مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي ناصر يؤكد على خيار الحوار للخروج من دوامة الأزمات
نشر في التغيير يوم 29 - 12 - 2008

أشاد الرئيس علي ناصر محمد من مقر إقامته بدمشق بصحيفة "التجمع" ودور القادة والمؤسسين لحزب التجمع وفي صدارتهم كل من الراحل المناضل عمر الجاوي والمجاهد الكبير محمد عبده نعمان , وفي حديثه مع مندوب "التجمع" بمناسبة حلول العام الجديد وذكرى الاستقلال الوطني وما تشهده البلاد من تطورات في ساحة الجنوب بالدرجة الأولى أكد علي ناصر محمد أن الخيار الوحيد للخروج من الأزمات يتمثل بالحوار.. مشيراً إلى أن أي طرف يعتقد انه سينتصر على الآخر بغير هذه اللغة هو مهزوم .
وفيما خص الوحدة حيا دور كوكبة بارزة من المثقفين والخبراء الذين أسهموا في وضع أول اتفاقية للوحدة في مؤتمر القاهرة بتكليف من القيادة بعدن آنذاك وعلى رأسهم الدكتور عبد الله الخامري وعمر الجاوي والدكتور عبد الرحمن عبد الله وعبد الله حسن العالم وحمد جعفر زين, وتطرق الحديث إلى قضايا الساعة الساخنة وتصورات الرئيس علي ناصر بشأنها...
(إلى نص الحوار الذي أجراه الزميل شاهر مصعبين في دمشق).
الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد
لا تمثل الانتخابات جوهر المأزق الذي يعيشه الوطن
تعبر الاحتجاجات في الجنوب عن معاناة وإقصاء وتهميش وتكريس مواطنة منقوصة .
الحوار هو الخيار الأوحد للخروج من دوامة الأزمة
الاعتراف بالأزمة يؤسس لحوار وطني جاد وشامل.
منذ العام 1990م يعيش الرئيس علي ناصر محمد في العاصمة السورية دمشق التي اختارها لتكون مقر إقامته بعد خروجه من صنعاء في العام ذاته بناء على رغبة الطرفين الموقعين على اتفاقية الوحدة اليمنية واقتناعا منه بالا يشكل بقاؤه في الوطن مبررا يدفع الطرفين إلى التنصل من انجاز مشروع الوحدة بالرغم من جملة الأفكار التي سبق وان طرحها للقيادة الجنوبية قبل التوقيع على اتفاقية الوحدة في 30نوفمبر 1989م والتي جاءت من عمق تجربة الأدوار الرئيسية والكبيرة والعظيمة التي لعبها لتحقيق الوحدة اليمنية أثناء تسنمه لأرفع المناصب القيادية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب والتي كان أعلاها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وفي آن واحد وفي فترات معينة من عمر الدولة الجنوبية تولاها معا .
وعلى مدى ثمانية عشر عاما من عمر أقامته وعمر الوحدة اليمنية التي يرى مقربون منه أنها ليست الوحدة التي ناضل من اجلها لتحقق مصالح الشعب اليمني شمالا وجنوبا, وظل الرئيس علي ناصر محمد شخصية سياسية محورية مرتبطة بالوطن اليمني بقضاياه الصغيرة والكبيرة ومراحل انعطافه الفارقة والتاريخية ومرجعية سياسية يلجأ إليه رفاق الأمس واليوم طلبا للمشورة والرؤية الصائبة إزاء معطيات الحياة السياسية اليمنية وتفاصيلها وخباياها ودهاليزها ومركز استهداف قوي من قبل الحكم اليمني عبر وسائطه السياسية والإعلامية , ولم يقف استهدافه عند الكلمة والحملات الإعلامية التشويهية بل تعداها إلى التهديد بالتصفية الجسدية عبر الكثير من محاولات الاغتيال التي تعرض لها وأخرها محاولة اقتحام منزله في دمشق لاغتياله وذلك بسبب اختلافه في الرأي والرؤية مع الحكم إزاء راهن ومستقبل اليمن .
