في عمود الاربعاء 24 نوفمبر الماضي وتحت عنوان "الصحافة والناس"، تحدثت عن الغرباء والدخلاء على بلاط صاحبة الجلالة والذين يسيئون الى حرية الصحافة وقلبها من نعمه الى نقمة، ووعدت يومها بمواصلة الحديث. فإلى جانب اولئك هناك ايضا ما يمكن ان نسميهم بالحشاشين. والحشاشون صنفان: الصنف الاول: اصحاب الكيف من مدمني المخدرات وخاصة حشيشة الكيف. الصنف الثاني: هم ايضا من اصحاب الادمان ولكن ادمان القيل والقال (البسة البيضاء جابت بسة سوداء) فلان قال كذا وفلانة فعلت هذا (وزعيط طلع مش ابن معيط)؛ كلام لاوجه له ولا ظهر ولايمت الى الحقيقة بصلة ولايستطيع اصحابه مواجهة المعنيين به فيقومون بتسريبه او نقله الى آخرين ليقولوه بدلا عنهم وهو مانسميه باللهجة العدنية.. الحشوش. وفي اللغة: حش الحرب أي هيجها. وحش النا ر أوقدها وحركها بالمحش، وذلك هو عين هدف الحشوش والحشاشين؛ ضرب السلام والوئام والانسجام والتفاهم والتكافل بين الناس وبين أبناء المهنة الواحدة ومنها الصحافة وفي بقية المهن الاخرى وداخل مرافق العمل وأنشطة وفعاليات المجتمع، وخلق المشاكل وبث الشكوك وإثارة القلاقل بين العاملين ليخلوا الجو للحشاشين فيبيضوا ويصفروا وينقروا ماشاؤوا ان ينقروا. فيما مضى كان الحشاشون يتواجدون في مبارز القات وبعض النوادي والمقاهي..اليوم انتشروا في اوساط العمل ومنها الوسط الصحفي والاعلامي واحتلوا اماكن ومواقع لهم في المرافق الصحفية والاعلامية والمواقع الالكترونية الصحفية يقولون ويتقولون ويفتون بل هم يفتنون، والفتنة اكبر من القتل. الحشاش انسان مريض النفس ضعيف الشخصية يحس في قراره نفسه بذلك الضعف والتدني حتى وإن تميز وضعه الاجتماعي او المهني لهذا يريد أن يغرق الآخرين في حفره التي يتخبط فيها وثقوبه السوداء التي تنفث سمومه القاتلة. ومهما حاولنا أن نصف الحشاش فلن نفيه حقه؛ فهو محطم الاسر السعيدة ومعطل الاعمال الناجحة ومشعل الحرائق في الحدائق. لكن العيب واللوم لايقع فقط على هذا الحشاش فهو وحده وحتى وسط مجموعاته لايقدم ولايؤخر ولا تنجح اعماله وخططه الخبيثه الا اذا دعمه ذلك (المسيمعة) الذي يفتح للحشاش قلبه وأذنيه ويستمع اليه بكل جوارحه، والمصيبة اذا صدقه وتعامل مع الآخرين على ضوء كلامه دون فحصه والتأكد منه؛ هنا قد تقع الواقعة فيفرح الحشاش ابن ابليس، ويضحك الشيطان من هذا الجنس البشري أبناء آدم الذين ميزهم الله بنعمة العقل!