الحوثي يسابق الزمن ويبذل جهود جبارة في استقطاب فتية وشباب اليمن إلى دوراته المفخخة من أجل إنتاج شعب طائفي بشكل كامل بعد ثمان سنوات من سطوته على الدولة وتسلطه على المجتمع وإخضاعه لأفكاره بالقوة القهرية، والآن يتجه إلى بناء مجتمع ينقاد لمشروعه طواعية (...)
لم يكد ينتهي من صلاته، حتى صم أذنيه انفجار قريب، وحين وصل إلى قريته – بيت رجال – المحصورة بين الجبال غرب صنعاء، وجد جمان رفيق خلوته – حسين عبد الله – جاثيا في صمت كئيب قرب عنزاته. كانت عصا الرجل، التي لطالما هش بها على غنمه، ملقاة قرب جدار متهالك (...)
في بلاد لا تتحدث العربية، تنمو الوجوه المشربة بحمرة الخجل لتحدث طفرة في معدلات البؤس هناك. وفوق بياض التوابيت الثلجية في مدن يكسوها الضباب من كل أفق لا يمتلك أطفال المخيمات سيقانهم اليابسة ليلهوا بطابات الجليد كما فعل أباؤهم وأجدادهم ذات تاريخ.
فوق (...)
لأن شارل ديجول لم يعد حيا، بإمكان الفرنسيين هدم جمهوريتهم الخامسة وإلقاء دستور الحريات في نهر السين والتبول من فوق برج إيفل على صدر ماريان الممتلئ. الجمهورية تسقط في فرنسا كما سقط ديجول، وكذلك الحريات والطواقي الفريجية، والوعي، والمنطق. ترى، هل كان (...)
في نيجيريا، عليك أن تقف حول نصب الوطن متأبطا سلاحا من خشب في انتظار مدد لا يجيء وعدو لا يهاب، فإذا رفعت يديك بخرقة بيضاء لتؤخر عقارب الموت الصاعدة نحو نحرك، فأنت والعدو سواء. والبشرة في نيجيريا ليست دليل ولاء، ولا الزي ولا الكاب حدود وطن. فالكل يقتل (...)
القضاء في أمريكا ليس أقل شموخا من مثيله في بلادنا، و سواعد رجال الشرطة هناك مفتولة كسواعد رجال داخليتنا، وعلى المحتجين هنا أو هناك أن ينفخوا صدورهم بالهواء بعد أي صيحة استهجان في الوجوه العابسة، لأنهم قد لا يتمكنون من التقاط أنفاسهم بعدها.
في (...)
في بلاد النصف مليون راهب، يستطيع الفقراء أن يرفعوا رؤوسهم، وأن يصطفوا في طوابير المجاعة واثقين أن أكياسهم البلاستيكية لن تعود محملة بالهواء، وأن انتظارهم لن يطول، لأن فرسان الليل الحفاة يحملون أكثر من الكلمات للبطون المقرقرة.
في عتمة الليل، وقبل أن (...)
يمكنك أن تمارس السقوط، وأنت تحمل فوق رأسك خبزا لا تأكل منه الطير ولا البهائم. لتتحول إلى نجم لامع دون أن تضيء. فالخارجون على نواميس الخرائب لا تنبت بين أعشاب صدورهم رائحة الياسمين. والقادمون من أحراش الغزاة يعلمون الناس التغوط حول مدارسهم الخربة. (...)
أصدر الروائي طلال قاسم، أولى روايته الفلسفية (الواحد) التي تعد رؤية فلسفية جديدة لبناء وتصميم الكون والتي من الممكن تصنيفها ضمن روايات الخيال النفسي بالدرجة الأولى.
وركزت الرواية الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بشكل أساسي على عاملي (...)
"الشيخ طفاح" أو الفنان "حسن علوان" كان لأول مرة يزور فيها خشبة مسرح "أعيادنا غير" ليعمل على توعية الناس بالقضايا السياسية؛ كنوع من المشاركة المجتمعية للحفاظ على التحول الديمقراطي الثاني لليمن الذي جاء بعد مرحلة حرجة مرت بها اليمن خلال الفترة (...)
ذات فجر، عصفت بتاريخ فرنسا رياح التغيير، وهبت نسائم الربيع الثوري على ميادينها الواسعة، فقام الفرنسيون بثورة شعبية مجيدة أطاحت بخليفة ملكهم المعظم لويس الثامن عشر.
ويومها، امتلأت العاصمة الفرنسية بالوجوه الباسمة والأسارير المبسوطة والأعلام (...)
ناقش مهرجان أعيادنا غير قضية المسئولية الاجتماعية للشركات التجارية والمؤسسات الخيرية، وقدم الفنان حسين الظفري بعض من معاناة الفنانين في اليمن مع أغلب أصحاب الشركات .
جاء ذلك خلال تدشينه اليوم بصنعاء والذي تنظمه اللجنة التحضيرية بفرقة النوادر الفنية (...)
لأننا شعوب تعشق الكلام كما تعشق السكاكر، ترانا نبحث دائما عن أزمة تستدعي التنظير ومط الشفاه ورفع العقائر. وقد غذت فينا برامج التوك شو وما تلاها وواكبها من ثورات ربيعية عاصفة شهية البلادة والتمطي أمام الأفواه المفغورة والأوداج المنتفخة في محطات الرأي (...)
