أفشلت قوات النخبة الحضرمية مخطًطا إرهابًيا جديًدا لتنظيم القاعدة كان يعد من خلاله لاستهداف ميناء المكلا بقوارب صيد تقليدية مفخخة٬ بعد أن تم شحنها بكميات كبيرة من العبوات الناسفة شديدة الانفجار٬ في عملية إرهابية بابتكار جديد. وقالت مصادر في المنطقة العسكرية الثانية ل«الشرق الأوسط» أن قوات النخبة تمكنت من إفشال مخطط إرهابي جديد للقاعدة بعد عمليات رصد دقيقة٬ حيث ألقت القبض على مجموعة مسلحة على متن قوارب صيد تقليدية صغيرة٬ كانت تستعد لعمليات إرهابية بتفجير ميناء المكلا الرئيسي بالمحافظة. وأشارت المصادر إلى أن قوات النخبة هاجمت المجموعة الإرهابية قبيل تنفيذها عملياتها٬ ونجحت في إحباط مخططها وإلقاء القبض على مجموعة مسلحة وبحوزتها أدوات الجريمة٬ وهي قوارب صيد تقليدية مشحونة بكميات كبيرة من العبوات الناسفة والمتفجرات٬ مشيرة إلى أن ذلك يأتي لليقظة الأمنية العالية في تعقب وترصد الإرهابيين قبل تنفيذهم عملياتهم الإرهابية. وأكد العميد سليمان بن غانم٬ مدير أمن المكلا٬ في تصريحات حصرية ل«الشرق الأوسط» أن قوات النخبة الحضرمية ألقت القبض على مجموعة مسلحة على متن قارب صيد صغير وهم رهن التحقيق٬ مشيًرا إلى أن الأوضاع الأمنية مستتبة جًدا٬ والحياة تمضي بصورة طبيعية وسط إجراءات أمنية مشددة٬ واستمرار حملات الدهم والتعقب للجيوب الإرهابية الشريرة٬ على حد قوله ذلك. بدوره قال الباحث السياسي المقرب من قوات النخبة الحضرمية٬ صبري سالمين بن مخاشن٬ إن قوات النخبة الحضرمية المدربة تدريًبا عالًيا٬ ويقودها اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية تمكنت في حربها ضد الإرهاب منذ تحرير وتطهير المكلا في أبريل (نيسان) من تحقق إنجازات واسعة وكبيرة ومهمة٬ من خلال العمل الاستخباراتي والمعلوماتي. وأكد في حديث ل«الشرق الأوسط» أن أبرز تلك الإنجازات هي اعتقال العشرات من قيادات الصف الأول للتنظيم وعناصر ومقاتلي القاعدة٬ كما تمت مداهمة العشرات من المواقع والأوكار٬ ونفذت عمليات واسعة لأهم معاقل ومواقع تدريب التنظيم في الجبال والمناطق الوعرة٬ وبمساندة الطيران الحربي للتحالف. وحظيت قوات النخبة الحضرمية بدعم ومساندة مجتمعية واسعة مكنتها من التعجيل من تحقيق الكثير من الإنجازات. وقال بن مخاشن إن مدينة المكلا حاضرة حضرموت تعرضت منذ تحريرها لأربع عمليات تفجيرية جبانة على فترات متباعدة٬ تبنت ثلاثة منها تنظيم داعش٬ وواحدة تنظيم القاعدة٬ ولكن ما تم إحباطه من عمليات تفجيرية وانتحاريين تتجاوز العشرين عملية قيد التنفيذ٬ وقبل وصولها للأهداف وإضعافها٬ وتم إحباطها في مهدها من خلال مداهمات مواقع تجهيز السيارات المفخخة٬ والأحزمة الناسفة٬ والانتحاريين. ولفت سالمين إلى أن الجماعات الإرهابية لجأت أمام التصدي واليقظة الأمنية العالية مؤخًرا لاستخدام أساليب وابتكارات حديثة٬ حيث أفشلت قوات النخبة فجر الثاني من أغسطس (آب) الحالي٬» أمس الأول الثلاثاء»٬ عملية تفجير وهجوم يستهدف ميناء المكلا وقيادة قوات النخبة الحضرمية٬ عن طريق استخدام عدة قوارب صيد تقليدية مزودة بمكائن حديثة للسرعة والاقتحام٬ وفشلت العملية رغم أنها ابتكار جديد لأول مرة يتم استخدام هذه الأساليب والأدوات في الأعمال الإرهابية٬ موضًحا أن الحس واليقظة الأمنية والعسكرية تصدت لها وألقت القبض على عدة أشخاص٬ والتحفظ على عدد من القوارب٬ على حد قوله ذلك. وتأتي تلك النجاحات في إفشال مخططات الجماعات الإرهابية بعد أيام من إعلان اللواء أحمد سعيد بن بريك٬ محافظ محافظة حضرموت٬ عن انطلاق المرحلة الثانية من الحملة العسكرية لتعقب وملاحقة الجماعات الإرهابية بمناطق وادي وصحراء محافظة حضرموت. وتشهد المكلا وعموم مدن الساحل إجراءات أمنية مشددة٬ وسط تواصل الحملات العسكرية في تنفيذ عمليات الدهم وتعقب الجيوب الإرهابية٬ التي باتت محاصرة ومطاردة من قبل الجميع٬ وتسعى جراء تلك الضربات الموجعة لتنفيذ أي عمليات انتقامية باستهداف مواقع حكومية مهمة٬ وقيادات أمنية وعسكرية من قوات النخبة الحضرمية. وتأتي تلك التشديدات الأمنية بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت نقاًطا أمنية٬ ومعسكرات للجيش٬ وسقط خلالها مئات القتلى والجرحى٬ وتبناها تنظيم القاعدة وداعش٬ وذلك منذ تمكن قوات النخبة بدعم وإسناد قوات التحالف العربي في تحرير المكلا من الإرهابيين أواخر أبريل الماضي من العام الحالي 2016. إلى ذلك٬ قال العميد مبارك العوبثاني٬ مدير أمن ساحل حضرموت٬ إن العمليات العسكرية وحملات الدهم ضد الجماعات الإرهابية التي تقوم بها قوات الأمن والنخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية مستمرة بدعم وإسناد قوات التحالف العربي٬ وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والإمارات٬ لافًتا إلا أنها تحقق إنجازات متتالية في تعقب الجيوب النائمة التي باتت محاصرة ومرفوضة من قبل الجميع. وأكد العميد العوبثاني في تصريحات حصرية ل«الشرق الأوسط» أن الوضع الأمني في المكلا حاضرة محافظة حضرموت وعموم مدن الساحل مستتب جًدا٬ وأن الأجهزة الأمنية وأقسام الشرط والبحث الجنائي يقومون بأداء واجبهم في خدمة المواطنين على أكمل وجه٬ على حد قوله. وأشار إلى أن غرفة عمليات مشتركة وتنسيق عاٍل يجمع القوات الأمنية وقوات النخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية٬ في تعقب الجيوب الإرهابية وملاحقة المطلوبين أمنًيا٬ حيث تتكرس الجهود للجميع لحفظ أمن واستقرار حضرموت٬ مؤكًدا أن الحملات العسكرية مستمرة في ملاحقة الجماعات الإرهابية بعموم مدن ومناطق المحافظة. وتستعد قوات من النخبة الحضرمية لتنفيذ حملة انتشار واسعة في مديريات الوادي والصحراء٬ بعد أشهر من خوضهم تدريبات عسكرية بمعسكرات جنوبية يشرف عليها قوات التحالف العربي رأًسا
