في ظل توافد الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي والعشرات من المكونات إلى ساحة الاعتصام في محافظة عدن، كشفت عدد من القيادات الجنوبية عن خطة التصعيد التي يعتزم الحراك تنفيذها، والتي من ضمنها إغلاق الحدود بين الجنوب والشمال، وعودة براميل ما قبل 22 مايو، أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيون" - مساء أمس الأول الثلاثاء - رفع المخيمات خارج العاصمة، وقالت اللجنة المنظمة للاعتصامات - في بيان صادر عنها - إن رفع مخيمات الاعتصام يأتي حرصًا من الجماعة على الدفع نحو المزيد من تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة، ودعت أنصارها إلى اليقظة الدائمة والمستمرة لمواكبة العملية السياسية وتطوراتها. وفي موازاة رفع الحوثيين مخيماتهم خارج العاصمة صنعاء اتسعت ساحة العروض في خور مكسر، التي يُقيم فيها الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اعتصامهم المفتوح، والذي من المقرر أن ينتهي في الثلاثين من نوفمبر القادم للمطالبة بفك ارتباط الجنوب بالشمال، ووفق مصادر محلية في مدينة عدن فإن ساحة الاعتصام استقبلت عشرات الكيانات السياسية والنقابات والشخصيات التي تأييدًا لمطلب استعادة الدولة. وتحت ضغط المعتصمين في ساحة العروض تواجدت عدد من القيادات الجنوبية في محافظة عدن، ومن ضمن تلك القيادات القيادي حسن باعوم وعشرات القيادات الجنوبية التي طالبها المعتصمون بالنزول إلى الساحات، والمرابطة إلى جانب المعتصمين. وفي ظل غياب مرجعية موحدة للاعتصام تقوم برسم الخطوات التصعيدية التي يعتزم المعتصمون تنفيذها، عُقد في ساحة الاعتصام بمدينة خور مكسر بعدن، أمس الثلاثاء، لقاء ضم الشيخ حسين بن شعيب - رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية، والقيادي الشاب أديب العيسي - رئيس ائتلاف قوى الثورة الجنوبية، لمناقشة الخطوات التصعيدية القادمة للاعتصام، والاتفاق على الأمور التنظيمية لإدارة الاعتصام، وتم الاتفاق على إيجاد قيادة للساحة في إطار الشراكة الوطنية والتوافق على خطة مطروحة من الشباب لتوحيد كافة القوى الثورية. وشدد العيسي وبن شعيب، في اللقاء، على أهمية التنظيم للساحة، وإشراك كل الشباب في العمل الوطني نحو الانعتاق من المحتل اليمني - وفق تصريحاتهم. وفي سياق متصل كشفت قيادات في الحراك الجنوبي - خلال لقائها أمس الثلاثاء، مع وفد من الأممالمتحدة في عدن - عن إصرار الجنوبيين على التصعيد حتى استعادة دولتهم المستقلة. ونقلت مصادر إعلامية جنوبية أن القيادي "علي باثواب"، والسفير "قاسم عسكر جبران"، و"صالح يحيى سعيد" أبلغوا الوفد الأممي بضرورة التعاطي الإيجابي مع مطالب الناس في الجنوب. وأبلغت القيادات الجنوبية وفد الأممالمتحدة، المتواجد في عدن منذ مطلع الأسبوع الجاري، أن الآلاف يعتصمون في عدن والمكلا، ومنحوا فرصة حتى نهاية 30 نوفمبر لكي يتم الاستجابة لمطالبهم، ما لم فإن الشعب الجنوبي قرر إغلاق الحدود واتخاذ خطوات تصعيدية في حال ما لم يُستجب لمطالبهم، وأن القيادات الجنوبية لن تكون إلا مع التوجه الشعبي. وأوضح "علي باثواب" - في تصريح نقلة موقع "عدن الغد" - أن قيادات