"صحيفة التجمع" وهي تستقبل مع البشرية العام الميلادي الجديد تتشرف بحضور هذه الهامة والقامة النضالية والسياسية والعالية في ارتفاع تاريخها ونضالها الوطني ماضيا وحاضرا على صدر صفحاتها في هذا العدد في حوار هام حول الراهن اليمني وأزماته وتعدد قضاياه وغير ذلك في التفاصيل التالية :
* نبدأ حوارنا سيادة الرئيس بسؤال الرهن وأحوال البلاد التي بلغت ذروة الاحتدام بين الحزب الحاكم والمعارضة ,كيف تقراؤن هذا الراهن بوصفكم خبيرا بمعادلات السياسية اليمنية ودهاليزها وخفاياها ؟ و ما هي السيناريوهات المحتملة ؟ وما الذي ينتظر اليمن في كل الأحوال؟
** بادئ ذي بدء .. أرحب بالتجمع الناطقة بلسان حزب التجمع الوحدوي اليمني الذي عند ذكره لابد أن نذكر المؤسس المناضل الراحل عمر الجاوي والمجاهد الكبير محمد عبده نعمان ورفاق دربهما الذين لا تزال ذكراهم العطرة تهيمن على المكان والزمان .. كيف لا.. وقد كان للجاوي باع نضالي كبير في الدفاع عن الثورة والوحدة والديمقراطية وله ولرفاقه بصماتهم النضالية التي نعتز بها وكذلك المناضل خالد فضل منصور الذي كان خير خلف لخير سلف بعد أن رافقه في مسيرة نضال كانت الكلمة الجريئة والشجاعة معبرة عنهم وعن قناعاتهم الراسخة بالوحدة والديمقراطية وكذلك المناضل الشهيد حسن الحريبي الشهيد الأول للديمقراطية وغيرهم الذين لايغيبون إلا بأجسادهم , فها هي عطائاتهم تتواصل عبر وبقيادة الدكتور عبد الله عوبل ونتمنى لكم التوفيق في عملكم ومواصلة هذه المسيرة الحافلة بالصمود والتحدي.. وثانيا أنا لا ادعي بأنني خبير بمعادلات السياسة اليمنية ودهاليزها وخفاياها كما أشرتم في سؤالكم حيث لا يعلمها ألا الله , وأتذكر حديثا دار بيني وبين احد المسئولين الكبار في مصر حيث قال: إننا عجزنا عن فهم طبيعة التعقيدات في اليمن ولسنا وحدنا في ذلك بل أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي , وقبلنا الانجليز والأتراك وغيرهم لم يستطيعوا أن يشخصوا ويعرفوا طبيعة اليمن وأعماق السياسة والقبلية فيه , فقد دوخوا بدهائهم وذكائهم كل الزعامات والقيادات العربية والدولية , واستشهد بمؤتمر حرض بين الملكيين والجمهوريين عام 1966م فقد ناقشوا جدول الإعمال لأكثر من أسبوعين ولم يتفقوا وانفض المؤتمر دون إقرار جدول الأعمال واستطرد: في أي بلد وأي مؤتمر لا يستغرق الأمر ساعة أو ساعتين كحد أقصى وضحك وأشار إلى أن مؤتمر يالطا بين ستالين وروزفلت وتشرشل وديجول في نهاية الحرب العالمية الثانية الذي حدد مصير العالم لم يستغرق سوى ساعات , وأضاف: انه كان يتحدث إلى الرئيس جمال عبد الناصر عن اليمن وحدثه انه شغل كل مستشاريه وكل العقول الإستراتيجية وإنهم عجزوا جميعا عن تشخيص الأزمة وحلها في اليمن ويومها هز رأسه وقال : كيف دخلنا اليمن ؟ وكيف سنخرج منها والتي اسماها الأتراك مقبرة الأناضول وهي مقبرة للمال والرجال .. ومع الأسف الشديد هاهي الأحزاب السياسية مجتمعة في اليمن عجزت حتى الآن عن إيجاد معالجات عميقة وجريئة تنقل اليمن من حالة التردي التي يعيشها , وأنا لا اقلل من دور هذه القوى التي تحاورت مطلع عام 1994م وأنجزت وثيقة العهد والاتفاق لكنها عجزت عن تنفيذها , ولهذا فإن اللجوء إلى حوار وطني شامل من قبل جميع القوى الوطنية للبحث عن مخرج لهذه الأزمات هو الخيار الأوحد وهو ضمن هذه الظروف لابد منه , ويجب أن ننتصر جميعا للوطن والشعب, وأي طرف يعتقد انه سينتصر على الأخر فهو مهزوم .
* الحراك الجنوبي, لاشك أنكم على اطلاع وثيق – ولن نقول ارتباط عميق – بمقدماته ومساره ومعطياته وتطوراته , ما هي المالات التي يمكن أن يفضي أليها في ظل غياب المعالجات السياسية الكفيلة باستيعابه ؟
** الحراك والاحتجاجات التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية هو نتاج الظلم والمعاناة التي عانى منها المواطنون منذ عام 1994م ومن المؤسف أن القضية الجنوبية بالرغم مما تحظى به من أجماع وطني لم تجد حلولا مجدية وجذرية لها حتى الآن خاصة أن الحلول الجزئية والمهدئات وممارسة التطفيش والترحيل والترغيب تضاعف المشكلة وتوسع دوائرها وتجعلها عصية على الحل.. إن هذا الترحيل الذي لا أجد معنى له واقعياً ولا أي مبرر سياسي آو غير سياسي هو الذي يرسم المالات التي أشرتم إليها بسؤالكم وأكثر ما نخشاه أن يكون التشرذم والتشظي والتصومل واحد من هذه المالات لذلك حذرنا من ذلك غير مره وفي أكثر من مناسبة وفي عدة مقالات ومقابلات صحفية أخرها مع صحيفة النداء.
