فيما تستعد الفنانة الفلسطينية من قرية الرامة في الجليل، ميرا عوض للاشتراك في مسابقة الأغنية الأوروبية "يورو فيجن" في موسكو إلى جانب الفنانة الإسرائيلية أحينوعم نيني، أكد عدد من الفنانين والمثقفين الفلسطنيين مجددا رفضهم للخطوة المذكورة باعتبارها مناورة إسرائيلية لتجميل وجه إسرائيل أمام العالم وتصويرها بأنها دولة ديموقراطية وإنسانية وكانت مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات من الداخل وقعت على عريضة الشهر الماضي دعت فيها الفنانة ميرا عوض إلى العدول عن قرارها، لا سيما وأن اختيارها جاء في أوج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الرصاص المصبوب. وبرز بين الموقعين على الرسالة كل من الفنان جوليانو مير، والمخرج نزار حسن، وسلوى نقارة، وأمل مرقص ومحمد بكري ومقبولة نصار. الفنان جوليانو مير وقال الفنان الفلسطيني، جوليانو مير، وهو نجل القائد الشيوعي العريق، صليبيا خميس، والمناضلة التقدمية أورنا خميس، والمبادر للعريضة في حديث خاص مع إيلاف: "حسب رأينا كفلسطينيين في إسرائيل فإن مشاركة ميرا الفلسطينية في حدث يمثل إسرائيل هو عمليا تغطية للصورة الحقيقية ولواقع القمع والكبت الذي تمارسه إسرائيل ضد المجتمع الفلسطيني، احتلال داخلي واحتلال خارجي، وميرا تستغل هنا لتكون ورقة التوت لستر عورة إسرائيل وتغطية الحقيقة". وأضاف جوليانو مير، الذي اعتبر من أشهر الفنانين في إسرائيل، لكنه ومنذ مجزرة مخيم جنين، في عملية السور الواقي عام 2002 ، انتقل للعيش في جنين، حيث أسس مسرحا باسم مسرح الحرية: إننا لسنا ضد التعاون مع الفنانيني التقدميين، لكن هذا الحدث يعني، عندما تغني مير مع فنانة إسرائيلية تمثل إسرائيل، يعني أن إسرائيل دولة يحكمها التعايش المشترك، والمساواة بين جميع مواطنيها ، وهذا سيدفع الناس في الخارج إلى القول إن إسرائيل دولة دمقراطية وليبرالية في تعاملها مع الأقلية العربية الفلسطينية، ، لكن الواقع هو عكس هذه الصورة، فنسبة البطالة عندنا في الداخل تزيد عن 70 %، وهناك عمليات تشريع لقوانين عنصرية وزحف للفاشية ". ويؤكد جوليانو مير: لسنا ضد التعاون اليهودي العربي، بل أنا مستعد للتعاون مع كل فنان يهودي إسرائيلي ينضم إلينا في النضال لتحرير شعبنا، وليس من أجل تكريس الواقع القائم وتشويه الصورة الحقيقية بما يخدم الدعاية الإسرائيلية. الإعلامية والناشطة مقبولة نصار من جهتها قالت الناشطة الاجتماعية والإعلامية مقبولة نصار، التي تعمل في إذاعة الشمس في الجليل:" لسنا ضد طروحات التعاون وتقريب وجهات النظر، لكن الحقيقة هي أننا نعتقد بأنه يتم استغلال ميرا عوض للتغطية على مجازر إسرائيل وستر عورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وباسم الفن. كما أننا كفلسطينيون وبمعزل عن أحداث غزة وجرائم إسرائيل فيها، لا نفتخر ولا نسارع للمشاركة في مباريات ومسابقات دولية، ممثلين عن دولة إسرائيل، لأن مشاركة كهذه تعني التماهي مع سياسات إسرائيل، وأنا لا أعتقد أن ميرا عوض تتماهى مع سياسة إسرائيل أو مع المجازر التي نفذتها لإسرائيل. ولفتت نصار إلى أن ما يحدث مع ميرا عوض يؤكد عمق التعقيد في مواطنة الفلسطينيين في الداخل