في بلاد أسمه اليمن وفي قديم الزمان كان يسمى ( اليمن السعيد ) كل شئ فيه منقسم حتى في العقيدة وتلك من كبرى المصائب التي يعيشها اليمن على مدى التاريخ الحديث ... دعني عزيزي القارئ والمواطن البسيط أرافقك الى تلك التقسيمات التي أبدع فيه رجالات السياسة واللعنة عليهم وعلى من والاءهم : جيش مع المعارضة * جيش مع السلطة = الوطن في مهب الريح أحزاب مع المعارضة * وأحزاب مع السلطة = الوطن من دون رؤية تعليم ومدارس ومعاهد وجامعات مع المعارضة * وتعليم ومدارس وجامعات مع السلطة = العلم موقف بأمر الطرفين طلاب وطالبات مع المعارضة * طلاب وطالبات مع السلطة = الوطن يبحث عن الهوية شيوخ دين مع المعارضة * شيوخ دين مع السلطة = الوطن في غياهب الجهل متطرفون ومهرجون مع المعارضة * متطرفون ومهرجون مع السلطة = الوطن من غير عقل ولا حكمة الفتوى الدينية بيد المعارضة * وفتاوي دينية بيد السلطة = والوطن يذبح بأسم الدين والدين منهم براء فتاوي حرب جاهزة مع المعارضة * فتاوي حرب جاهزة مع السلطة = الشعب كالبهائم يذبح بأسم الدين هيئة علماء دين مع المعارضة * هيئة علماء دين مع السلطة = وكلاء كثر بين الله والعباد والأوطان ولكنهم غير شرعيين شعب مع المعارضة * وشعب مع السلطة = الوطن من غير مواطنين فساد في المعارضة * فساد في السلطة = وطن أسمة الغنيمة ومغتصب الحرب بالفتوى في اليمن مستمرة وربما من عهد الأمام الله يرحمة وفي يوم التاسع والعشرين من سبتمبر 2011م تجددت فتاوي الحرب وسيتكاثر تجارها كما هم تجار الحروب في كل زمان ومكان ، هذه الفتوى ذكرتني بفتوى الزنداني والديلمي والمؤيد في العام المشؤوم 1994م وهي الحرب التي تم على أساسها اجتياح جنوب الوطن ونهب ثورته المادية والغاء واقصاء ابناءه وتاريخهم على أساس إنهم مسلمون ناقصون عقل ودين كما يحلوا لبعض من تجار الدين والمصيبة ان تلك الفتوى لم تنتوقف ولم يعتذرلشعب الجنوب من تجار الحرب والدين ولازلنا في انتظار فتوى تبطلها ، ولن نشمت في اوضاع اليوم حينما نجري مقاربة بين فتوى 94م وفتوى 2011م وانما نقول ما أشبه الليلة بالبارحة مع أن الوجوه والشخوص هنا تبدلت وتغيرت فأصحاب فتوى 94م أصبحوا اليوم هدفاً لفتوى 2011م وهنا نقول أن الله يمهل ولا يهمل ولكننا هنا نرفض نهائياً منطق الحرب والحرب بأسم الدين أي اننا نرفض كل أنواع وأشكال الحروب العسكرية أو الاقتصادية أو الدينية .... الخ ... وعندما نقول كفاية فعلينا أن نفهم معنى الكلمة واللي مايفهمها بالعربي فعلية ترجمتها الى العربية والعبرية لعلهم يفهموها ... ونحن نقصد كفاية حروب اقتصادية وسياسية وعسكرية ودينية . فتوى حرب 94م موجودة على شبكة الأنترنت ولاتوجد أي صعوبة في ايجادها على موقع البحث العالمي الشهير (جوجل ) لمن يريد ان يتأكد مما نقوله والفارق بينها وبين الفتوى الجديدة هو ان الأولى كانت ضد شعب ظل متهماً بالكفر والعقوق ولازال مادام الفتوى باقية ولم يتم الغاءها بفتوى جديدة والأعتذار منها للشعب والوطن ، واما الجديدة فهي خاصة وحخصصة للحاكم والوالي ضد معارضية فقط مع ان المستهدف هنا هو معظم الشعب ،والفرق ايضاً يكمن أن الشخوص والمعادلات السياسية تغيرت فحلفاء الأمس باتوا اليوم أعداء أي تغيرت مربعات الفساد والمصالح ، ووجه الشبه بين فتوى 94م وفتوى 11م هي أن الحاكم أو الوالي هو هو لم يتغير ... وإذا كانت فتوى 94م لم تلغى طوال هذة المدة فكيف بفتوى 11م وكم ستستمر ؟ ام إنها تنتهي بنهاية الأزمة كونها محصورة أساساً في صنعاء وبين حلفاء فرقتهم المصالح المادية والدنيوية ؟. شخصياً لا أريد الخوض في نقاش فتاوي مخزية ومعيبة في ديننا ونريد أن نوضح للجميع إننا كمسلمين لانريد أي وسيط بيننا وبين خالقنا ونتمنى من الذين يسمون أنفسهم ان يخبرونا عن اي أختراع أو أبتكار قدموة لأمتهم وكل أختراعاتهم محصورة في المراّة والجنس وانواع الزواج والتكفير والاقصاء وتكريس الفساد والأستبداد ... ومثل هولاء العلماء إذا أرادوا أن يكونوا علماء فعليهم إبلاغنا عن من سبقوهم خلال مئة عام مضت قدموا لأمتهم ابتكار علمي أفاد أمتهم بل ليتهم يكونوا مثل ممن سبقوهم في التقوى والورع ومخافة الله فيما يقولون وينطقون !!! وليتهم يتجردون عن ذاتيتهم ويعلنون براءة ذمتهم الفقهية والمالية والأدارية كي يكونون القدوة الحسنة لبقية عباد الله ولا يلعنونهم