إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    الدوري الاوروبي .. ليفركوزن يواصل تحقيق الفوز    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قذائف الموت وغارات الحرب انتهكت إنسانية سكان شمال العاصمة
نشر في الوسط يوم 08 - 06 - 2011

تحقيق/محمد غالب غزوان حين تفلت ألجمة المدافع والمجنزرات نحو اندفاعها الخبيث والمميت يتسيد الخوف ساحة القتال وتنهار كل معاني الإنسانية عند المقاتلين من طرفي النزاع وتحت ضجيج القذائف ولعلعة الرصاص لا قيمة لأي صراخ يستغيث ولا نداء يوصي بالشفقة والرحمة بالمدنيين المسالمين الذين لا علاقة لهم بتلك الحرب المدمرة غير أن حظهم العاثر وضعهم أمام فوهة المدفع كونهم من سكان تلك الأحياء التي تحولت إلى مضمار معارك بسبب أن بعض الرموز القبلية يسكنون تلك الأحياء وبعض الوزارات والمنشآت الحكومية تقع في تلك الأحياء، لم يقتصر الأمر على سكان حي الحصبة فقط كما يعتقد البعض بل توسعت رحى تلك المعارك إلى أحياء متعددة كبدت السكان ويلات وجع الخوف وبيع النفيس بالرخيص حتى يؤمنوا لأنفسهم مكانا آمنا بعد أن أصبحت أماكن سكنهم خطرة وقطعت عنهم خدمات المياه والكهرباء ويضرب عليهم الحصار لمدة نهار كامل أو أكثر لا يجدون فيه قطعة خبز تسد جوعهم.. فإلى حقيقة الحال الذي تكبده المدنيون المسالمون في الأحياء التي يدور فيها الصراع. انهيار العلاقات الحميمة اندلعت المواجهات بين أسرة الرئيس علي عبدالله صالح الأحمر وأولاد الشيخ الأحمر والذين يصل عددهم إلى عشرة جميعهم أصبحوا مشايخ ويشكلون وزنا قبليا واقتصاديا، في يوم الاثنين 23 مايو المنصرم ووقع قتال عنيف بينهم على مدى ثلاثة أيام خلف 115 قتيلا وأكثر من 180 جريحا من كلا الطرفين ومن أوساط المواطنين الذي صادف تواجدهم في الشوارع عند احتدام القتال وتوقفت المعارك إثر وساطة قبلية توصلت إلى تحقيق اتفاق هدنة بين الطرفين لمدة خمسة أيام، كانت معارك الثلاثة الأيام السابقة تسببت في تكبيد العديد من السكان خسائر فادحة سواء في الأنفس أو الممتلكات أو دفعهم إلى مغادرة مساكنهم ومواجهة الشتات، غير الخسائر المعنوية والمادية جراء أجواء الحرب التي خيمت على أحيائهم في تضاعف الأسعار وغيرها مما تسببه أهوال الحرب، وإضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه لمدة ثلاثة أيام الحرب والتي ضاعفت أهوالها وكان سخط المواطنين على كلا الأسرتين المتناحرتين بالغا خاصة وأن الأسرتين شريكتان في فرض نظام متخلف في اليمن، وكلا الأسرتين أتخمت على حساب المواطن اليمني الذي يتجرع الفقر والجوع ولم يؤمن من الخوف. ضراوة الانهيار انهارت الهدنة بعد يوم واحد وعادت أصوات قذائف المدافع تزلزل حي الحصبة مرة أخرى ونشبت العديد من الحرائق نتيجة القصف في مبان حكومية عدة وتوسعت دائرة الهلع إلى جولة الصياع التي تعتبر بوابة حي شعوب من الجهة الشمالية والتي دارت فيها معارك ضارية كذلك لم تنج من تلك المعارك