وقعت المكونات السياسية في اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، على وثيقة "حلول وضمانات للقضية الجنوبية" تنص على إنشاء دولة اتحادية دون تحديد عدد أقاليمها. جاء ذلك بعد جلسات متواصلة كان آخرها ليلة يوم الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي جمال بن عمر. وتنص الوثيقة على التوصل إلى حلّ عادل للقضية الجنوبية يرفع المظالم التي لحقت بالمواطنين. وستكون قرارات اللجنة نهائية وستُدرج في نص الدستور المقبل قبل عرضه على الاستفتاء. وبحسب بنود الوثيقة، سيشكل رئيس الجمهورية "لجنة برئاسته، وبتفويض من المؤتمر الوطني الشامل، تتولى تحديد الأقاليم، ويكون قرارها نافذا بصورة نهائية. وستدرس اللجنة خيارين يستند الأول الى اتحاد من ستة أقاليم (أربعة شمالية واثنان جنوبيين) ويستند الثاني الى دولة اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي. ولا تستبعد اللجنة بحث أي خيار ثالث شريطة أن يحقق التوافق. ويصر الجنوبيون على دولة من إقليمين يستعيدان من حيث الشكل حدود دولتي شمال وجنوب اليمن السابقتين، فيما يرفض الشماليون هذا الطرح ويعتبرونه "تشطيريا"، ويصرون على دولة من ستة أقاليم. غير أن ثلاثة أحزاب يمنية كبرى رفضت التوقيع على الوثيقة وهي الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي أعلن أن توقيع عضو رئاسة مؤتمر الحوار الوطني عبدالكريم الأرياني عليها لا يمثل موقف المؤتمر وقناعته، بل هو موقف شخصي الا ان المبعوث اكد ان اشراف الرئيس على الوثيقة باعتباره النائب الاول لرئيس المؤتمر الشعبي العام وتوقيع عبدالكريم الارياني عليها وهو ثالت رجل في حزب نفس الحزب يعتبر كافيا. وقد أعرب مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر عن تفاؤله بقرب انتهاء الحوار، واصفا الوثيقة بأنها "اتفاق على حل عادل للقضية الجنوبية في إطار بناء دولة جديدة مبنية على أسس جديدة، دولة ذات صفة اتحادية". ويتزامن توقيع الاتفاق مع استمرار العنف في الجنوب اليمني، حيث قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود في اشتباكات مسلحة بين عناصر الحراك الجنوبي وقوات الأمن في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة. وفيما تتوالى الجهود السياسية للتوصل الى صيغة توافيقية ترضي الأطراف المتحاورة تحدثت أنباء عن وقوع اشتباكات بين قوات الأمن وناشطين في الحراك الجنوبي أثناء مسيرة طالبت "باستعادة الدولة". وأسفرت المواجهات عن مصرع شخصين وإصابة أربعة آخرين في صفوف الناشطين الجنوبيين.