الحراك الجنوبي طالبت أعضاء الوفد الأممي بنقل رسالة سياسية عاجلة ومهمة إلى كافة الدوائر الأممية، مفادها: أن الشعب في الجنوب لن يتراجع عن مطالبه، وأن الحل السياسي الذي يُمكن له أن يجنب سقوط المنطقة في الفوضى هو الاستماع لمطالب الناس في الجنوب. وأشار باثواب إلى أن أعضاء الوفد الأممي أبلغوهم بإيصال رسالتهم إلى الدوائر السياسية في الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وفيما يُعد مؤشرًا لانضمام اشتراكيي الجنوب لاعتصام ساحة العروض، أقر اجتماع مجلس تنسيق منظمات الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية - عصر أمس الأول الاثنين، في مدينة عدن - آلية واضحة وترتيبات تنظيمية ومواقف جريئة ومسؤولة مواكبة للتطورات التي يشهدها الشارع الجنوبي، حيث كان آخرها مباركة مجلس التنسيق لإشهار مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، داعيًا إلى اصطفاف وطني عريض يضع قوى الجنوب بكل تياراتها الفكرية والسياسية والمدنية للعمل نحو هدف وطني متوافق على وحدة الجنوب واستعادة هويته الوطنية. إلى ذلك فشل، الاثنين المنصرم، اجتماع عقده ممثلو محافظة عدن بالبرلمان، في الوصول إلى تشكيل لجنة برلمانية عن الجنوب، وقال مصدر محلي: إن عددًا من ممثلي محافظة عدن بالبرلمان عقدوا، الاثنين، اجتماعًا لتوحيد الجهود والخروج بكتلة برلمانية موحدة عن الجنوب، إلا أنهم فشلوا بسبب التباين في الآراء، وعدم حضور العدد الكافي من الأعضاء. وأوضح: أن بعض الأعضاء أرادوا تكوين كتلة برلمانية جنوبية، فيما آخرون أرادوا تكوين كتلة برلمانية لإقليمين، الأمر الذي أدى لفشل الاجتماع، وقرروا عقد اجتماع آخر بالعاصمة صنعاء في الأيام المقبلة. اجتماع عدد من أعضاء البرلمان في الجنوب برئاسة نائب رئيس المجلس محمد علي الشدادي، والذي يُعد من الشخصيات المقربة للرئيس هادي، أثار استياء عارمًا في أوساط البرلمان اليمني.. حيث هاجم النائب البرلماني عبده بشر اجتماع الكتلة البرلمانية للجنوب - يوم أمس الأول في عدن، واصفاً إياه ب جلسة "انفصال"، مطالبًا بطرح موضوع الانفصال للنقاش داخل مجلس النواب، وليس في عدن، وهو ما دفع رئيس مجلس النواب يحيى الراعي إلى القول بأن ذلك الاجتماع بحجة مناقشة الأوضاع في الجنوب. اتهامات بشر نفاها عدد من النواب الجنوبيين، مشيرين إلى أن الجلسة كانت لمتابعة تطورات الأوضاع في الجنوب ومخرجات الحوار الوطني، وقال النائب الجنوبي عبدالعزيز كرو: إن الكلام عن أن الكتلة البرلمانية الجنوبية تدعو للانفصال، فهذا الكلام مخالف للواقع.. مشيرًا إلى أن الجلسة كانت مقررة قبل تحديد موعد عقد جلسات مجلس النواب، وأوضح النائب عبدالعزيز حريز أن الاجتماع كان لمناقشة مطالب المعتصمين في الساحات الجنوبية، مشيرًا إلى أن الكتلة ستراقب الأوضاع في الجنوب عن كثب. فيما قال الناطق باسم المشترك النائب محمد القباطي: إن اجتماع الكتلة البرلمانية الجنوبية - يوم أمس في عدن - فرضته طبيعة الوضع في البلاد، مؤكدًا على أنه ينبغي أن تسمع الكتلة للناس الذين خرجوا للشوارع في عدن، المطالبين بفك الارتباط، وطالب المجلس بالتعامل بجدية إزاء ما يحدث في الجنوب.