جولة مأرب وجولة الشرطة العسكرية والأحياء المجاورة هي الأخرى نالتها ويلات الحرب بعد أن سقطت العديد من القذائف على بعض المنازل وتسببت إلى تشقق بعض الجدران والأسطح وغادرها السكان وهم يضجون من العويل والصياح وخاصة النساء والأطفال، وأخذت تتوسع دائرة المعارك أكثر فأكثر حتى وصلت إلى منطقة (السنينة) غرب العاصمة حيث نزحت الثلاثاء عشرات الأسر بعد سقوط قذائف على أحياء في المنطقة، وهي قذائف أوضحت مصادر عسكرية أنها كانت تستهدف الفرقة الأولى مدرع ولعدم ضبط إحداثياتها سقطت في السنينة وفي ظهر يوم الجمعة وبعد الانفجار الذي استهدف المسجد الرئاسي سقطت القذائف المفجرة في منطقة (حدة) جنوب صنعاء على منزل حميد الأحمر كردة فعل لذلك التفجير ولكن عشرات القذائف أخطأت منزل حميد الخاوي من ملاكه الأصليين والذي كانت تتواجد في داخله حراسة حميد وسقطت العديد من القذائف على منازل أخرى لا علاقة لها بمنزل حميد إضافة إلى تعرض العديد من المارة لويلات ذلك القصف، وبحكم أننا لسنا بصدد تقديم تقرير عن وقائع كيف دارت المعارك في هذا الملف وإنما بصدد تلك الانتهاكات الإنسانية التي نالت الإنسان كإنسان ولذا نطلعكم على المعاناة والأوجاع التي يتكبدها الإنسان اليمني. اكتظاظ ثلاجات الموتى في الحروب تروى القصص بالمقلوب ومن يرغب في التأكد من حقائق حجم القسوة والعنف والانتهاك عليه أن يقصد المستشفيات وثلاجات الموتى وحتى يكتشف إلى أي مدى وصل الخبث وفي مستشفى العلوم والتكنولوجيا كانت البداية لصحيفة "الوسط" وقبل أن نصل إلى بوابة قسم ثلاجة الموتى بحوالى عشرين متراً واجهتنا رائحة كريهة بشكل طافح حتى أجبرتنا تلك الرائحة على التراجع من مواصلة شق طريقنا إلى القسم واللجوء إلى أحد البوفيات لشراء مناديل ورقية نضعها على أنوفنا حتى نقاوم تلك الرائحة والشكوك تدور في أفكارنا أن هناك قصوراً في إدارة المستشفى وعملية التبريد في حفظ الموتى ولكن تلك الشكوك كانت مجرد ظن وبعض الظن إثم حين اكتشفنا أن الثلاجات الرئيسية لحفظ الموتى قد امتلأت تماما وقد تم الاستعانة بعشرات من ثلاجات الفريز الخاصة بحفظ اللحوم المجمدة ليتم تحويلها لحفظ البشر والقتلى، والأبشع من ذلك أن أغلبية تلك الجثث التي كانت رهن تلك الثلاجات الخاصة باللحوم المجمدة كانت جثث متعفنة ومتيبسة بأوضاع متعددة حيث أن القصف العنيف الذي تعرضت له منطقة الحصبة منذ يوم الأربعاء وأكثر عنفا يوم الخميس وقصف ظهيرة يوم الجمعة الذي استهدف منطقة حدة فقد تم منع سيارات الإسعاف وفرق الإجلاء من منظمة الهلال الأحمر وغيرها من القيام بواجبها وعملها الإنساني في إسعاف الجرحى وإجلاء جثث القتلى ولهذا نزف كثير من الجرحى حتى قضوا نحبهم جراء إصابات لم تكن قاتلة وكان بالإمكان إنقاذ حياتهم من الموت لو تم السماح لسيارات الإسعاف بالعبور مع ضمان الأمان لها كما هو منصوص في اتفاقية جنيف وحسب أجندة حقوق الإنسان ولكن تم منع كل ما له علاقة بالإنسان