قيادات إصلاحية: قحطان رمزية وطنية وإطلاقه اختبار لجدية المليشيا في التعاطي مع جهود السلام    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    أول تعليق وتحرك أمريكي عاجل بعد سقوط وتحطم طائرة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوزير باصرة : نريد إدارة تجعل من الوحدة خير
نشر في براقش نت يوم 29 - 06 - 2009

الحوار يجب أن يكون مع من هم في الداخل حتى لو كانت لديهم آراء خاطئة، والقلعة لا تسقط إلاّ من الداخل! الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي هو الأكاديمي ورجل الدولة والشخصية الوطنية المعروفة بمواقفها الوحدوية وصاحب الرأي الناقد والبناء المتسم بالصراحة والوضوح في طرحه وتناوله لكافة القضايا الوطنية.. لهذه الأسباب كان محل ثقة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لحل ومعالجة كثير من المشاكل المعقدة والمتراكمة لأنه من يسمي الأشياء بمسمياتها ولايتردد في قول وطرح مايراه صحيحاً لمصلحة الوطن.
“26سبتمبر" التقته وتناولت معه جملة من القضايا والموضوعات التي تهم اليمن ووحدته ومسيرة تطوره السياسي والاقتصادي والديمقراطي والتنموي والثقافي في سياق هذا الحوار:



