حضره عشرات الأشخاص في منطقة، شمال المغرب، شهدت خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات واسعة من أجل وضع حد لما بات يعرف بظاهرة "الشواذ المغاربة". وأصدر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في "القصر الكبير" تعليمات للشرطة القضائية من أجل القيام بتحريات وتحقيقات حول القضية مثار الجدل، وحجز كل ما يمكن أن يظهر طبيعة حفل الزواج مع اعتقال كل من ثبت تورطه في أفعال مخالفة للقانون وتقديمه للنيابة العامة. وكانت مدينة "القصر الكبير" شهدت حفلاً علنياً بزفاف شاذين على مدى يومين، حضره عشرات المثليين من الجنسين. و"العروس" الذي اعتقلته السلطات المغربية، شاب اسمه فؤاد، يمتهن بيع الخمر، ومعروف في المدينة بشذوذه الجنسي، بينما بقي اسم العريس مجهولاً. واضطر "العروس" فؤاد إلى تسليم نفسه للشرطة بعد تعرضه للضرب من قبل سكان "القصر الكبير" المحتجين على إقامة الحفل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "التجديد" المغربية الاثنيبن 26-11-2007. وخرج سكان المدينة في مسيرات احتجاجية على إقامة الحفل الشاذ وشهد شارع محمد الخامس بالمدينة مسيرة عفوية شارك فيها حوالي 600 شخص رجالا ونساء، رددوا خلالها شعارات تستنكر احتضان مدينتهم لحفل زفاف شاذين أمام مرآى ومسمع من الناس، ومن بين الشعارات التي رددوها "أهل اللواط سيرو بحالكم القصر ماشي ديالكم" و"مدينة العلماء ماشي مدينة اللواط". كما رفع المتظاهرون شعارات تدعو السلطات للتدخل من أجل وضع حد لهذه التصرفات التي قالوا إنها تمس بسمعة مدينتهم وتاريخها. وشارك العشرات من الشاذين جنسيا في حفل الزفاف الذي شهد كافة تقاليد ومراسم الزواج المغربي، فبدأ اليوم الاول بمراسم الهدية التي ضمت ثوراً اسود لفت قوائمه في ثوب اخضر وقدمت الهدية وسط الزغاريد واغاني المدعوين. وارتدت "العروس" زيا نسائيا أخضر، وحزم وسطه بمضمة ذهبية ولف رأسه بمنديل أبيض اللون. وقال النائب في البرلمان المغربي عن حزب "العدالة والتنمية" سعيد خيرون، إن "تنظيم هذا الحفل، وعلى مدى يومين متتاليين، وفي أماكن متفرقة بالمدينة، خلف استياء واسعا في مختلف شرائح المجتمع بالمدينة، ومختلف الأطياف السياسية والنقابية والجمعوية". وأكد خيرون أن "الاعتداء على قيم الشعب المغربي وأخلاقه وعناصر تماسكه الاجتماعي سافر ومتفاحش وينذر بالخطر والدمار لما تبقى من هيبة وحرمات مجتمعنا المغربي المسلم". ولفت انتباه الحكومة ونواب الأمة إلى "ضرورة اليقظة والانتباه والعمل على احترام القانون والتصدي بحزم لكل المفسدين الذين يريدون أن يحولوا المغرب إلى وكر للدعارة والفساد وكل المخازي التي تأباها الفطر السليمة وتاريخ وتقاليد الشعب المغربي المسلم". وقالت امرأة حضرت حفل الزفاف الشاذ إن "العروس" فؤاد، الذي أحضر افراد عائلته، تزين بالحلي ووضع الماكياج وارتدى قفطانا اخضر اللون. وحين قاموا بادخال الثور الهدية وقاموا بذبحه على ايقاع الهتافات انبطح فؤاد ارضا وملأ كأسا من دم الثور وشربه كله. وفي اليوم التالي للعرس، حضرت فرقة موسيقية وبدأ المدعوون يتوافدون فيما كان العروس فؤاد يرتدي قفطانا اصفر اللون ومنديلا ابيض غطي رأسه ثم جلس على منصة البرزة. وسبق لشواذ مغاربة أن أسسوا، أخيرا، جمعية خاصة بهم أطلقوا عليها اسم "كيف.. كيف" التي تزامن الإعلان عن ميلادها مع اليوم العالمي للشواذ الذي يوافق 27 يونيو من كل عام. وتطالب هذه الجمعية بالمساواة بين الشواذ جنسيا وباقي المواطنين العاديين في الحقوق الاجتماعية والقانونية وتحقيق مزيد من "المكاسب".