من قبل المتحاربين وبالذات الجانب الحكومي الذي تعامل بخبث فلم يتم السماح لفرق الإجلاء ونقل المصابين إلا في صباح يوم السبت وقد شاهدنا بأم أعيننا إحدى الثلاجات الفريزر التي في الصورة رقم 1 والتي تم حشر ثلاث جثث بداخلها فوق بعضهم كانت تلك الجثث لسمير الحاشدي وزيد سنان ويحيى المرهبي، كانت الجثث متعفنة للغاية وكانت الجثة العليا ربما لسمير الحاشدي الذي قاوم نزيفه حتى خرجت روحه ويده اليمنى قد اتجهت نحو الأعلى ربما لنطق الشهادة وبقيت ثابتة كما هي حتى تيبست فصعب أمر ضمها وقد التقطنا صورة لهذا المقاتل لغرض توثيق المأساة وبشاعة الوضع الإنساني الذي تعيشه البلاد. معاناة الأقارب يتوافد أقارب تلك الجثث التي حشرت في ثلاجات الفريزر بعد أن علموا بمقتل قريبهم وهم يظنون أنهم سوف يستلمون جثث قريبهم من الثلاجة وكما المتعارف عليه أن الجثث تبدأ تفوح بالعفن بعد مغادرة الثلاجة بثلاث ساعات على الأقل ولكن يفاجأون حين يصلون المستشفى أنهم إما جثة متعفنة ومثلجة مثل الدجاج الفرنسي أمر يصعب التعامل معه ويصدم الأقارب جراء بشاعة الحال وحيرة التعامل لأن الحال خلاف للجثث التي تودع الثلاجة المخصصة للموتى بعد موتها حتى بساعات لأن درجة البرودة في الثلاجات الخاصة بالموتى تختلف عن ثلاجات الفريزر الخاصة باللحوم فقد شاهدنا طبقات الثلج على جوانب أسطح تلك الثلاجات وهذا يعني أن الجثة سوف يصعب نقلها بسهولة وستبدأ المياه تقطر منها مجرد خروجها من الثلاجة بنصف ساعة. إنه أمر يصعب احتماله والصبر عليه فقد شاهدنا الحيرة والحزن ومرارة الوجع من المشهد في وجوه مجموعة من أقارب إحدى تلك الجثث الذين صدموا بمجرد أن فتح المختص الثلاجة ليشاهدوا جثة قريبهم وقد التقطنا لهم صورة عن بعد مراعاة لمشاعرهم (الصورة رقم 3) وقد لاحظنا أن بعض الجثث قد لفت بأكياس بلاستيكية سوداء وبعضها كانت ملفوفة ببطانيات لكن في كل الأحوال أمر هذه الجثث مقرف وعملية القضاء على العفن الذي يفوح منها أمر بعيد المنال. مجهولون لم تخل ثلاجة الموتى في مستشفى العلوم من جثث خاصة لأشخاص مجهولين قتلوا أثناء مرورهم في الشارع أثناء اندلاع المعارك أو أوى إلى زقاق بعد أن لم يجدوا من يؤيهم من السكان فنالت منهم طلقات الرصاص الطائشة أو الشظايا التي لا ترحم ولا تذر إضافة إلى تعفن الجثة التي يسجل عليها مجهول وفي سجلات الصحف (أحد المارة) ولا يتم تصويرها ولا الإعلان المتكرر عنها في بلد ووطن فيه أغلبية الشريحة العاملة هم أشبه بالمغتربين ويسكنون في (عزب) فيظن زملاؤهم الذين يشاركونهم السكن إن وجدوا أن غيابهم جاء جراء سفرهم في ظل موجة النزوح والسفر وغيرها من الظنون فيظلون رهن ثلاجات المستشفيات التي حتما في ظل وضع تلك الجثث المتعفنة يصعب الاحتفاظ بها طويلا وسيتم التخلص منها إن لم يسأل عنها أحد فالحقوق الإنسانية مهما كانت تشكل من أهمية فعند اندلاع الحروب يكون لا معنى لها إذا لم تتحرك المنظمات الإنسانية وتقوم بالتنسيق