تستمر مواجهاتٌ بين مسلحين من جماعة الحوثيين ورجال قبائل في مديرية العشة بمحافظة عمران شمال اليمن، اندلعت قبل أيام وأسفرت عن عشراات القتلى والجرحى من الجانبين بحسب مصادر محلية. وذكرت المصادر ل«المصدر أنلاين» ان ثمانية قتلوا من القبائل، وأكثر من 30 شخصاً من الحوثيين خلال الأربعة الأيام الماضية، ولا تزال الاشتباكات مستمرة.
وتزداد احتمالية تطور المواجهات بعد دخول قبيلة «عذر» على الخط، حيث أعلنت في اجتماع لمشائخها عقد يوم الجمعة بصنعاء رفضها لما أسمتها ب«اعتداءات عصابة الحوثيين» على قبيلة العصيمات المجاورة لهم.
منطقة «دنان» بمديرية العشة كانت الساحة الأولى للمعركة، حين نقض أحد أبناء المنطقة –حسب المصادر- اتفاقاً قبلياً يقضي بعدم إدخال أي معادٍ إلى المنطقة، واستدعى مسلحين حوثيين نصبوا نقطة تفتيش.
وتمركز المسلحون الحوثيون في مناطق مجاورة لمنزل يتبع عائلة الأحمر التي ينتمي إليها الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد، وهو ما دفع مسلحين من القبيلة ذاتها وقبائل أخرى التجمع وإجبارهم بالقوة على إخلاء مواقعهم المسلحة.
وقال مسؤول أملاك الشيخ الأحمر في منطقة «دنان» درهم عكام إنه لا يزال بداخل منزل الشيخ، ولا صحة لما يُقال عن استيلاء الحوثيين للمنزل، مضيفاً: «القبائل كلها تجمعت لطرد الحوثيين، والجميع مستعد لقتال الشرذمة القليلة». حسب تعبيره.
البيان الصادر عن اجتماع مشايخ ووجهاء قبيلة «عذر» المحاذية لمناطق المواجهات قال «إن الحوثيين بدعم مجموعة من المرتزقة من عدة مديريات جعلت مركز المديرية ساحة اعتداء على إخواننا من قبيلة العصيمات باسم قبيلة عذر».
ويتوافد مسلحون حوثيون من محافظة صعدة ومناطق أخرى لإمداد مقاتليهم في العشة، وفي بؤر الصراع المختلفة.
واستنكر مشائخ عذر ما أسموه «الزج بهم كطرف في الحرب»، في حين انه –حسب البيان-سلسلة من الاعتداءات المستمرة التي يشنها الحوثيون على أبناء الشعب اليمني.
وفي اتصال هاتفي أجراه «المصدر أونلاين» مع الشيخ صالح غالب سودة أحد أبرز مشائخ «عذر» قال إن قناة «المسيرة» والوسائل الإعلامية التابعة للحوثيين تقول إن المواجهات هي بين قبيلتي عذر والعصيمات، «وهذا في الحقيقة محض افتراء ونحن إخوة والقضية حوثية بامتياز».
وأضاف «الحوثيون هاجموا الناس إلى ديارهم بدون أي حق، ونحن ندين هذا الاعتداء وندين كل ترويع لأي مواطن، وسيكون لنا موقف من ذلك».
ودعا سودة الذي استضاف في منزله اجتماع قبائل عذر اليوم الجمعة، الحكومة إلى إيقاف اعتداءات الحوثيين «مالم فسنضطر أن نأخذ بنادقنا ونقاتل على أنفسنا ونقف جنب صاحبنا»، على حد قوله.
ونجحت لجنة وساطة مشتركة من الحوثيين وقبائل العصيمات إلى وقف إطلاق النار في اليوم الثاني من المواجهات، لكن مدير مديرية العشة صدام غبير اتهم في وقت سابق الحوثيين بخرقها والاستمرار في إطلاق النار.
وتستخدم في المواجهات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل الجانبين، وتتمركز قوات اللواء 127 على بعد كيلومترات من المواجهات، لكنها لم تحرك ساكناً إلى الآن.
وتسعى جماعة الحوثيين المسلحة المتمركزة في صعدة إلى بسط نفوذها في مناطق شمالية أخرى، لكنها في الغالب تلقى مواجهات شرسة من قبل القبائل تفتح جبهات متعددة للجماعة.