سيطر مسلّحون متمردون حوثيون على مدينة تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن وباتوا يتهيأون لمهاجمة عدن التي أقام حولها موالون للرئيس عبدربه منصور هادي حزاماً أمنياً في ظل إعلان تعبئة عامة في الجنوب، فيما أطلقت مضادات أرضية نيرانها باتجاه طائرة حلّقت فوق القصر الرئاسي في عدن، في حادث هو الثالث من نوعه خلال أربعة أيام. وقال سكان في تعز إن الحوثيين انتزعوا السيطرة على المطار العسكري في المدينة من السلطات المحلية في وقت متأخر ليل السبت. وقالت مصادر عسكرية ل «البيان» ان المسلحين الحوثيين المسنودين بقوات من الحرس الجمهوري والأمن الخاص المواليين للرئيس السابق، أحكمت سيطرتها على مدينة تعز والمطار المدني وقاعدة طارق العسكرية الجوية، وعدد من من المؤسسات الأخرى. وذكرت المصادر أن الحوثيين دفعوا بقوات من الجيش ومسلّحيهم نحو الجنوب وأقاموا حواجز للتفتيش في الطريق الذي يربط محافظة تعز بمحافظة لحجالجنوبية وسط أنباء عن استعداد لاجتياح الجنوب على غرار ما حدث في عام 1994م عندما اجتاحت قوات الشمال الجنوب. وقال سكان إن المقاتلين سيطروا أيضاً على قاعدة عسكرية وعدد من المباني الحكومية، منها مبنى المجمع القضائي والسجن المركزي. وتحققت السيطرة على المطار من دون صراع. وقال شهود عيان في محافظة إب وسط اليمن إنهم رأوا طابوراً من عشرات الدبابات والعربات العسكرية يتحرك من الشمال الواقع تحت سيطرة الحوثيين إلى الجنوب صوب تعز على بعد 150 كيلومتراً شمال غربي عدن. وقال سكان في محافظة إب إن أكثر من عشرين دبابة وثلاثين مدرعة تابعة لقوات الحرس الجمهوري قدمت من محافظة ذمار ووصلت إلى مشارف مدينة تعز. انتشار مسلّح وانتشر حوالي 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومتراً شمالاً، بحسب مصادر ملاحية. وقال مصدر عسكري إن هؤلاء الجنود موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ما زال يتمتع بتأثير كبير في المؤسسة العسكرية بعد ثلاث سنوات من تنحيه عن السلطة، والمتحالف حالياً مع الحوثيين. وقام المسلّحون الحوثيون بتسيير دوريات في بعض أحياء تعز كما أقاموا نقاط تفتيش في منطقتي نقيل الإبل والراهدة الواقعتين على بعد 30 و80 كيلومتراً تباعا جنوبتعز، بحسب مصادر قبلية. وقالت مصادر إعلامية إن الكتائب التي يقودها العميد يحيى محمد عبدالله صالح ستتمركز في تعز، وقدّرت قوام هذه القوات بنحو خمسة آلاف وستكون على أهبة الاستعداد للتدخّل بحجة مواجهة الانفلات الأمني في محافظتي لحجوعدن، مشيرة الى وجود توجيهات لكل قوات الأمن الخاصة التي كانت في عدنولحجوإبين بالعودة الى تعز في الوقت الذي تتوفر حالياً معلومات عن وجود جزء كبير في اللواء 22 حرس جمهوري بالجند لإعادة تموضعها حتى تصدر التوجيهات بالتحرك الى مناطق الجنوب. تعبئة في الجنوب وإزاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن، أعلن في المحافظاتالجنوبية حالة التعبئة العامة في صفوف قوات الجيش والأمن بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين للتعبئة العامة في الشمال، وذلك لمواجهة أي محاولات للهجوم على عدنولحج والضالع من جانب الحوثيين وحليفهم صالح. