لقيت توصية مجلس الأمن التي صدرت الخميس السادس من أكتوبر (تشرين الأول) إلى الجمعية العامة بقبول تعيين أنطونيو غوتيرس أمينا عاما للأمم المتحدة للفترة من الأول من يناير (كانون الثاني) 2017 وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2021، ترحيبا حارا في الأممالمتحدة، نظرا لخبرة غوتيرس في العمل الدولي مفوضا ساميا لمفوضية شؤون اللاجئين في المنظمة الدولية والتي منحته خبرة واسعة في عمل المنظمة الدولية. وقال المندوب اليمني لدى الأممالمتحدة، السفير خالد اليماني: «نتطلع في أن تسهم خبرات غوتيرس في توجيه عمل مبعوثه الخاص إلى اليمن من أجل إنجاح مساعي السلام وإنهاء الانقلاب الذي عصف بواحدة من التجارب الناجحة للوساطة التي قادتها الأممالمتحدة خلال الفترة من 2011 وحتى نهاية 2014 بالانتقال من نظام ديكتاتورية الرئيس السابق إلى نظام ديمقراطي اتحادي ووضع نهاية لانقلاب الحوثيين واتباع الرئيس السابق على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الذي أشرفت عليه الأممالمتحدة واستثمرت فيه الكثير من خبراتها، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصِلة بالوضع اليمني وأبرزها القرار 2216». خبرة غوتيرس السياسية حيث كان رئيسا لوزراء البرتغال خلال الفترة من 1995 - 2002 وخبرته الدبلوماسية وعمله في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى برلمان بلاده، توفر له «الأرضيّة الضرورية لأمين عام متفرد على رأس المنظمة الدولية يحمل خلفية ثقافية وسياسية واقتصادية موسوعية في كافة الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية في الأممالمتحدة وتجعله الرجل المناسب لقيادة تطلعات البشرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحديدا في ملفها الرئيس المتمثل في مكافحة الفقر». وأضاف في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، أن خبرة الأمين العام الجديد ستسهم في مجالات العمل الإنساني والإغاثي والتعاطي مع مشاكل اللاجئين في تدليل الصعاب والتحديات التي تواجه العالم اليوم وبشكل غبر مسبوق من جراء الأزمات والحروب والنزاعات ومعالجة ظواهر النزوح واللجوء والتحديات التي يفرضها على العالم. وحول المنطقة العربية، قال اليماني: «نحن في المنطقة العربية نتطلع إلى عميق اطلاع السيد غوتيرس بطبيعة الصراعات التي شهدتها وتشهدها منطقتنا والتي تتصل جذورها بالصراع العربي الإسرائيلي والحقوق التاريخية المغتصبة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وعبر السفير اليماني، عن شعوره بالقول: «يتملكني الإحساس الكبير بأن الأمين العام غوتيرس سيترك بصمات استثنائية في حياة المنظمة الدولية وسيعمل على إصلاحها وعقلنة أدائها وإلغاء التضاربات والتداخلات والبيروقراطية التي حولت المنظمة الدولية إلى كيان متضخم مترهل يفقد قدرته على القيادة وتقديم المثل بشكل متزايد على الصعيد الدولي عبر مجاراته لأجندات الدول الكبرى ومصالحها، ولن يكون ذلك ممكنا دون إعادة المنظمة إلى صيغتها الأولى كهيئة تمتلكها الدول الأعضاء تعكس تطلعاتهم وتتحسس همومهم وتعبر عن العقل الجمعي للبشرية».