مع الصحفيين الناشطين والجهات ذات الاختصاص من أجل الحد من تفاقمها فمن حق الطفل الذي قتل أبوه أن يعلم بمقتله ومن حق الإنسان الذي قتل أخوه أن يعلم بذلك ومن حق الزوجة أن تعلم بمقتل زوجها.. الخ. فالذي يجب أن تجد تلك الجثث حقها في البحث عن أقاربها بالوسائل المتاحة ومن جانب آخر أيضا كانت هناك جثث متعفنة قد مر عليها أسبوعان في تلك الثلاجات الفريزر وأصحابها معروفون ولكن لم يصل أحد لاستلامها ربما بسبب الحصار المفروض على منافذ العاصمة صنعاء. الخبث متبادل إن القتال الدائر في اليمن هو نزاع مسلح بين أسرتين كانت تجمعهم العلاقات الحميمة ومصلحة تبادل المصالح ومطامع جمع المال وكل أسرة من الأسر تملك المليشيات المسلحة فالأولى تقاتل بما تسميه الجيش الوطني والأخرى تقاتل برجال القبيلة وكلاهما يصعب إلزامهم بأجندة حقوق الإنسان لأن كليهما قبائل ولا يذعنون لأي نداء من إخوانهم أبناء الشعب باستثناء نداء الأمريكان أو تهديدهم بتعريضهم للمحاكمة مع التأكيد ان الطرف الثاني المتمثل ببيت الأحمر أكثر احتراما للحقوق حسب ما تصلنا من معلومات كونهم يناصرون شباب الثورة الذين يرغبون في نظام دولة مدنية ولكن أوضحت للصحيفة مصادر مطلعة أنه أثناء القصف على منزل حميد الأحمر في منطقة حدة أصابت إحدى القذائف منزل نبيل عيضة الذي يقع أمام منزل الأحمر وأحرقت إحدى الغرف العليا التي تسمى "طيرمانة" فخرج عيضة يصيح بعلو صوته حميد الأحمر أحرق بيتي ثم أسكتته طلقة نارية عن الصياح بعد أن لقي حتفه وأوضحت تلك المصادر أن من قام بقتله أتباع حميد الأحمر، تلك المصادر والتي هي ممن كانت متواجدة في الحي الذي يدور الصراع أدلت بهذه المعلومات ربما بناء على الشكوك التي لا تعطي لنا الحق في الجزم كوسيلة إعلامية ولكن المهم قتل عيضة بعد أن صرخ في وقت لعلعة الحرب حسب ما علمنا وكل الاحتمالات واردة وكما أسلفنا عند بداية الخوض في هذا الملف أنه في زمن الحروب تروى الروايات بالمقلوب وفي كل الأحوال تبقى الحقوق الإنسانية حجة لأن أجندة حقوق الإنسان هي من تحكم ضمير عالمنا اليوم ويجب أن تحكم ضميرنا في اليمن التي ما زالت أرضها تروى بدماء أبنائها. مستشفيات أخرى وقد علمت صحيفة الوسط أن أغلبية المستشفيات الكبيرة قد اكتظت فيها ثلاجات الموتى بالجثث وأن المستشفى الاستشاري هو الآخر يعاني من نفس ما يعاني منه مستشفى العلوم ولم يتسن لنا زيارة المستشفى الاستشاري حتى يتسنى لنا نقل الانتهاكات الحقوقية وبشاعة ما تخلفه الحروب من أوجاع بسبب أن المستشفى لا يسمح لوسائل الإعلام بالتصوير والحصول على المعلومات ولذا لم نقم بزيارته ولن ننسى في هذه الفقرة تسجيل الشكر والتقدير لإدارة مستشفى العلوم التي تبذل جهودا جبارة في عملية استقبال المصابين والجرحى وتدبير أمر جثث الموتى والله المستعان. نزوح إجباري في عاصمة المعسكرات، وتضاعف تكاليف العيش في ظل الهمجية ضاعف معاناة الفقراء لا يعي تماما من لم يكتو بنار