استطاعت أزمة الرهائن في سيناء أن تخطفنا وإن قليلا من شئوننا الصغيرة، وأن تحلق عيوننا وقلوبنا حول بؤرة إشفاق واحدة. واستطاعت أذرع المخطوفين المعقودة فوق نواصيهم في انكسار أن تنتزع من صدورنا آهة حارة ومن أحداقنا دمعات ساخنة. لكننا لم ندر ونحن نجهش (...)
هربا من التصريحات الجوفاء والأكاذيب المنمقة التي تعج بها وسائل الإعلام في بلادنا، يهرب الباحثون عن الحقيقة أمثالي إلى اللغات الأخرى لاستكشاف خبايا الساسة والتعرف على اتجاهات عقارب السياسة عندنا. فمشكلة ساستنا المزمنة أنهم لا يكذبون إلا بالعربية، (...)
لم تخيب وفودنا العربية التي لا تشد رحالها إلا إلى البيت البيضاوي ظن المتشائمين في بلادنا أبدا، ودائما تعود إلينا بوجه غير الذي ذهبت به.. فأمريكا صانعة المعجزات قادرة دوما على تعديل أجنداتنا وتمزيقها وحرقها وذرها في فلواتنا الملتهبة، أما نحن فلا حول (...)
على إثر تصريح صادم لها، تلقت رئيسة ولاية البنغال الغريية سيلا من التهكمات والانتقادات اللاذعة ليس فقط من خصومها السياسيين، ولكن أيضا من أعضاء حزبها الذين لم يجدوا ما يدافعون به عن دعوتها المستفزة. كانت ماماتا بانجيري قد طالبت المدخنين يوم الثلاثاء (...)
تنسى بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء تعديل مسارها في العمل الحقوقي وتصر على انتهاك حقوق الإنسان سيما بعد البلاغات والشكاوي التي تلقاها في الفترة السابقة .
وفي الوقت الذي يزعم الاتحاد الأوروبي أنه من المدافعين عن حقوق الإنسان وإعلانه سياسات تحث على (...)
بعد استقالة العدل من بلادنا، تقدم المستشار أحمد مكي باستقالة أخرى لكنها مسببة هذه المرة. صحيح أن السبب الذي اتخذه الرجل عكازة للخروج من بوابة المسئولية لا يقنع هرا بالمواء، إلا أنه يبرهن على خلل أصيل في منظومة القضاء في بلادنا.
ربما استقال الرجل كما (...)
في ماراثون محموم للسيطرة على الفانتازيا الشرق أوسطية، تسابقت إسرائيل وأمريكا في تحقيق إخفاقات أمنية مريبة تحمل الكثير من التساؤلات والكثير من النذر. ولأن قنابل بوسطن وصواريخ إيلات تخرج دائما من كنانة واحدة، علينا أن نأخذ حذرنا ونستعد لما هو آت من (...)
اليوم وبعد انتظار عبثي لجلسة محاكمة هزلية لرئيس خرج عليه الشعب يوما رافعا قبضاته المتشنجة، لم يفاجئنا تنحي المستشار مصطفى عبد الله عن نظر قضية «القرن»! ولم نشعر باحتقان إزاء هتافات أشياع مبارك وأبنائه. ولم نقضم أظافرنا كمدا ونحن نشاهد الرجل الممدد (...)
ذات سخط، قال الشاعر إبيمينيدس: «كل أبناء كريت كَذَبة» ، لكن مقولته تلك أثارت الكثير من اللغط لا سيما بين من يعرفون أن الرجل كريتي المنشأ والهوى، وأنه لا ينطق عن هوى. يومها أشبع فلاسفة كريت مقولته تمحيصا ودراسة، وقلبوها على كافة الأوجه والبطون. (...)
استطاع وليام ماكريدي منذ أول ظهور له على خشبة المسرح عام 1810، أن يأسر قلوب عاشقي المسرح الإنجليزي ومرتاديه، وأن يترك بصمة خاصة في تاريخ الدراما هناك حتى قال عنه هازلت أنه أفضل ممثل تراجيدي في عصره. وكان الرجل يُخرج مسرحياته بنفسه ويختار ملامح (...)
كما وجد صعاليك الجاهلية في عروة بن الورد فارسا نبيلا يقطع طريق الأثرياء ليأخذ منهم بالبلطجة ما قبضوا عليه أياديهم من حقوق الفقراء ليردها عليهم، وقف كافكا مناضلا شريفا عن حقوق بسطاء روسيا في أخذ ما يسد رمق صغارهم ويكفيهم ذل الوقوف عند النواصي باسطين (...)
عام 1812، خاض نابليون أسوأ حروبه على الإطلاق حين تقدم بجيش قوامه ربع مليون مقاتل نحو قرية بورودينو الروسية ليكسر شوكة الإمبراطور الروسي ألكساندر الأول في عقر حدوده.
هناك، اشتبك الجيش الفرنسي العظيم مع قوات الجنرال ميخائيل كوتوزوف في معركة دامية (...)