شهدت الجبهة الغربية من مدينة تعز السبت، مواجهات بين قوات الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة من جهة وبين ميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، قبيل يوم من بدء سريان قرار وقف إطلاق النار والمقرر الأحد. وذكرت مصادر أمنية يمنية، السبت، أن 13 من قوات المتمردين قتلوا وأصيب آخرون في مواجهات مع القوات الشرعية وغارات لمقاتلات التحالف العربي في تعز. وأضافت المصادر أن 5 من رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قتلوا وأصيب 24 آخرون في مواجهات مع ميليشيا الحوثي وقوات صالح في مناطق متفرقة من تعز. وتركزت الاشتباكات في محيط مقر اللواء 35 في منطقة المطار القديم، حيث شنت المقاومة قصفا على مواقع المتمردين في الأطراف الشمالية الغربية وجبل هان وطريق الضباب الرابط بين تعز وعدن. ودارت اشتباكات في الجبهة الشرقية للمدينة، وفي منطقة الضباب والمناطق المحيطة بها باتجاه محيط السجن المركزي غربي مدينة تعز. وبالتزامن مع هطول المطر ظهر اليوم شن أفراد المقاومة هجوما مباغتا وعنيفا على مواقع المليشيات غرب المدينة، فيما تكفلت وحدة أخرى من قوات الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة بمحاصرة المليشيات في جبل هان ومشطتت التلال المطلة عليه من أكثر من جهه. وذكرت مصادر عسكرية أن رجال الجيش الوطني والمقاومة في المحور الغربي لمدينة تعز تمكنوا من تطهير تبة حنش المواجهة لقرية غراب الواقعة شمال اللواء 35 في منطقة المطار القديم. وشنت ميليشيات الحوثي وقوات صالح قصفا عشوائيا بقذائف الهاون على مواقع المقاومة والأحياء السكنية في المنطقة، مما أسفر عن أصابىة 18 من المدنيين من جراء القصف العشوائي، فيما قصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع المتمردين في الشويكة بالستين شمالي مدينة تعز ودمرت عربة كاتيوشا. وفي السياق، دارت اشتباكات متقطعة في الخلل والمبرع بالأقروض بمديرية المسراخ جنوبي مدينة تعز، فيما شهدت حيفان جنوبالمدينة تبادلا لإطلاق النار بين القوات الشرعية والمتمردين بالمدافع والرشاشات. من جهة أخرى نزح المئات من أبناء مديرية الوازعية الريفية في محافظة تعز اليمنية بعد وصول مليشيات جماعة الحوثي وآلياتهم الثقيلة إلى مركز المديرية (الشقيراء)، وقصف عددٍ من المناطق المحيطة والآهلة بالسكان. وقال مصدر محلي في المديرية إن أغلب أهالي الوازعية، الواقعة بالجزء الجنوبي الغربي لمحافظة تعز، نزحوا جراء القصف العنيف والعشوائي على منازل السكان، مشيراً إلى أن المواطنين توجهوا إلى الجبال والمدارس في المديريات والمناطق المجاورة، منها مديرية المضاربة، ومديرية الشمايتين، ومناطق بني عمر راسن، ومنطقة املبيه الرويس الخبل وغيرها. الناشط المجتمعي وأحد سكان المنطقة نوح الجاسري، وصف حالة السكان في المنطقة بأنها "كارثية"، لافتاً إلى أن الأهالي ينزحون بشكل طارئ سيراً على الأقدام دون مؤن ودون القدرة على حمل مقتنياتهم الشخصية. ويضيف ل "العربي الجديد" أن "الحوثيين كثفوا القصف على منازل المواطنين خلال الأيام الأخيرة، والذي راح ضحيته عددٌ من المدنيين منهم نساء وأطفال"، مؤكداً مقتل امرأتين وطفل في منطقة وادي المعقم يوم أمس الجمعة. الجاسري بيّن أن نحو 90 بالمائة من سكان الوازعية غادروا منازلهم، وأن من بقي فيها "قليل جداً، ولم يجدوا أماكن آمنة ومناسبة لينزحوا إليها ففضلوا البقاء وحماية أملاكهم". وداهمت المليشيات مواطنين مدنيين في منازلهم بقرى المقاهي بالشقيراء، وشعب الحيقي بالشعوبة، وشعب المقعد واقتادتهم إلى جهة غير معلومة. وأوضح الجاسري بأن أغلب النازحين يتنقلون عبر الحمير والجمال لعدم توفر المشتقات النفطية في المنطقة، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تفرض الحصار على الأهالي منذ أسابيع.