في الوقت الذي ما زالت فيه الدول الصناعية شركاء تنمية رئيسيين للدول منخفضة الدخل, تطورت الروابط بين الدول منخفضة الدخل ودول "بريكس" بشكل سريع خلال العقد الماضي حتى أضحت دول المجموعة محركين جدد للنمو في الدول منخفضة الدخل. ومع تزايد تدفقات السلع والأموال بين الدول منخفضة الدخل ودول "بريكس" التي تشمل خمسة اقتصاديات صاعدة رئيسية في العالم وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا, أكد صندوق النقد والبنك الدوليين خلال اجتماعات الربيع في واشنطن أن الروابط بين الدول منخفضة الدخل ودول "بريكس" تطورت بشكل سريع خلال العقد الماضي حتى أضحت دول المجموعة محركين جدد للنمو في الدول منخفضة الدخل.
وقال التقرير الذي أوردت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتمويل التنمية من قبل دول "بريكس" في الدول منخفضة الدخل " كانت له أثر كبير في بعض المناطق رئيسية، مشيرا إلى أن التجارة بين الدول منخفضة الدخل - معظمها في افريقيا - ودول "بريكس" تقترب من نصف حجم التجارة المشتركة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة, وتزيد على حجم التجارة مع الاقتصاديات الصاعدة الأخرى.
وكانت القمة الثالثة لدول "بريكس" التي عقدت بمنتجع سانيا جنوب الصين أول من أمس الخميس قد أثمرت عن خطوات عملية وملموسة في تجاه توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين الاقتصاديات الناشئة الخمسة, الأمر الذي لن يعود بالفائدة على دول المجموعة فقط , وإنما سيصب في مصلحة الاقتصاد العالمي أيضا ، وفقا لما ذكرته الوكالة.
وفى ظل التغيرات المتسارعة في نمط الاقتصاد العالمي، توصل قادة "بريكس" في القمة إلى توافق حول قضايا هامة مثل الاقتصاد العالمي والقضايا المالية، حيث ساعد الاجتماع في توحيد رؤى زعماء المجموعة حول القضايا الرئيسية وتقريب العلاقات بينها.
بالإضافة إلى ذلك وضعت الوثائق التي تم إقرارها في القمة مثل إعلان سانيا ، وضعت، خطة للتعاون المستقبلي بين الدول الخمس في الصناعة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وأيضا الزراعة، كما نجحت القمة أيضا في تشديد التوافق في الآراء وتعزيز التنسيق وتعميق التعاون بين مجموعة بريكس.
وتعهدت الدول الخمس بدعم إصلاح وتحسين النظام النقدي العالمي ، من أجل إنشاء نظام احتياطي عملة عالمي مستقر وموثوق به وعريض القاعدة، وكخطوة للأمام اتفقت البنوك في الدول الخمس على تعزيز التعاون في التوسع في استخدام العملات المحلية بدلا من الدولار الأمريكي في التسويات.
وعقدت قمة "بريكس" هذا العام تحت عنوان "رؤية واسعة، ورخاء مشترك" برئاسة الرئيس الصيني هو جين تاو وحضور كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف ، والرئيس الروسي دميتري ميدفيدف ، ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ، ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بعد انضمام الأخيرة إلى الالية نهاية العام الماضي.
وجدير بالذكر أن آلية التعاون بين دول المجموعة بدأت بأربعة اقتصاديات هى الصين وروسيا والبرازيل والهند تحت اسم بريك في منتصف يونيو 2009، وعقد أول اجتماع في مدينة ايكاترينبرج الروسية ثم احتضنت البرازيل القمة الثانية في عاصمتها الإدارية برازيليا في منتصف أبريل 2010 لمواصلة تعزيز آلية التعاون.
وتمثل أراضى دول "بريكس" مجتمعه قرابة 30% من مساحة اليابسة في العالم وتضم 42% من إجمالي سكان العالم، وفى عام 2010 أسهمت المجموعة ب18% من اجمالى الناتج المحلى العالمي و15% من التجارة العالمية.