وهويتهم المركبة من كونهم ينتمون وطنيا للشعب الفلسطيني من جهة، ويحملون الجنسية الإسرائيلية من جهة أخرى، وهي ترى أن تجربة ملكة جمال إسرائيل، سابقا، العربية رنا رسلان يجب أن تشكل درسا للجميع، فعند التتويج مثلا طلب من رنا رسلان أن تلبس فستانا عليه صورة العلم الإسرائيلي ونجمة داوود، وهو ما لم يسبق أن طلب من أي من الفائزات في المنصب قبلها. مدير أعمال ميرا عوض وأحينوعام نيني يستغرب موقف الفنانين العرب وحاولت إيلاف استشراف موقف الفنانة ميرا عوض، لكن هاتفها أحالنا، عبر الرد الآلي إلى أرقام مديرة لعلاقات العامة، نوريت كرميل، وأوفير بيتنزون، ومع ذلك ورغم ترك رسالة لهما إلا أن إيلاف لم تتلق ردا على هذه الرسالة. في المقابل فقد جاء في رد من أوفير بينتينزون، لموقع بكرا في الناصرة ردا على العريضة المذكورة: فقط في الحوار نستطيع الوصول إلى السلام المنشود بين أبناء الشعبين حيث تقوم الفنانتان بتعاون في مجال الغناء المشترك وشاركتا في مهرجانات وكونسيرتات في البلاد والعالم وفي أعمال فنية من اجل السلام... وفي هذا السياق استغرب موقف الفنانين العرب تجاه زملاء لهم لأنهم يعرفون دور الفنان في تعميق الحوار بين الشعوب وأضاف: الأجدر أن نعطي الفنانتين ميرا ونيني إمكانية الغناء لأننا وفي نهاية المطاف سنصل إلى السلام الذي يتوق إليه كل واحد منا. نص العريضة العزيزة ميرا؛ نحن الموقعين أدناه نتوجه إليك اليوم بطلب التراجع عن موافقتك على تمثيل دولة إسرائيل في مسابقة الأغاني الأوروبية، "الأورفيزيون"، مع المغنية أحينوعم نيني. تقوم حكومة إسرائيل بإرسالكما سوية إلى الأورفيزيون في العاصمة الروسية موسكو كجزء من آلة الدعاية الكبيرة التي تمتلكها، والتي تحاول من خلالها خلق صورة عن "التعايش العربي- اليهودي" المزعوم، والتي توفر لها الغطاء لتقوم بارتكاب مجازرها اليومية ضد المدنيين الفلسطينيين، أطفالا ونساءً، شيبًا وشبانًا. ما كان باستطاعة إسرائيل ارتكاب هذه المجازر والاستمرار فيها من دون الدعم الدولي، وخاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي. إنّ الذي يسمح للمجتمع الدولي بأن يدعم إسرائيل هو صورة إسرائيل كدولة ديمقراطية متنوّرة ومحبة للسلام. إنّ مشاركتكما في "الأورفيزيون" ما هي إلا شحن ودعم لآلة الدعاية الإسرائيلية الجبارة. ومن هنا، فإنّ كلّ لبنة في جدار الدعاية هذا ما هي إلا بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بإلقاء عشرة أطنان من المتفجرات وقنبلة فسفورية أخرى، والمزيد من اقتلاع الأعين وتقطيع الأرجل والأطراف. ونحن نعلم جيدًا أنك تشاهدين هذه المآسي بأم عينك وتتألمين وتذرفين الدمع. نحن نرى في العديد من الكتاب والمثقفين والفنانين الإسرائيليين الذين وقفوا صامتين، بل ودعموا آلة الدعاية الإسرائيلية، شركاء كاملين في هذه المذابح والجرائم! لقد كان الأجدر بهم العمل من أجل العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان، هذا إذا لم نقل احترام القانون الدوليّ. من هنا نكرّر توجّهنا إليك بأن تُحكّمي ضميرك الإنساني من أجل أطفال غزة المذبوحين ومن أجل كلّ أطفال هذه الأرض من اليهود والعرب؛ نقول لك: لا تتعاوني مع الجريمة!