* وإذا كان السخط من ( الاحتلال ) وشعارات مثل ( تقرير المصير, والكفاح من اجل استقلال الجنوب ) أضحت تقال نهارا جهارا.. فما قولكم بهذه الانعطافة ؟
· هذه الشعارات التي أشرت إلى أنها أضحت تقال نهارا جهارا هي واحدة من التعبيرات الاحتجاجية التي اعتقد أنها تردد بسبب الضيم والأسى والشعور بالإحباط والقنوط لعدم الاستجابة للمطالب المشروعة وإعادة الحقوق لأصحابها وغياب مبدأ المواطنة المتساوية الذي ينبغي أن يلمسه المواطن من أقصى الوطن إلى أقصاه شماله وجنوبه على السواء فالوطن ملك لجميع أبنائه وليس حكرا على احد وفئة أو على حزب , والأمل في أن تنجلي عن شعبنا هذه الغمة قبل فوات الأوان .
· وعلى خلفية اندلاع بعض المواجهات المسلحة الدموية بين المواطنين وقوات الأمن في المحافظات الجنوبية خصوصا في محيط وداخل مقرات لجان القيد والتسجيل .. إلا تعتقدون أن البلاد شارفت على مستوى الانفلات ؟
· لا تمثل أزمة الانتخابات جوهر المأزق الذي يعيشه الوطن بل إنها واحدة من المحرضات للتعبير عن مضمون الأزمة بأبعادها المختلفة ولذلك ينبغي النظر بعين الاعتبار إلى الأزمة برمتها والبحث عن مخارج عاجلة باعتماد لغة الحوار والمنطق وعدم التمترس وراء الأوهام .
· ذكرى 30نوفمبر.. الاستقلال في عام 1967م ما الذي تعنيه للرئيس علي ناصر محمد بعد مضي 41عاما ؟ هل استطاعت القوى التي خاضت معارك حرب التحرير تحقيق الأهداف المرجوة من الاستقلال ؟
· ما تعنيه ذكرى 30 نوفمبر بعد مضي 41عاما أنها ذكرى خالدة توجت نضالات الأحرار ودماء الشهداء بالنصر المظفر وهي علامة فارقة في تاريخنا حيث شكلت الانطلاقة الفاعلة لتحول ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة إلى فعل تحرري عظيم غير مسار الجنوب وأسس لبناء الدولة التي احتضنت طموح شعبنا وترجمت تطلعاته وبهذه المناسبة وعبر صحيفتكم الغراء أهنئ جماهير شعبنا سائلا المولى عز وجل أن يعيدها على شعبنا ووطننا وقد انجلت هذه الغمة التي يرزح المواطنون تحت وطأة تداعياتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا .
· 30 نوفمبر 1989م أو بالأحرى ذكرى التوقيع على اتفاقية الوحدة وما تلاها من انتقال سريع باليمن إلى تجربة الوحدة الفورية وإعلان الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م .. كيف يقرأها الرئيس علي ناصر محمد ؟
· لقد تحدث الكثير من قياديي الحزب الاشتراكي اليمني وقياديي الدولة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذين كان لهم الحظ ممن شهدوا التوقيع على اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م وشاركوا في رفع علم الجمهورية اليمنية صبيحة 22مايو 1990م عن هذا الموضوع بعد مرور عدد من السنوات على قيامها وبعضهم عبر كما أشرت إلى تجربة الوحدة الفورية أو ما يسمى بالوحدة الاندماجية , هناك من وجه انتقادا للتجربة وخاصة في العامين الأخيرين اللذين شهدا احتجاجات في المحافظات الجنوبية والشرقية كتعبير طبيعي عن معاناة وإقصاء وتهميش وتكريس مواطنة منقوصة استمرت منذ حرب 94م , ومن المؤسف أن تكون الصورة على هذا النحو التي هي عليه, فقد كانت الوحدة هدفاً استراتيجياً ناضلت الجماهير وقدمت التضحيات في سبيله وخاضت من اجله حروبا في الشمال والجنوب وبين الجنوب والشمال ومنها حرب 1972م التي أدت نتائجها إلى التوقيع على أول اتفاقية للوحدة في القاهرة في العام نفسه, وقد كان لي شرف التوقيع عليها, ولا ننسى بهذه المناسبة دور المناضلين والمفكرين البارزين الذين