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش اليمني ومسلّحي اللجان الشعبية والقبائل الموالية لهم انتشروا في نقاط تفتيش جديدة في المناطق الحدودية بين محافظتي تعزولحج، استعداداً للتصدي لأي تمدد لجماعة الحوثيين باتجاه عدن. وذكرت مصادر محلية ل«سكاي نيوز عربية»، أن نقاط التفتيش التابعة لقوات الجيش واللجان الشعبية والقبائل، تمركزت في منطقة كرش وطور الباحة والمسمير. وقامت القوات الموالية للرئيس هادي مع عناصر اللجان الشعبية المؤيدة له بالانتشار حول عدن. وذكر مصدر عسكري أن هذه القوات شكّلت حزاماً أمنياً حول المدينةالجنوبية «معززة بحوالي أربعين دبابة في شكال وغرب» عدن. وانتشرت قوات الجيش اليمني والقبائل الموالية له ومسلّحون من اللجان الشعبية في نقاط تفتيش جديدة في المناطق الحدودية بين محافظتي تعزولحج استعداداً للتصدي لأي تمدّد لجماعة الحوثيين باتجاه عدن. نحو مكيراس وقالت مصادر من اللجان الجنوبية إن عناصر من ميليشيات الحوثي تستعد في مدينة البيضاء للتحرك صوب مكيراس لإسقاطها، مشيرة إلى أن المقاومة انتشرت في مواقع الدفاع عن البلدة الحدودية وتطالب بالتعزيز من اللجان الشعبية والقبائل في لودر. ودعا المصدر قبائل المنطقة الوسطى في أبين إلى سرعة تعزيز الجبهة بالمقاتلين للدفاع عن الجنوب.. مؤكداً «معنوياتنا عالية وسوف نقاتل ولن نسمح لأي قوة بأن تدخل بلادنا إلا على جثثنا». ويترقب الجنوبيون حربا محتملة يشنها الشمال اليمني الذي يحشد منذ أيام لاجتياح الجنوب مرة أخرى. وكان اللواء محمود الصبيحي وصل تعز استباقاً لأي اقتحام مباغت من ميليشيات صالح والحوثي. وقدِم الصبيحي من منطقة العند بمحافظة لحج بعد سيطرة قوات الجيش على مدينة الحوطة في المحافظة، وطردها لمسلحين يُعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. تحليق جوي من جهة أخرى، قال شهود عيان إن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت النار على طائرة مجهولة حلقت فوق مقر إقامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن. وهذا ثالث حادث من نوعه خلال الأيام الأربعة الماضية، الذي تقوم فيه طائرات يعتقد أنها تابعة للحوثيين بالتحليق فوق المقر الذي يقيم فيه الرئيس اليمني. وقال شهود إن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت النار على طائرة مجهولة تحلق فوق مقر اقامة الرئيس اليمني في مدينة عدنالجنوبية أمس. وفي إحدى المرات أسقطت الطائرات قنابل من دون أن توقع أي خسائر بشرية. واتهم محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور الحوثيين بإعطاء الأوامر بهذه الطلعات فوق عدن وهي مزاعم لم يرد عليها الحوثيون بعد. فرار جنود غادر أكثر من أحد عشر طقماً عسكرياً على متنها أفراد من معسكر العبر بمحافظة حضرموت التابع للواء 23. وذكرت مصادر من حضرموت أن معظم الجنود الفارين يرتدون ملابس مدنية. وقالت إن الجنود فروا باتجاه مأرب، في الوقت الذي لم يكن قائد اللواء العميد الركن عسكر حمود ناجي دارس المنتمي لمحافظة الجوف موجوداً في المعسكر. وكشف جنود جنوبيون أن معظم الذين غادروا المعسكر تم تجنيدهم بعد ثورة 2011. وقال جنود آخرون: «إن هؤلاء الفارين كانوا يعدون لدخول جماعات أنصار الشريعة». " البيان + وكالات "