الحروب والخوف ما تخلفه تلك النيران من خسائر مادية وقلق نفسي وانفلات أمني وشتات وعدم استقرار، وسكان العاصمة في الأسبوعين المنصرمين اكتووا بجزء يسير مما تخلفه الحروب في مضمار المعارك حين تكون في وسط المدينة.. فإلى واقع الحال. الفرار.. الفرار سكان منطقة الحصبة في الحرب الأولى التي استمرت ثلاثة أيام والذين تفاجأوا بالحرب التي دارت بين أسرة الرئيس والشيخ تمكن القليل من سكان تلك الأحياء من التوفق بالنزوح مثل بعض سكان حي هبرة ومصنع الغزل وبير الكشم بينما من سكان داخل الحصبة مثل شارع مازدا وحي وزارة الصحة
والمجاورين للجنة الدائمة ومنزل الشيخ ووزارة الإعلام لم يتمكنوا من الفرار واستسلموا لمصيرهم، وحاول بعضهم ولكن بتكاليف باهظة، فمثلا أحد المواطنين نقل أسرته المكونة من أربعة أفراد بمبلغ عشرة آلاف ريال مقابل أجرة التاكسي من الحصبة إلى شارع تعز بينما خرجت أسرة أخرى فارة من منزلها بعد أن حطت قذيفة مدفع هاون بالقرب من المنزل في منطقة شارع الشيراتون عند الفجر واستقلت سيارة هايلوكس بمبلغ عشرة آلاف ريال إلى باب اليمن حيث تتواجد منازل لأقاربهم وبعد أن توقفت الحرب الأولى بعد ثلاثة أيام من اندلاعها إثر هدنة هشة ليوم واحد ترك العديد من سكان الحصبة منازلهم وانتقلوا إلى منازل أقاربهم التي تقع في مناطق أخرى بينما أسر أخرى فضلت المغادرة إلى خارج العاصمة صنعاء حيث أوضح أرباب تلك الأسر أنه رغم توفر أقارب لهم في أحياء تعد شبه آمنة في صنعاء ولكنهم فضلوا السفر خارج العاصمة لأنهم توقعوا أن الحرب سوف تعم كافة أحياء العاصمة بسبب أن المعسكرات متواجدة في كافة الأحياء وأوضح (م. ج) أن أمامه ثلاثة منازل داخل العاصمة مستعدة لاستقبال أسرته الأولى في حي شميلة ولكن هناك معسكر وما دامت الحرب بين الجيش والقبيلة فبالتأكيد ستصل إليها الحرب، والمنزل الثاني في حي مسيك وعلى مقربة من الحي يقع قصر السلاح وكذلك معسكر يتبع نجل الرئيس، والمنزل الثالث في شارع الزبيري قرب وزارة الشباب والرياضة وأمام الوزارة في الشارع المقابل هناك معسكر يتبع الحرس الجمهوري وأضاف هذا الرجل الذي لم يوافق على ذكر اسمه أن كل أحياء العاصمة مدججة بالمعسكرات لأن الرئيس يحكم بدولة ذات نظام قبلي ولم يفكر ببناء دولة وطنية وأخذ يعدد لي الأحياء ويذكر أسماء المعسكرات التي تتواجد فيها ثم أخذ يسأل أين الجيش اليمني؟ وأجاب لا يوجد جيش فالجيش ثبت أنه مجرد ألوية وكتائب تتبع شخصيات ولا تتبع وطن لأن الوزارات والسلطات تقسمت نهبويا وقبليا وليس من أجل بناء دولة أو وطن ثم غادرني وهو يبتسم ساخرا. الفقراء أكد العديد من الأهالي الذين يسكنون خلف معسكر الشرطة العسكرية أن أسرة من الحديدة كانت تسكن خلف المعسكر قامت ببيع بعض أدوات منزلها مقابل توفير استئجار سيارة توصلهم إلى الحديدة بمفردهم بينما تركوا ما تبقى من أدوات المنزل في عهدة الجيران بينما أسر أخرى لا أقارب لهم داخل العاصمة ولا في خارجها استسلموا