كلفتهم القيادة في عدن آنذاك بوضع مشروع هذه الاتفاقية المقدمة إلى مؤتمر القمة في القاهرة وعلى رأسهم عبد الله الخامري وعمر الجاوي والدكتور عبد الرحمن عبدا لله وعبدا لله حسن العالم ومحمد جعفر زين وغيرهم ممن ساهموا في التحضير والإعداد لنجاح هذه الاتفاقية, وبعد هذه الاتفاقية أنجزت الكثير من الخطوات على طريق الوحدة وفي المقدمة إعداد دستور دولة الوحدة الذي أنجز ووقع عليه عام 1981م في عدن وقيام المجلس اليمني الأعلى في نفس العام وانجاز أهم القوانين المنظمة لدولة الوحدة, وانجاز بعض المشاريع الاقتصادية المشتركة, ومحاولة توحيد مناهج التدريس في التاريخ والجغرافيا, إضافة إلى الاحتكام إلى لغة الحوار لتحقيق الوحدة اليمنية بدلا من لغة السلاح والحروب التي لجأ إليها الطرفان وقد مهدت كل هذه الخطوات إلى التوقيع على اتفاقية 30 نوفمبر 1989م وقيام الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م
· لاشك أن الأهداف والتطلعات التي استقطبت جيلكم واحتشدتم حولها وكنتم في مقدمة من بشر بها وكافح في سبيلها من موقع قيادي في حقبة التحرر الوطني, ومع إحراز الاستقلال وفي المراحل التالية.. كانت كبيرة, والمحزن أنها لم تعد تحس أو تلمس من قبل الأجيال الراهنة التي تبدو تائهة ومقطوعة الصلة بمسيرة الآمال والتطلعات الكبرى التي تصديتم لها.. هل تعتقدون أن السبب في ذلك يكمن في تراكم جوانب القصور والخلل والإخفاق التي شابت واكتنفت مسار التحديث والتقدم والانجاز مع حساب تفاقم عوامل ومظاهر العجز والفشل والإخفاق.. أم أن المحنة تكمن في الاضطرابات والحروب الداخلية التي لم يهدأ أوارها كما لم تنقطع أسبابها وبدلالة الاحتقانات التي تشهدها البلاد اليوم والانفجارات التي تحدث بين الحين والأخر وفي أكثر من مكان .. وحالة صعده مثلا – المحقونة بهدنة يمكن أن تنتهي في أية لحظة وتندلع بعد ذلك الحرب مرة أخرى ؟
· كانت الوحدة اليمنية ضالة جماهير شعبنا منذ قيام ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين ذلك لأنها كانت تمثل الأمل والطموح في بناء دولة كبيرة قوية موحدة قادرة على أن تصهر مقومات وقدرات وثروات الوطن بأكمله لتصب جميعها في بوتقة واحدة فتتأسس الدولة التنموية الحديثة وينعم الشعب بالرفاهية والرخاء والاستقرار ويواكب دول المنطقة بل ويتجاوزها, ولكن الأسباب والعوامل التي ذكرتها في سؤالك مجتمعة أدت إلى ما أدت إليه وأوصلت البلاد إلى هذه الأوضاع المؤسفة واعتقد أن حرب 1994م والتداعيات الاقصائية التي استمرت منذ الحرب وحتى الآن تشكل عاملاً رئيساً ومحورياً إضافة إلى حروب صعده الخمس خلال الأربع سنوات كل ذلك غير المسارات ودفع بها في غير الوجهة السليمة وباعد بين الواقع والطموح.
· ما هو شكل الإنقاذ الذي يتصوره الرئيس علي ناصر محمد من موقعه كمرجعية سياسية وقائد سياسي كبير له وزنه في الداخل والخارج ؟
· لقد حددنا بعضا من ملامح تصورنا للإنقاذ غير مرة وفي مقابلات صحفية ونظرنا إلى أن الاعتراف بالأزمة بمختلف مستوياتها من قبل كافة القوى الفاعلة حكما ومعارضة يؤسس لدعوة جادة لحوار وطني شامل لا يتجاهل ملفا ولا يستبعد طرفا وإذا ما توافرت النية الحقيقية للإنقاذ فسوف يصل المتحاورون بمختلف انتماءاتهم إلى تصور موضوعي يجنب البلاد والعباد تداعيات الأزمة الراهنة ويؤسس لمستقبل أفضل, ودون ذلك فإن الأوضاع وبحكم التراكم وعامل الزمن ستذهب إلى مصير مجهول لا تحمد عقباه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.