عدن هي المدينة الأكثر إحتياجا للهدنة والمساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة، لكنها تبدو الأكثر بعدا عن الاستفادة من هذه الهدنة ومساعداتها وإغاثتها. وتتفاقم المشكلة أكثر لأن فشل جهود الإغاثة والمساعدات في عدن، إن حدث، سيترتب عليه فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى المحافظات الجنوبية المنكوبة الأخرى مثل: لحج والضالع وأبين، حيث تشكل عدن مدخل المساعدات وجهود الإغاثة الى هذه المحافظات المنكوبة فضلاً عن أنها بمثابة العاصمة لهذه المحافظات التي تمدها بالدعم اللوجستي والكادر البشري.
وستواجه جهود الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية الى عدن بحسب مختصين عدة عوائق، أبرزها:
1- الوجود المحدود لمنظمات العمل الإنساني العاملة في عدن وفي الجنوب بشكل عام التي ستتكفل ببرامج الإغاثة والعمل الإنساني. وقد تفاقمت هذه المشكلة أكثر بعد رحيل هذه المنظمات وإغلاف مكاتبها في عموم اليمن إثر أحداث سبتمبر 2014.
2- عدم التزام الحوثيين بالهدنة الإنسانية التي دخلت يومها الثالث، واستمرار الاشتباكات وتبادل إطلاق النيران بينهم وبين فصائل المقاومة في أكثر من مديرية داخل عدن (خور مكسر، المعلا والتواهي).
3- سيطرة الحوثي على مداخل عدن ومنافذها المؤدية الى لحج والضالع وأبين فضلاً عن ميناء التواهي وميناء المعلا ومنفذ كريتر البحري. وكانت البريقة ستشكل الميناء الوحيد الذي بالإمكان إدخال المساعدات الى عدن عبره. وقد استقبل هذا الميناء بالأمس باخرة "شط العرب" التي تحمل مساعدات محلية أتت من حضرموت. لكن الحوثيين بعد سيطرتهم على التواهي يبذلون الآن محاولات حثيثة للسيطرة على منطقة صلاح الدين وعمران في البريقة، ما يهدد إمكانية بقاء ميناء البريقة مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة. وتبقى البريقة، التي يقطنها اليوم تقريباً ثلث النازحين الداخليين من سكان عدن، معزولة أصلاً عن بقية مديريات عدن.
4- وفوق هذا وذاك، إذا تمكنت المساعدات الانسانية من الوصول الى عدن، فإنها قد تواجه عائقاً آخر يتمثل في إحتمال منعها من قبل الحوثيين المسيطرين على مداخل وشوارع المدينة الرئيسية. فهناك شكاوى تكررت خلال اليومين الماضيين من قيامهم بمنع مساعدات إنسانية كانت في طريقها الى عدن، مثل: منع شحنة مساعدات إنسانية في نقطة "جعولة" بين عدنولحج قبل يومين، ومنع سبع شحنات من المساعدات الإنسانية في نقاط أخرى اليوم.
وهناك عوائق أخرى لابد تواجه جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى عدن، لكن هذه أبرزها.
ويرى مختصون أن برنامج المساعدات التي تديرها الأممالمتحدة في جيبوتي لم يقدم الكيفية التي يمكنه من خلالها إنجاح إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها على عدن وبقية المحافظات الجنوبية في ظل هذه الظروف الصعبة والإستثنائية.
ويبدو أن البرنامج الإنساني للأمم المتحدة، الذي يدير برنامج المساعدات في جيبوتي، بات مطالباً بتحرك سريع لتلافي فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الى عدن الذي سيعني فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى بقية المحافظات الجنوبية المنكوبة.