للأقدار، وأسر أخرى باعت مجوهرات النساء لتدبير استئجار منزل بشكل عاجل في مكان آخر خارج الأحياء التي يقع فيها القتال والصراع. وقد واجه المهمشون من سكان الحصبة أزمة سكن حرجة بعد أن لملموا أطمارهم وخيامهم وأخذوا يزحفون إلى جنوب العاصمة بحثا عن أماكن يستقرون فيها هربا من ويلات الحرب بعضهم لم يقو على دفع تكاليف الانتقال على سيارات الأجرة فساروا على أقدامهم. أزمة الوقود وتضاعف أسعار المواد الاستهلاكية وما زالت العاصمة صنعاء تعاني من أزمة خانقة في الوقود من تداعيات الأزمة السياسية وأزمة الصراع القبلي وانعكست أزمة الوقود على أسعار المواد الغذائية وأجرة وسائل المواصلات. وتحول شارع خولان وشارع الثلاثين في العاصمة صنعاء إلى مزار لكافة السائقين ومالكي السيارات لشراء الوقود من السوق السوداء حيث يتمركز تجار الوقود من رجال القبائل الذين يجلبون الوقود من محافظة مأرب، صحيفة الوسط قامت بزيارة لشارع خولان حتى ننقل لكم حال الفوضى التي تعيشها البلاد. شارع خولان فبإجمالي 4500 ريال يشتري المواطن الدبة الواحدة من البترول التي سعرها الرسمي 1500 ريال وتتراوح الكمية التي تحملها سيارة القبيلي ستة براميل بترول ينقلها من محافظة مأرب وكل برميل يتسع أربعة وعشرين دبة يكسب القبيلي وراء كل دبة ثلاثة آلاف ريال فإجمالي ما يكسبه القبيلي في الحملة الواحدة مبلغ أربعمائة واثنين وثلاثين ألف ريال فقط لا غير وهذا يعتبر مبلغاً مغرياً خاصة حين يصبح ربحاً يومياً لهؤلاء التجار الذين أكدوا أنهم يدفعون رشاوى لنقاط العسكرية والقبلية مقابل العبور، مؤكدين أن كميات النفط متوفرة بشكل كاف وأن هناك جهات تمنع وصولها إلى العاصمة وينتظر المواطنون لأكثر من ثلاث ساعات في شارع خولان في طوابير طويلة ولكن بشكل عشوائي يتم توزيع البترول في ظاهرة عجيبة وغريبة لم تشهدها العاصمة من قبل فكل المعطيات تؤكد على أن هناك شراكة خفية بين صناع الأزمة وهؤلاء التجار فخلال ساعة ونصف ونحن واقفون نرقب المشهد أفرغت أربع سيارات حمولتها بربح إجمالي يصل إلى مليون وسبعمائة وثمانية وعشرين ألف ريال، إنها أزمة مربحة لبعض الجهات ومن الطبيعي انعكاس هذه الأزمة على الأسعار ليس أسعار الأجرة التي يدفعها المواطنون لوسائل المواصلات التي ارتفعت إلى خمسين ريال وإنما على أسعار كافة أنواع السلع الغذائية غير الشلل في الحركة التي سببتها أزمة الوقود فالعديد من سائقي سيارات الأجرة أوقفوا سياراتهم نظرا لعدم قدرة الزبائن على الدفع أكثر للمشوار الواحد الذي أصبح سعره مضاعفا وقد أوضح شهود عيان من مأرب أن النقاط العسكرية متواجدة كالعادة لكن كما قال الحكومة تمنع القاطرات من نقل الوقود إلى صنعاء للمحاولة للحد من التنقلات للمصالح السياسية حسب رأيهم وليس البترول هو المعدوم بمفرده بل حتى مادة الديزل وكذلك الغاز فمادة الديزل تسبب ارتفاع سعرها إلى ارتفاع سعر الخضروات وكذلك سعر أجرة نقل المياه إلى المنازل حيث