المهم يا فخامة الرئيس، نؤكد لك أن القصف مستمر حتى الآن، والنساء والأطفال يموتون باستمرار. طيران التحالف في طريقه إلى تدمير كل المدن اليمنية، وتسويتها بالأرض، حتى تعود "الشرعية" التي تريد هذه القوات استعادتها حتى ولو على نهر من الدماء. المهم أنك ستعود ذات يوم على متن طائرة ملكية، بعد أن تنتهي طائرات التحالف من تدمير وقتل كل من خرجوا ذلك اليوم المشؤوم لاختيارك رئيساً لهذه البلاد التي تنتهك سيادتها وشرفها بإشرافك المباشر. ستعود يا فخامة الرئيس وإلى جوارك قائد الفرقة الأولى مدرع، تاجر الأرض والعقار في اليمن والشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. زعيم جماعة "أنصار الله"، السيد عبد الملك الحوثي، في صعدة، يا فخامة الرئيس وصاحب "الشرعية"، هو أيضاَ لا يهمه ما تفعل طائراتك.. عفواً! طائرات التحالف السعودي الخليجي، من قتل وتدمير للمنشآت العامة والخاصة. هو أيضاً غير مكترث حتى لو قتلنا جميعا. المهم بالنسبة له القضاء على من يصفهم ب"التكفيريين والدواعش". كنت أعتقد أن السيد عبد الملك الحوثي سيظهر ويدعو الأحزاب والمكونات السياسية، بما فيها حزب الإصلاح، ورجال الدين ومشايخ القبائل، إلى الحوار، لما من شأنه تجنيب البلاد المزيد من سفك الدماء التي تسال هنا وهناك. كنت أعتقد أنه سيفعل ذلك ويقطع الطريق أمام التحالف الخارجي، باعتباره زعيم أحد المكونات السياسية وأكبرها نفوذا في الساحة. إلا أنه لم يفعل، وربما لن يفعل. هذا معناه أنه غير آبه ولا يريد أن يقدم أي تنازلات لمصلحة الشعب. "أنصار الله" لا يمتلكون الخبرة الكافية لإدارة شؤون الدولة والبلد. ليس بينهم ساسة خبراء ومحنكون، ولا دبلوماسيون... ليس لديهم أي قنوات اتصال مع العالم الخارجي. وحتى اللحظة، لم يقدموا أي مبادرة سياسية، ولو حتى "تمثيلية"، لإخراج اليمن من الوضع الذي تعيشه. الدماء تسفك، البيوت تدمر على رؤوس ساكنيها، المعسكرات تنهب... ويستمر القصف، وهم مهتمون بالقضاء على الإرهاب في شقرة وشبوة وبيت الصيصي...!!