مضيق هرمز شمالا وشرقا، ومن أهم مقومات زوال الحوثية استخدامهم العنف واستغلالهم ثروات الناس واستبدادهم في القرارات وارتباطهم بالكثير من المرتزقة والمنتفعين والفاشلين أو المنبوذين أسريا واجتماعيا وارتباطهم التشيع الفارسي وكل هذه المؤشرات ستدمج القوى اليمنية المعارضة مع قوى دول التحالف في المعارك القادمة وبداية العد التنازلي للحوثين بعد خسارتهم مهندس التخطيط الحربي. .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet