حققت القوات الحكومية وحلفاؤها في اللجان الشعبية المعروفة بالمقاومة، اليوم الخميس 18 أغسطس الجاري تقدما مفاجئا في مدينة تعز عاصمة المحافظة المضطربة التي تحمل نفس الاسم، حيث يحقق المقاتلون الحوثيون وقوات الرئيس السابق في المقابل تقدما وازنا عند حدودها مع محافظة لحج الجنوبية. وقالت مصادر عسكرية، إن القوات الحكومية وحلفاؤها استعادوا أربعة مواقع هامة عند المدخلين الغربي والجنوبي لمدينة تعز، بهجوم مفاجئ، أسفر عن مقتل وإصابة نحو 40 عنصرا من جماعة الحوثيين وصالح . ونقلت " مونت كارلو " عن المصدر ، أن 15 عنصرا على الأقل قتلوا من القوات الحكومية وحلفائها، وأصيب 27 آخرين بهذه المعارك، كما قتل مدني وأصيب 6 آخرين بقذائف عسكرية من مواقع الحوثيين، وقوات الرئيس السابق شرقي مدينة تعز. وأفادت مصادر محلية من المدينة المضطربة بمقتل وإصابة عشرات المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في جبهتي المدينة وأطراف المحافظة الاستراتيجية الممتدة إلى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي الأحمر. واستعادت القوات الحكومية وحلفاؤها، مواقع غراب، وتلتي الخزان والذئاب، وحدائق الصالح في محاولة جديدة لفك الحصار المفروض على المدينة منذ أبريل/ نيسان العام الماضي، لكن إنجازا حكوميا من هذا النوع يتطلب استعادة جبل هان الاستراتيجي في منطقة الضباب، على الطريق الحيوي الممتد بين تعز ومدينة عدن. وقال المحدث الرسمي للقوات الحكومية العميد سمير الحاج، إن قواته لاتزال تخوض معارك ضارية لاستعادة جبل هان، وتأمين طريق الضباب، وفتح الحصار عن مدينة تعز من الجهة الجنوبية الغربية. من جهتها نقلت وكالة الأناضول عن مدير الاستخبارات في تعز العميد عبد الواحد سرحان أن "العملية العسكرية الشاملة" التي بدأت اليوم تستهدف تأمين مداخل المدينة، ويشمل ذلك استعادة منطقة الضباب بالكامل وتأمين الطريق العام وفك حصار قوات الحوثيين وصالح التي تسيطر على معبر "غراب" غرب المدينة. وتأتي العملية العسكرية في تعز بعد أن قطعت القوات المتمردة على الرئيس هادي كل منافذ المدينة لتصبح محاصرة بالكامل تقريبا، وذلك بعد أشهر من نجاح الجيش والمقاومة في فك الحصار عنها جزئيا من جهة الغرب. كما أنها تأتي بينما يسعى الجيش والمقاومة إلى إحراز المزيد من التقدم في جبهة "نِهْم" شرق صنعاء. وكان الجيش الوطني والمقاومة، قد تمكنا في وقت سابق اليوم من تأمين طريق الضباب، المؤدي إلى مديرية التربة، وبدأ بحملة لتطهير الألغام، والتقدم نحو" جبل هان" غرب المدينة. ويتزامن هذا التقدم الميداني للقوات الحكومية مع تصعيد عسكري في جبهات القتال الداخلية في مدينة تعز، وأطراف المحافظة عند الحدود الشطرية السابقة مع محافظة لجح المجاورة، حيث يستميت الحوثيون وقوات الرئيس السابق لمواصلة تقدمهم هناك نحو طريق إمداد حلفاء الحكومة في محافظة تعز من مدينة عدن، ما سيقلل من أهمية المكاسب الحكومية في عاصمة المحافظة.