جددت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، الإدانة لاستهداف قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية - العدوان على اليمن- الجمعة، لمدينة صنعاء القديمة، عاصمة اليمن والمصنَّفة على لائحة التراث العالمي. وحاول التحالف السعودي، نهار الجمعة، التهرب من مسئوليته تجاه الجريمة والاستهداف المتعمد والمتكرر، وأوردت "فرانس برس" في حسابها على تويتر: "عاجل: #السعودية قائدة التحالف الذي يشن غارات في #اليمن تنفي استهداف صنعاء القديمة".. إلا أن النفي ليس أكثر من إدانة ذاتية مضاعفة وإلزام بالجريمة والمسئولية التامة، حيث تؤكد الصور التي حصلت عليها وكالة "خبر" وتنشرها، وصور كثيرة تداولها ناشطون يمنيون على مواقع التواصل، تعرض حي القاسمي بالمدينة التاريخية للقصف وتهدم المنازل وأعمال الإنقاذ صباحاً من تحت الأنقاض، وانتشال جثث شهداء وضحايا الغارات البربرية التي تكررت على المدينة مثلما حدث مع عشرات المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية ومن بينها سد مأرب، ودار الحجر، وجامع الهادي، وجامع عبدالرزاق الصنعاني، وحصون وقلاع ومدارس في مدن مختلفة. وشنت طائرات العدوان السعودي، فجر الجمعة 12 يونيو حزيران 2015، ضمن الاستهداف المنظم للتاريخ والآثار الحضارية في اليمن منذ ما يقارب 3 أشهر توالياً، غارات جديدة على المدينة التاريخية، وقصفت بالصواريخ منازلَ أثرية قديمة في المدينة التاريخية حي القاسمي، وهدمت 3 منازل على الأقل، على رؤوس ساكنيها، واستشهد 5 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون. ووصفت المنظمة المدينة القديمة ب"بواحدة من أقدم جواهر" الحضارة الإسلامية. وقالت المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا، الجمعة، في بيان، إن"هذا التدمير لن يؤدي سوى إلى مفاقمة الوضع الإنساني وأكرر دعوتي كافة الأطراف لاحترام وحماية التراث الثقافي في اليمن". وأضافت: "أعبر عن حزني العميق لخسارة الأرواح، وكذلك للتدمير الذي لحق بأقدم جواهر الحضارة الإسلامية". وتابعت بوكوفا: "أصبت بالصدمة جراء صور المنازل البديعة والحدائق المدمرة". وقد أسفرت غارة شنها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية فجر الجمعة عن مقتل 5 أشخاص وتدمير 3 منازل. وتعرضت منازل وأحياء ومرافق تاريخية في المدينة القديمة المصنفة على لائحة التراث الإنساني العالمي، لأضرار كبيرة خلال الأسابيع الماضية جراء الغارات الجوية المتعاقبة التي استهدفت أحياء ومنازل ومواقع في المدينة ومحيطها من بينها منزل عمره 800 سنة تعرض للقصف. وفي 4 الجاري دانت اليونيسكو استهداف الطائرات السعودية سد مأرب التاريخي. وكانت دعت في وقت سابق إلى حماية التراث الثقافي في اليمن. وكانت عاودت طائرات العدوان السعودي، مطلع يونيو الجاري، استهداف سد مأرب التاريخي، أحد أعرق وأقدم سدود العالم وأكثرها شهرة وصيتاً، ما يبعث على المزيد من الاعتقاد بأن الحرب السعودية على اليمن تكرس عملياتها، إضافة إلى القتل وتدمير البنى التحتية، استهدافاً منظماً للآثار والمعالم الحضارية والتاريخية في اليمن وعلى رأسها سد السبئيين، وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف وليس آخرها دار الحجر الشهير في همدان بالعاصمة صنعاء. وقال مصدر محلي في مأرب، إن طيران العدوان السعودي شن غارة استهدفت بالقصف السد التاريخي الذي شيده السبئيون الحميريون منذ آلاف السنين. وهي ثالث غارة من نوعها، وسبقتها غارتان استهدفتا السد وألحقتا بجدرانه التاريخية القديمة أضراراً مباشرة وأثارت موجة من الانتقادات والتنديد، وعبرت منظمة اليونيسكو عن قلقها من تدمير الآثار في اليمن. وأحصت وحدة الرصد والمعلومات مئات الجرائم التي طالت بالقصف والاستهداف والتدمير المنظم خارطة الآثار والمواقع التاريخية والمعالم اليمنية العريقة، وتعد بها تقريراً موثقاً ومفصلاً بالتواريخ والصور وتنشره وتوزعه على الجهات والمنظمات المعنية حال جهوزه واستيفاء المعلومات كاملة. تواصلاً لنهج التدمير المنظم والاستهداف الحثيث للمعالم التاريخية والأثرية اليمنية، استهدفت طائرات العدوان السعودي منطقة وادي ظهر في ضلاع همدان بمحافظة صنعاء ومعلمها الشهير "دار الحجر". وقال مسئول محلي في صنعاء مساء الخميس 4 يونيو 2015، إن غارات جوية شنتها طائرات العدوان السعودي، استهدفت دار الحجر ومحيطه، وغارة أخرى قصفت الوادي. وفي وقت سابق، جددت الهيئة العامة للآثار والمتاحف استنكارها لتواصل استهداف طيران العدوان السعودي للمعالم والمواقع الأثرية اليمنية آخرها استهدافه بغارة جوية محيط دار الحجر التاريخي في ضواحي صنعاء، الجمعة 5 يونيو / حزيران 2015م والذي يعد فخراً للعمارة اليمنية. وأكدت الهيئة في بيان حصل "الرأي الثالث" على نسخة منه، أن هذه الأعمال الإجرامية بحق التراث، سواءً أكانت مباشرة أم غير مباشرة، تعد خرقاً للاتفاقيات الدولية وتحدياً للنداءات العالمية والتي كان آخرها النداء العالمي لمنظمة اليونسكو بتجنيب مواقع التراث الإنساني أي استهداف عسكري مباشر أو غير مباشر. ووفقاً لبيان الهيئة، فقد نتج عن هذا الاستهداف تخلخل في الأجزاء المعمارية لمصرف الدار. ودانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف هذه الأعمال الإجرامية التي تنم عن مدى حقد السعودية على تاريخ اليمن وتراثه وحضارته. وطالبت الهيئة المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني التدخل وإدانة هذه الأعمال ووضع حد لها باعتبارها تستهدف تراثاً إنسانياً وثقافة وهوية شعب.
