من المقرر ان يصل الى الرياض اليوم الرئيس علي عبدالله صالح في زيارة رسمية تستمر يوما واحداً يجري خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتركز على الاوضاع في المنطقة وخاصة المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس". وقال مصدر في الرياض أمس، ان مباحثات الجانبين السعودي واليمني خلال اللقاء "ستتركز على الوضع في المنطقة العربية بشكل عام اضافة الى العلاقات التي تربط البلدين الجارين بشكل خاص". وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان الرئيس صالح سيعرض على الملك عبدالله بن عبدالعزيز "الجهود التي قامت بها اليمن من اجل المصالحة التي وقعت في صنعاء بين حركتي حماس وفتح". اتفاق صنعاء بين حركتي فتح وحماس برغم وضوح نقاطه المستندة على المبادرة اليمنية التي تنص في بنودها على مسائل عملية تساهم في رأب الصدع الفلسطيني، خصوصا لجهة انهاء انقلاب حماس في غزة مع مفاعيله المختلفة، إلا أن طرفي الاتفاق المعنيان بتنفيذه لم يتركا الوقت يمر، حتى يجف حبر توقيعهما عليه، حتى بادر كل منهما الى شده في اتجاه مواقفه وشروطه، حيث اعتبرته حركة حماس انه مجرد اطار للحوار، فيما اصرت الرئاسة الفلسطينية على انه اتفاق للحل على اساس المبادرة التي قام عليها. وقد نقل عن مصدر في مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله «نحن غير معنيين بالحوار»، بينما اكدت حماس انها لن تتخلى عن غزة. وفي النتيجة، فان اصحاب الاتفاق بدوا غير ملتزمين به، وبات الاتفاق معزولا عن حماية اهله. السجال الفلسطيني وقد تواصل امس السجال الذي اندلع بين حماس وفتح على تفسير إعلان صنعاء، المكون من 32 كلمة فقط لاغير، وامتد هذا السجال حامي الوطيس بين مؤيد ومعارض في اوساط السلطة الفلسطينية وحركة فتح على خلفية توقيع ممثلها عزام الاحمد، على الاعلان من دون العودة للرئيس محمود عباس. وقالت مصادر في الرئاسة الفلسطينية ان الاحمد وقع بالنيابة عن الحركة «اعلان صنعاء» من دون تخويل بالتوقيع على الاعلان، ولم يجر اي مشاورات مع عباس قبل التوقيع. ويعني هذا التطور ان «اعلان صنعاء»، ولد ميتا، وانه من غير المتوقع ان يمهد لحوار حقيقي بين فتح وحماس، كما تقول المصادر. واعتبرت المصادر ان الاعلان كما وقَّع عليه الاحمد يتناقض في احد بنوده الرئيسية مع تصريح الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، والبيان الرسمي الذي صدر عن الرئاسة بعد الاعلان عن التوقيع على الاتفاق الذي رعاه الرئيس علي عبدالله صالح ، اذ ان «اعلان صنعاء» ينص على اعتبار المبادرة اليمنية ك«اطار للحوار»، بينما اكد الناطق باسم الرئاسة، وكذلك الاعلان الرئاسي، ان المبادرة اليمنية ل«التنفيذ» وبحاجة الى آليات لتطبيقها وليست ل«الحوار» بغير حماية من أهله. فيتو إسرائيلي ولقي الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني (اعلان صنعاء) ما يشبه الفيتو الاسرائيلي. وقال مسؤول اسرائيل طالبا عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس «ان على محمود عباس ان يقرر ان كان يريد مواصلة المفاوضات مع اسرائيل او يريد العودة الى تحالف مع حماس لانه لا يستطيع ان يحصل على الاثنين معا». وتعليقا على الاتفاق قال عاموس جلعاد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية لاذاعة الجيش «انها مجرد اتصالات لن تفضي الى شيء، لن يكون هناك اتفاق». ورأى ان «حماس تريد ان تعترف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالانقلاب الذي سمح لها بالسيطرة على قطاع غزة. وان وافق محمود عباس فان الامر سينتهي بسيطرة حماس على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وذلك سيسجل نهاية منظمة التحرير الفلسطينية». وشدد جلعاد على القول «ان اراد محمود عباس الاستمرار في قيادة معسكر السلام، فلا يمكنه الشراكة مع حماس التي تدعو الى تدمير اسرائيل». ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن وزير الدفاع ايهود باراك قوله ان الاتفاق «لا يستحق حتى اي رد فعل من قبل اسرائيل». واضاف باراك «ان اسرائيل لا تتفاوض مع حماس التي هي منظمة ارهابية باستثناء (اجراء) اتصالات غير مباشرة تتعلق بالافراج عن جلعاد شاليط» الجندي الاسرائيلي الذي خطف في يونيو 2006 عند اطراف قطاع غزة. واشارت الاذاعة العامة واذاعة الجيش الاسرائيلي الى مسؤولين آخرين حذروا من ان المفاوضات مع اسرائيل التي استؤنفت في نوفمبر الماضي برعاية الولايات المتحدة، ستجمد على الفور ان اتفقت حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. لكن هؤلاء المسؤولين الذين نقلت اقوالهم وسائل الاعلام رأوا ان الاحتمال ضئيل ان تتصالح فتح وحماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة، بسبب تباعد مواقفهما. الموقف الأميركي وفي السياق نفسه، اعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني غداة لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اي مصالحة بين عباس وحركة حماس مشروطة بتخلي الاخيرة عن السلطة في قطاع غزة. وقال تشيني للصحافيين مختتما زيارة قام بها لاسرائيل والضفة الغربية «تطرقنا من جملة المواضيع التي بحثناها الى الجهود التي بذلها اليمن للتشجيع على المصالحة بين فتح (بزعامة عباس) وحماس». واضاف «استخلصت من هذه المحادثات ان القيادة الفلسطينية طرحت شروطا ينبغي ان تتوافر للموافقة على المصالحة ومن ابرزها العودة التامة عن سيطرة حماس على السلطة في غزة». وقال تشيني ان حماس تحاول افشال محادثات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفا ان هناك «ادلة على ان ايران وسوريا تساعدان التنظيم الاسلامي في محاولاته لافشال المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، التي بدأت فقط في ديسمبر بعد جمود استمر سبعة اعوام».