كانت كتابات العالم ستيفن هوكينغ تبعث اليأس في نفوس أساتذته، وقد اعترف اخيرا انه كان كسولا ولم يكن يقرأ أكثر من ساعة في اليوم. لكن الامور سرعان ما تبدلت فور اخباره بان ايامه باتت معدودة، فقرر وهو في السن الواحد والعشرين ان يتحدى المرض ويركز على عمله وبدأ فترة منتجة نجم عنها تحقيق إنجازات خارقة. يعتبر العالم ستيفن هوكينغ واحدا من أكثر العقول الذكية على سطح الأرض، مع ذلك فإنه اعترف ببقائه عاجزا عن القراءة حتى وصوله إلى سن الثامنة. وجاء هذا التصريح ضمن محاضرة ألقاها البروفسور هوكينغ في قاعة رويال البرت حيث قال إنه كان كسولا خلال سنوات دراسته في جامعة أكسفورد حيث درس الفيزياء لكن ذلك الميل تغير تماما حين أخبر بأنه قد يموت شابا بعد تشخيص إصابته بمرض خاص بالخلايا العصبية المحركة وهذا ما دفعه بقوة للتركيز على عمله. وأضاف البروفسور هوكينغ: "كانت اختي فيليبا قادرة على القراءة في سن الرابعة لكنها من دون شك أذكى مني". وقال إنه كان تلميذا عاديا في المدرسة ولم يزد مستواه عن الوسط مقارنة بزملاء صفه. وقال معلقا: "كان عملي في الصف مخربطا، وكتاباتي كانت تبعث اليأس في نفوس أساتذتي. لكن طلاب صفي منحوني لقب آينشتاين لذلك أفترض أنهم تلمسوا علامات لشيء أفضل". مع ذلك، فإن هوكينغ تمكن من الحصول على درجة شرف من أكسفورد، على الرغم من كسله الكبير خلال سنوات الجامعة فهو لم يكن يقرأ أكثر من ساعة في اليوم. لكنه استدرك: "أنا لست فخورا بذلك. أنا أصف فقط سلوكي آنذاك، إذ كنت أشارك الطلبة الآخرين مشاعر الضجر والأحساس بأنه ليس هناك أي شيء يستحق بذل الجهد له". لكن ذلك تغير تماما حين أخبره الأطباء باحتمال بقاء سنين قليلة أمامه في الحياة، وكان ذلك عند بلوغه سن الواحدة والعشرين، وهذا ما دفعه على التركيز على عمله وبدء فترة منتجة نجم عنها تحقيق بعض من إنجازاته الخارقة. وقال هوكينغ: "حين تتواجه مع امكانية موت مبكر، فإن ذلك يجعلك تدرك أن الحياة تستحق أن تعاش وأن هناك أشياء كثيرة ترغب في تحقيقها". من جانبه علق جيم الخليلي بروفسور الفيزياء في جامعة ساري في جنوبلندن لصحيفة الديلي ميلي بعد انتهاء المحاضرة: "أنا متأكد أن ستيفن هوكينغ مقدر له أن ينجز أشياء عظيمه في مجال علم الفضاء سواء كان ذلك بمرضه أو من دونه. ففي حين جعله تشخيص المرض يركز في تفكيره فإنه كان بإمكانه أن يترك الفيزياء ويقوم بشيء آخر مختلف تماما مع الوقت القصير الذي بقي أمامه". يشار الى ان البروفسور هوكينغ تمكن ما بين عامي 1965 و1975 أن يطور نظرية تقول إن "الثقوب السوداء" ظهرت بعد "الانفجار العظيم" وطور نظرية تقول إن النجوم المنهارة (بعد نفاد طاقتها) تشع حرارة وأطلق على هذا الإشعاع اسم "اشعاع هوكينغ". ويعاني هوكينغ من إعاقة شديدة نتيجة إصابته بمرض في خلاياه العصبية المحركة ويعرف باسم "تصلب الأعصاب الجانبية" (أيه أل أس) ونجم عن ذلك إصابته بشلل كامل. وهو يتكلم من خلال استخدام عضلات خده التي تفعّل برنامجا تنبؤيا يقوم بتحويل حركات العضلات إلى صوت اصطناعي. وحقق كتابه "موجز تاريخ الزمن" عام 1988 شهرة هائلة جعلته نجما لعلم الفضاء. وفي كتابه الجديد المثير للجدل:" التصميم العظيم" زعم البروفسور هوكينغ أن الفيزياء الحديثة لم تترك أي مكان لوجود خالق للكون وأن العلم قادر على تفسير أصل الكون. واشترك مع البروفسور هوكينغ في تأليف الكتاب الفيزيائي الأميركي ليونارد ملودينوف، وفيه عارض المؤلفان إيمان السير إسحاق نيوتن بأن الكون يجب أن يكون قد صمم على يد إله لأنه لا يمكن أن يخلق من الفوضى.