قتل شخص واصيب 16 شخصا بجروح في مواجهات مسلحة اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء واستمرت حتى ظهر الثلاثاء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، بين مسلحين ينتمون الى حركة فتح وآخرين اسلاميين، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني. واوضح مسؤول فلسطيني في المخيم ان المواجهات بدأت مساء الاثنين عندما اطلق مسلحون معروفون بولائهم لحركة فتح النار على رجل يشتبه بانتمائه الى حركة فتح الاسلام المتطرفة وبتورطه في عمليات اطلاق نار وتفجيرات وقعت خلال الاشهر الماضية في المخيم، ما تسبب باصابته بجروح مع اربعة آخرين، ومقتل احد المارة. وقال المسؤول الفلسطيني "انها عملية ثأر نتيجة خلاف قديم ذي طابع عائلي". وتجددت الاشتباكات الثلاثاء لساعات قبل الظهر بين الطرفين واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، حسب ما نقل مراسل فرانس برس، وتسببت باصابة احد عشر شخصا بجروح، قبل ان تهدأ بعيد الظهر. وعزز الجيش اللبناني الموجود عند مداخل المخيم خلال المعارك مواقعه لتجنب اي تمدد للتوتر الى خارج المخيم. ولا يدخل الجيش اللبناني المخيمات الفلسطينية الاثني عشر في لبنان بموجب اتفاق ضمني بين الفصائل الفلسطينية والسلطات اللبنانية. وتمارس هذه المخيمات نوعا من الامن الذاتي. وفيما نزحت عشرات العائلات من المخيم خلال الاشتباكات، لم يتردد المئات غيرهم من سكان المخيم في الخروج في تظاهرة حاشدة احتجاجا على الاشتباكات. وقام المحتجون بافتراش الطريق العام قرب سوق الخضار حيث كانت تجري الاشتباكات وبينهم العديد من النسوة والاطفال، وراحوا يرددون شعارات تدعو الى سحب المسلحين. كما رفعوا لافتة كتب عليها "لا للفتنة .. لا للاقتتال بين ابناء الشعب الواحد"، واخرى "جنبوا مخيماتنا الحروب العبثية". وقال الناشط في المنظمات الشبابية الفلسطينية عاصف موسى "الوضع لم يعد يطاق.. ونحن سنبقى في الشارع حتى ينسحب المسلحون ويعود الهدوء". وقال احمد ابو حسون "لا يجوز كلما اختلف اثنان ان يستخدم السلاح عشوائيا ويسقط قتلى وجرحى". وقالت الفلسطينية عايدة الاحمد النازحة من مخيم اليرموك في دمشق الى مخيم عين الحلوة، وقد وقفت مع طفليها الى جانب متجر نخر الرصاص واجهته، "لو كنت اعلم اننا سنشهد معارك، لكنت بقيت في مخيم اليرموك.. انا هربت من جحيم الحرب والسلاح لاحمي اطفالي". ولجأت 2200 عائلة سورية وفلسطينية، قسم كبير منها من مخيم اليرموك في دمشق، الى مخيم عين الحلوة، اكبر مخيمات اللاجئين في لبنان، الواقع في مدينة صيدا. وغالبا ما تحصل تصفية حسابات وجرائم في هذا المخيم الذي يعاني من فقر مدقع ويلجا اليه ايضا عدد كبير من الخارجين عن القانون.