وصل سعر البرمل إلى خمسين ألف ريال أما عن الغاز المنزلي فإن تكرار انعدامه حتى في غير أوقات المعارك بات أمرا معتادا لدى المواطنين وفي هذه الأيام يتوفر الغاز في شارع خولان بسعر الدبة ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال رغم أن سعرها الأصلي ألف ومائتا ريال ارتفاع سعر الغاز وانعدامه سبب في ارتفاع ثمن الوجبات الغذائية في المطاعم والمخابز وارتفعت أسعار الغذاء في المطاعم بل وصل سعرها إلى الضعف وهذا بطبيعة الحال انعكس على العديد من شرائح العمال والذين أسرهم خارج العاصمة وسبب لهم عجزا بالغا في مصروفاتهم اليومية واضطر العديد من العمال إلى مغادرة صنعاء بعد أن تضاعفت مخاطر الحياة فيها جراء المعارك وزادت تكلفة المعيشة جراء تضاعف الأسعار، ليس العمال وحدهم من غادروا العاصمة إلى الريف بل العديد من الأسر التي فضلت العودة إلى الريف لممارسة حياة الحطب الذي لا ينعدم ولكن حتى هو الآخر ارتفع سعره ولكن بإمكان أي شخص من الأسرة أن يقوم بجلب الحطب من الجبال المجاورة وهذه الهجرة أيضا انعكست على العديد من الخدمات في الوزارات والمؤسسات وسوف تؤدي إلى شلل تام للحياة إذا لم يتم إيجاد حلول سريعة لها، ويرى الكثيرون أن عملية حلها يقع في السماح لقاطرات الوقود أن تمر بسلام وتفتح محطات البنزين أبوابها للزبائن. استمرار استفزاز الفرقة لتخضع للصراع إن مخاوف المواطنين مما ستئول إليه البلاد تتفاقم كل يوم بشكل أكبر حتى بعد رحيل الرئيس للسعودية للعلاج أو الإقامة لأن آليات الدمار ما زالت في أيادي العديد من المتهورين أو الراغبين في جر البلاد إلى صراع، وأكثر ما يخشاه المواطنون أن يحتدم الصراع بين قوات الجيش التي أصبحت منقسمة بشكل واضح وصراعها يعني ان كافة الآليات العسكرية سوف تخرج إلى شوارع العاصمة التي تكتظ أحياؤها بالمعسكرات، وهذا يعني ان الخراب والدمار سوف يلحق بكل منزل وأن الفاتورة سيكون ثمنها باهظا فما زالت تداعيات الحرب بادية وطبولها تقرع ففي ظهر يوم الأحد 5 يونيو سمع دوي انفجار قذيفة في داخل الفرقة الأولى مدرع ثم بعد ذلك سمع الناس أصوات إنذارات سيارات الإسعاف وهي تنقل الجرحى. صحيفة "الوسط" كانت متواجدة في مستشفى العلوم الذي عادة ما يتم إسعاف مصابي الفرقة إليه وقد كان المنظر مذهلا ومفجعا من خلال المناظر والمشاهد التي لحقت بالمصابين جراء قصف القذيفة المدفعية والتي تلتها قذيفة أخرى بعد نصف ساعة حيث سقطت القذيفة في إحدى الأماكن التي يتواجد فيها الجنود لاستلام رواتبهم وقد خلفت تلك القذيفة ما يقارب قتيلين وأحد عشر جريحا، صوت القذيفة التي هزت منطقة مذبح كانت تدل على أن هناك قصفا على الفرقة وخاصة حين تلتها قذيفة ثانية وسمعت أصوات لعلعة الرصاص بينما توافد الجرحى إلى المستشفى يؤكد على أن هناك ضحايا جراء الاستهداف بينما حاولت مصادر من الفرقة الأولى أن تبرر على أن الحادث جراء انفجار قنبلة داخل المعسكر لكن العالمين في مجال تقدير