لا يزال أهالي تعز٬ ثالث كبرى المدن اليمنية٬ يئنون تحت وطأت القصف والحصار المستمر المفروض عليهم منذ أكثر من عشرة أشهر من قبل الميليشيات الانقلابية٬ التي تصر على منع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وكل المستلزمات حتى في شهر رمضان الكريم. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز العقيد الركن منصور الحساني في تصريح ل«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ارتكبت جريمة بشعة ومّروعة وتعد جريمة حرب جديدة في تعز في أول يوم من رمضان». و شهدت المدينة وقرى وأرياف المحافظة٬ قصفا شديدا من قبل الميليشيات سقط خلاله قتلى وجرحى من المدنيين الُعزل. وقال الناشط الحقوقي أحمد الصهيبي٬ من أبناء تعز٬ ل«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح٬ شنت قصًفا متواصلا على الأحياء السكنية وسط مدينة تعز٬ خلفت وراءها قتلى وجرحى من المدنيين في اليوم الأول من شهر رمضان وبينهم امرأة قتلت وأصيب بجانبها24 بينهم أطفالها في منطقة المطار القديم٬ غرب مدينة تعز٬ وفي اليوم الثاني من شهر رمضان٬ أمس٬ كررت جريمتها البشعة ضد أهالي تعز في حين سقطت قذيفة أخرى في منطقة وادي القاضي٬ غرب المدينة٬ وقتل فيها امرأة وطفلتها». المقاومة الشعبية صدت هجمات الميليشيات في الجبهة الشرقية من المدينة٬ وتقدمت تقدما نوعيا وسيطرت على عدد من المنازل المرتفعة في مناطق ثعبات والجحملية. وأكد الصهيبي أن «القصف العنيف من قبل الميليشيات الانقلابية على مدينة تعز وقرى المحافظة يؤكد للجميع أن ما يدور في مفاوضات الكويت هي لقاءات عبثية٬ ومن ينتصر في الأول والأخير هو صاحب الكلمة على الأرض». من جانبها٬ قالت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «المستشفيات المدعومة من قبل منّظمة أطّباء بلا حدود في المدينة٬ استقبلت 122 جريًحا يوم الجمعة 3 يونيو (حزيران) وحده. ثم كان 12 آخرون قد لقوا حتفهم لدى وصولهم. وغالبية الجرحى من المدنيين». وأضافت: «اليوم٬ ومع استمرار القتال٬ تم إحضار ثلاثة أطفال جرحى من العائلة نفسها إلى المستشفى بعد أن دّمرت الصواريخ منزلهم٬ مما تسبب بمقتل والدتهم. ولا يزال والدهم مفقوًدا. إن حوادث كهذه تظهر الأثر المدّمر للحرب على المدنيين»٬ مشيرة إلى أن تعز «تقع على خط جبهة النزاع وتتعّرض للقصف المدفعي بصورة يومية. يستشري الخوف في نفوس الجميع٬ فالناس مرعبون من احتمال جرح وقتل أحبائهم». وتجددت المواجهات في مختلف جبهات القتال في المدينة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز٬ من جهة٬ والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى٬ حيث اشتدت حدتها في جبهة كلابة والأربعين وعصيفرة ووادي الزنوج٬ في المحورين الشرقي والشمالي للمدينة٬ وكذلك في محيط معسكر اللواء 35 مدرع غرب المدينة٬ في حين تمكنت المقاومة من السيطرة على مواقع جديدة في ضواحي المدينة. وتواصل الميليشيات الانقلابية قصفها لجبل جرة والأحياء الغربية٬ وأحياء البعرارة ووادي القاضي٬ بالإضافة إلى استهداف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الكرساح بالضباب٬ غرب المدينة. كما طال القصف مواقع تمركزهم في شمال المدينة والحوبان إلى شرق المدينة وشارع الخمسين٬ وحدثتانفجارات هزت الأحياء السكنية٬ وسقطت قذيفة هاوزر إلى وسط شارع جمال عبد الناصر أمام فرزة ديلوكس٬ وسط مدينة تعز. وتمكن الجيش والمقاومة من مواصلة التقدم في الجبهة الشرقية رغم فارق العتاد والتسليح٬ محققين بذلك تقدًما في ثعبات والجحملية وسط خسائر فادحة في صفوف الميليشيات الانقلابية بالعتاد والأرواح