بعد رحيلهم عن الدنيا أو أختلافهم مع الحاكم وتطهر فضائحهم النتنة في كل مكان !!! وفتوى 11م الجديدة سبقتها فتوى من هيئة تابعة للمعارضة وتحمل نفس الأسم ( هيئة علماء اليمن ) تجوز بالخروج عن الحاكم الظالم ، وهاهو الوضع اليوم يبشر عن صراع عسكري تحت رداءة الدين فكلا الطرفين يحملان فتاوي يقويان أنفسهم بها . ومن يتابع وسائل أعلام الحكومة وما تعلنه عن فضائح رجال دين كانوا في يوماً ما من المقربين والحواريين للرئيس صالح والمدافعين عن صالح ونظامة وكانت لهم جولات سياسية ضد المعارضة مع أن معظمهم منتمين لبعض من أحزاب المعارضة ولكن هذا لا يعفي الرئيس من مسؤليتة عن فسادهم وأفسادهم وكلهم شركاء في الحال التي وصل اليها اليمن في المرحلة الراهنة ...هم سدنة السلطان ومهما بايعوا أو ما بايعوا فهم ضالعون في أفقار البلاد والعباد وكانوا سبباً مباشراً في انفجار ثورة الشباب الجديدة . ان تدخل الدين في السياسة والعكس لايساعد على بناء الوطن المنشود فأستخدم الساسة للدين وتسخيره لخدمة مصالحهم في الأوقات التي يفقد الدين من جوهرة الحقيقي وافراغ دور رجال الدين من دورهم الحقيقي في بناء مجتمع سليم وقوي ، وعندما يستخدم رجال الدين السياسة لخدمة مصالحهم فأنهم يضيقون الوضع على مقاسهم فتغيب دولة القانون والنظام وحرية التعبير والأختلاف فواقع اليوم غير واقع الأمس ... ولاتوجد تجربة دولة أسلامية حقيقية من بعد دولة الخلفاء الراشدين التي سقطت بفعل تضارب المصالح بين رجال السياسة والدين وتعاظم معدلات الفساد وغياب هيبة الدولة وضعف القضاء العادل ، قد يقول بعض الناس أن هناك التجربة التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ذات التوجه الأسلامي فعلينا أن ندرك جيداً إنه لولا طبيعة النظام المدني التركي لما تمكن من وصول الحزب الى حكم تركيا ، وللعلم ان هذا الحزب أجرى تغييرات جذرية لم يقم بها اي حزب علماني تركي حكم تركيا وهي تغييرات خدمت الدولة التركية وعزز من مكانتها السياسية والاقتصادية ( جماعة الأخوان المسلمين في مصر وهي النواة الرئيسية للجماعة في العالم رحبت واستقبلت القائد رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية والحزب الحاكم أثناء زيارتة لمصر قبل أيام ورفعوا شعارات مؤيدة وللدولة الأسلامية وعندما نصح بقيام دولة مدنية تحترم العقائد المختلفة أنقلبوا عليه وطالبوة بأن لايتدخل في شؤون مصر الداخلية مع إنهم أستقبلوة باليافطات المكتوبة المعبرة عن تقاربهم مع أردوغان في قيام دولة الخلافة الأسلامية مع إنه قال رأياً ليس إلا وهذا دليل على إن رجال الدين يبحثون عن دولة تحقق مصالحهم حتى لو لم تكن أسلامية ) وهذا يعني أن التجربة التركية ليست دولة أسلامية بل مدنية كما أن رجال الدين الأتراك لايتدخلون في شؤون السياسة ... فهل تكفي هذه التجربة لتكون مقياساً لحلم دولة الخلافية الأسلامية ؟ . أن فتوى حرب 2011م تأتي في وقت الجميع يبحث فيه عن مخارج سياسية سلمية للأزمة اليمنية وبعد عودة الرئيس المؤقتة من رحلة العلاج التي لم تنتهي ورفضه وبعض أنصارة المتشددين في حزبه من التوقيع على المبادرة الخليجية وسبق ان تم التوقيع عليها من ممثلي المعارضة وحزب الرئيس لتزيد الوضع توتراً ودفع الوطن للأحتراب الأهلي خصوصاً وان عودة الرئيس المفاجئة جاءت في الوقت الذي كان نائب الرئيس يستعد للتوقيع على المبادرة الخليجية ، ان هذه الفتوى هي نسخة سعودية بأمتياز ولكن مع بعض التعديلات الطفيفة التي تناسب واقع اليمن وهذا يعني أن الأيادي السعودية المعلنة والسرية تمارس العابها المدمرة على اليمن حتى أصبح العالم الخارجي يترك كل الحلول بيد للسعوديين وذلك لاعتبارات كثيرة ليس مجالها هنا ... النسخة الأصلية للفتوى السعودية صدرت قبل عدة أسابيع من هذا العام كرد على أي تحرك شعبي ضد الحكم العائلي السعودي ... ولاندري فيما إذا كانت اليمن ناقصة فتاوي وانقسامات مذهبية وطائفية ؟ فمن المستفيد من وراء ذلك ؟ لو فكرنا بعمق فن نجد اي صعوبة في ايجاد المستفيد وهو بدرجة اساسية طرف أقليمي فاعل أي مملكة نجد والحجاز أو ماتسمى المملكة العربية السعودية ؟. ولابد هنا أن نقر بذلك وندفع أشقاءنا في المملكة الى الأعتراف بهذا واجراء مراجعات في علاقتهم باليمن على أساس قيم جديدة ومصالح مشتركة للبلدين لا على أساس مصالحها وبس .