حجم التفجيرات اعتبروا أن ذلك التبرير لمجرد التضليل لأن ما خلفه الانفجار من ضحايا يؤكد أن رقعة الانفجار كانت أكبر وأوسع مما يمكن أن تخلفه القنبلة فبعض المصابين خلعت ملابسهم تماما جراء قوة الانفجار وكثرة الشظايا التي نالت من أجسادهم علاوة على أنها أحرقت وجوه بعضهم وقد أوضحت مصادر مطلعة أن القذيفة أطلقت من منطقة عصر التي يتمركز فيها معسكر الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس والذي ما زال يحكم قبضته على المعسكر وما زال تحت تأثير الانفعال لما لحق بوالده جراء انفجار المسجد الرئاسي الذي أخرج العديد من كبار مسئولي الدولة خارج الجاهزية لممارسة مناصبهم والتحرش بالفرقة الأولى يشكل خطرا على أمن البلاد وكذلك حتى على من يمسك بزمام السلطة الهشة التي تعاني من الانتكاس السياسي. فالجنود الكثر الذين يسقطون قتلى وجرحى كل يوم إضافة إلى القتلى جراء الصراع القبلي إضافة إلى القتلى من الشباب جراء الثورة الشبابية المحرك الرئيس لكل هذه الأحداث ينذر بكارثة خطيرة، وفاتورته ستكون باهظة الثمن على الدولة القادمة وسترسخ الإصرار العنيد على فتح ملفات القتلى ومحاكمتهم ومصادرة أموالهم وشركاتهم وعقاراتهم حتى يتم مجابهة ثمن تلك الفاتورة وعلى هؤلاء أن يعوا أن ثورة الشعوب لا يخمدها العنف والقسوة والإصرار على العناد، والخضوع لها يعتبر عين العقل. السعودية تعوض أزلامها وتحيد المتضررين من فئات الشعب تكفلت المملكة العربية السعودية بتعويض كل من أسرة الرئيس وأسرة أبناء الشيخ الأحمر عما لحقهما من تدمير وقتل ومصابين بينما لم تذكر باقي فئات الشعب الذين دمرت منازلهم وقتل منهم الكثير وجرح عدد كبير فمثلا تدمر منزل مواطن يدعى خالد الذبحاني إثر قذيفة أخطأت منزل حميد الأحمر وسقطت في منزله فأصيبت زوجته وثلاثة من أطفاله وقتل أيضا عدد ثلاثة أشخاص من المارة أثناء القصف في منطقة حدة وهناك العديد من منازل المواطنين البسطاء المجاورين لمنزل الشيخ وكذلك لبعض المنشآت التي كانت محل خلاف وقتال ومنازل أخرى في الأحياء المجاورة لحي الحصبة هؤلاء هم بحاجة أكبر للمساعدة والتعويض كونهم ليسوا على علاقة بالصراع ولا يسعون للسلطة ولا يملكون شركات وأرصدة تمكنهم من إعادة بناء ما تدمر ومعالجة من جرح وتعويض خسارة من قتل ولكن الحكومة السعودية تبني علاقتها مع اليمن وفق مشروع ترسيخ المزيد من القهر والخسران على الشعب ودعم الأزلام التابعين لها حتى يستمر اقتصادهم زاهرا وخدمتهم وتفانيهم لها دائماً فكلا الطرفين تابعان لها بينما الشعب اليمني (الشقيق) كما تسميه السعودية والتي تعلم أنه فقير ويعيش تحت ظل نظام همجي بسبب أن السعودية تدفع مقابل استمرار هذا النظام سيفاً مسلطاً على رقبة الشعب فاستكثرت حكومة خادم الحرمين على هؤلاء البسطاء التعويض واكتفت بتعويض الأزلام وسوف تصر كعادتها أن تصرفها، هذا يمثل جوهر الإسلام.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.