أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، ما جرى كشفه قبل أيام ممثلا في مشاركة سلاح الجو التابع لدولة الإمارات العربية التي تقود مع السعودية تحالف عدون على اليمن منذ عامين ، في مناورة مشتركة إلى جانب سلاح الجو الإسرائيلي، تنظم حاليا في اليونان. وذكرت «هآرتس» في تقرير لها أن المناورة التي بدأت الاثنين، تشارك فيها دول أخرى، منوهة إلى أن ناطقا بلسان الجيش اليوناني أكد مشاركة الإمارات إلى جانب إسرائيل في المناورة. وشددت المراسلة العسكرية للصحيفة، جيلي كوهين، على أن مشاركة الإمارات العربية في مناورة تشارك فيها إسرائيل يعد أمر استثنائيا «على اعتبار أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب». وأشارت الصحيفة إلى أنه إلى جانب الإمارات وإسرائيل واليونان، تشارك كل من الولاياتالمتحدة وإيطاليا. وقالت إن المناورة التي أطلق عليها «INIOHOS 2017» ستنتهي الخميس المقبل، منوهة إلى أنها رفعت شعار «Act With Awareness». وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو الإماراتي يشارك بطائرات نفاثة من طراز «إف - 16»، في حين تشارك إسرائيل بطائرات من طرازي «إف - 16» و«إف - 15». يذكر أن سلاحي الجو الإسرائيلي والإماراتي شاركا في مناورة مشتركة نظمت قبل أشهر عدة في الولاياتالمتحدة. دور الإمارات وأكد «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي أن إسرائيل تنظر باهتمام كبير للدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية، في التأثير على التحولات الإقليمية، وتسعى للتقارب معها بسبب جهودها الهادفة لتصفية نتائج الربيع العربي. وفي ورقة نشرت مؤخرا، شدد «المركز»، الذي يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، على أن إسرائيل تبذل «جهودا كبيرة جدا» في سعيها لتحسين علاقاتها مع الإمارات العربية، على اعتبار أنها «عنوان مهم في العالم العربي السني». وبحسب الدراسة التي أعدها يوئيل جوزنسكي، رئيس قسم دراسات الخليج في المركز، فإن أهمية الإمارات، في نظر إسرائيل، تنبع من دورها الكبير «في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي أسفر عنها الربيع العربي». وأشار إلى أن الإمارات باتت تقدم نفسها لاعبا مركزيا في عملية إعادة صياغة المنطقة، معتبرا أن هذه الدولة باتت تعد «القوة الأساس وراء كثير من التغييرات في المنطقة، ولاعبا مهما في كثير من الساحات الإقليمية، حيث إن الدور الإماراتي لا يقل في بعض الأحيان عن الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية». وبحسب المركز، فإن كثيرا من القوى في العالم العربي باتت تدرك أهمية دور الإمارات، وتحاول أن تجندها لصالحها، متوقعا أن تواصل الإمارات توظيف «مواردها الاقتصادية الهائلة والعسكرية في التأثير على التحولات في العالم العربي ومحاصرة تأثيرات الربيع العربي». ورغم أن موجة اللقاءات والاتصالات والزيارات التطبيعية سجلت في عام 2016 رقما قياسيا بعددها وعلنيتها وطابعها شبه الرسمي أحيانًا، وآخر الفصول سجلها مسؤولون سعوديون لا صفة رسمية لهم، مثل الأمير تركي الفيصل، والجنرال المتقاعد أنور عشقي، فإن الحديث عن مناورات وشيكة إماراتية - إسرائيلية للمرة الثانية، يعتبر التطور الأكثر خطورة برأي كثيرين، كونه قد يكون التنسيق العسكري الأكبر لأي دولة عربية،غير مرتبطة باتفاقية «سلام» مع الدولة العبرية.