حاوره: أحمد الزبيري



* المشهد السياسي الراهن في الساحة اليمنية تحدياته تحتاج الى اصطفاف وطني على قاعدة الوحدة والديمقراطية والدستور انطلاقاً لمعالجة كل القضايا والمشاكل عبر الحوار المسؤول والبناء.. إلى أي مدى يمكن أن يتجاوز بنا هذا التوجه صعوبات هذا المشهد؟
- الوحدة اليمنية مصدر خير لشعبنا بها تتحقق التنمية والبناء والتطور الشامل.. بالوحدة انتهت الفرقة والتجزئة.. انتهت الحروب والمواجهات بين الشطرين.. انتهت الصراعات التي كانت تحدث في عهد التشطير.. بالمقابل وحتى نكون صريحين أقول: الوحدة ليست خطاباً سياسياً نسمعه كل يوم.. وليست مهرجاناً احتفالياً نقيمه كل عام ولا قصيدة شعرية تتغنى بها..صحيح أن هذا هو مطلوب ومفيد لتعزيز مفهوم الوحدة وما من معاني ومضامين نبيلة وعظيمة.. لكن في الأخير تترسخ الوحدة في نفوس الناس بما تحققه من تنمية وتقدم.. بمعنى أن الوحدة وفرت للمواطن الأمن والاستقرار والمساواة.. وفرت له نعمة العيش الممكنة.. وفرت له فرص العمل التدريجية وليست الكاملة.. وفرت فرص التعليم الممكنة.. هذه هي الوحدة التي يريدها المواطن.. أما إذا اكتفينا بالتغني بها فقط فسوف نضيع.
* لكن هناك مشاكل تنشأ موضوعياً لأسباب لا علاقة للوحدة بها من حيث النشأة ويتم استغلالها فيما بعد بخلط الأوراق وتوظيفها سياسياً خارج سياق منطقها واستخدامها للمكايدة والضغط لغاية سياسية، يعتقد هذا الفريق أو ذاك أنها ستعود عليه بمصالح ومنافع تخدم أهدافه.. ما الرؤية التي ينبغي التعاطي بها تجاه هذه القضايا؟
- قد يكون ذلك صحيحاً.. لنأخذ مثلاً المشاكل في صعدة.. بكل تأكيد لها أسباب ومطلوب دراستها ليس عاطفياً ولا سياسياً.. المطلوب دراستها اجتماعياً.. لماذا ظهرت.. ما هي جذورها؟!.. من وراءها؟!..هل للداخل أم للخارج دور فيها؟!.. نفس الشيء معنا مشكلة ما يسمى بالحراك في المحافظات الجنوبية؟!.. هذه أيضاً مشكلة يجب دراستها.. لماذا نشأت؟!.. أتوجد قضايا شخصية؟!.. أتوجد قضايا حقوقية؟!.. علينا أن نعالجها.. إدارة الدولة أو طريقة إدارة الدولة.. لا بد من إعادة النظر في طريقة إدارة الدولة للمحافظات.
البعض "زعل" مني عندما قلت فلتكن فيدرالية إذا كنا نريد أن نحمي الوحدة.. ليس بالضرورة أن نكون نظاماً فيدرالياً كاملاً.. الفيدرالية لها عدة مراتب.. وعدة ألوان.. نحن نأخذ اللون المخفف الذي هو الحكم المحلي واسع الصلاحيات أو حتى كامل الصلاحيات، لكن لازم نحدد الحكم المحلي كامل الصلاحيات..أين بدايته؟ وأين نهايته؟!.. الشيء الثاني لا بد أن نأتي بقيادات مناسبة.. وما الداعي أن نأتي برجال مرور أو أمن مركزي أو شرطة أو أقسام شرطة من خارج أبناء المحافظة؟!.. علينا أن نجمع جزءاً من الشباب الخريجين المؤهلين من أبناء المحافظة نفسها ونقوم بتدريبهم وتكليفهم للقيام بأعمال الأمن في المحافظة، التي ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها قيادة المحافظة.. لا داعي لمدراء عموم من خارج المحافظة خاصة المحافظات المتطورة مثل تعز، عدن، صنعاء، حضرموت.. لكن هناك محافظات ناشئة فيها عدد المتعلمين قليل ولا يوجد فيها كادر.. لا بأس من رفدها بالكادر الإداري إلى أن يصبح لديها كادر متعلم مؤهل - أيضاً هناك أمر آخر.. الناس بعد حرب 94 بلا شغل.. يا أخي وفر لهم فرص عمل حتى مستشارين، وبدلاً مما يشغلك اشغله بعمل لأنه عندما لا يكون لديه عمل يشغلك، لأن الفاضي يعمل من نفسه قاضياً.
* ماذا عن الموارد.. كيف ستتم إدارتها وتوزيعها؟
- جيد الآن.. نأتي إلى الموارد.. توجد موارد محلية على الإدارة المحلية أن تجبي مواردها كاملة بدلاً من أن نأتي بمقاولين أو متعهدين يجبون هذه الموارد ولا يعطون للدولة أو المحافظة إلاَّ فتاتاً والباقي يأخذونه لهم.. على السلطة المحلية في المحافظة أن تجبي مواردها بنفسها بعد أن تكون قد قامت بتبويبها.. عندي موارد سيادية.. المحافظة التي فيها مورد سيادي يفترض أن تعطى نسبة من هذه الموارد لتنميتها والنسبة الأكبر يتم توزيعها على السلطة المركزية والمحافظات التي لا توجد فيها موارد.. أيضاً هناك أمر مهم في الحكم المحلي.. لا داعي مثلاً لمن يريد وظيفة.. من يريد منحة أن يأتي إلى صنعاء.. الذي يريد أن يعمد شهادته يأتي إلى صنعاء؟!.. من يريد أن يسوي راتبه يأتي الى صنعاء؟!.. أنا بهذه الصورة أثقل العاصمة وأثقل وزاراتها وهيئات مؤسسة الدولة فيها وأشغلها عن مهامها الرئيسية.. لماذا لا نترك الصلاحيات في هذه الجوانب للمحافظات، وأعمل مكاتب تكون مشرفة على سير العمل في المحافظات.. أي تتولى متابعة سير العمل بصورة صحيحة في المحافظات.. نعمل في العاصمة خططاً سنوية والمحافظات تنفذها.
* نعود دكتور إلى ما يحدث في المحافظات الجنوبية والمشكلة كانت في البداية مطلبية حقوقية.. الحكومة عملت على حل هذا الجانب لتتحول إلى إتجاه سياسي تصعيدي باتجاهات لا وحدوية ولا وطنية.. كيف يمكن التعاطي مع وضع كهذا؟
- دائماً عندما لا تعالج المشاكل في بدايتها وتلبى المطالب الحقيقية والموضوعية سريعاً نضطر في الأخير أن ندفع ثمناً أكبر.. ما كنت تستطيع أن تقوم به بالأمس يصبح صعباً اليوم وأصعب في الغد.. فالمطالب التي لم تحقق كاملًا دفعت بالناس الى اتجاه آخر.. لكن قبل هذا كله وبعده ليس كل اليمنيين في المحافظات الجنوبية أو حتى الشمالية مع الدعوات الانفصالية.. لأن الانفصال يعني الدخول في عملية حرب.. أنا قبل عامين سألت وزير التعليم العالي في السودان وهو من الجنوب أنتم بعد أشهر أو كم سنة سيعطونكم حق تقرير المصير؟.. هل ستعلنون الاستقلال عن السودان؟!.. قال لا.. سألته لماذا؟.. قال: سندخل في صراع داخلي وستبدأ اتجاهات نحو الاستقلال داخلنا.. لا يمكن للتاريخ أن يعود الى الوراء.. لا يمكن أن نعود جنوباً وشمالاً وإذا عدنا الى جنوب وشمال سنواجه صراعات داخل الجنوب وداخل الشمال.. ما يطرح من قبل البعض في ظل الوحدة من دعوات انفصالية سوف يطرح فيما بعد في الجنوب أو الشمال.. يعني ستبدأ التساؤلات من سيحكم عدن؟!.. من سيحكم حضرموت؟!.. هل ستحكم المحافظات الجنوبية بنفس الآليات السابقة؟!.. مستحيل لأننا سندخل في دوامة لا نهاية لها..
* ما هي الحلول والمعالجات لتجاوز الوضع القائم؟
- أنا أقول دائماً علينا أن نلعب في ملعب كبير.. قد نختلف على كل شيء الا الوحدة.. يمكن أن نختلف على إدارة دولة الوحدة.. أنا سمعت خطابات البعض ودعوتهم إلى جنوب عربي، وما إلى ذلك من الطروحات اللاوحدوية، هذه قضايا قد تخطاها الزمن.. الجنوب العربي شعار كان مرفوعاً في الخمسينات والشعب والأحزاب السياسية حينذاك رفضت هذا الشعار بما فيها مكونات الحزب الاشتراكي اليمني فيما بعد.. أنا كنت أحد الشباب الذين خرجوا ضد مشروع "الجنوب العربي".. حزب الرابطة رفض هذا المشروع آنذاك وعندما تحققت الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 90م غيّر هذا الحزب اسمه الى رابطة أبناء اليمن، وحتى كلمة "جنوبي عربي" ليس المقصود منه جنوب اليمن وإنما جنوب الجزيرة العربية، وكانت تاريخياً العربية الجنوبية أو ما تسمى "العربية السعيدة" وتمتد الى ظفار وعمان.. هذه تسمية خاطئة، لذا ينبغي إعادة النظر في مفاهيم كهذه وتصحيحها.. أنا أقول: إن القوة غير مجدية لمعالجة الصراعات، ولكن المجدي هو أن نتحاور.. دائماً الأب مسؤول عن أولاده العصاة والمطيعين حتى الذين يتمردون من أولاده يحتاج الأب أن يجلس معهم ويتحاور.. إذا لم نتحاور كيمنيين فمع من سنتحاور إذن؟!.. نتحاور لنصل الى أن هناك ثوابت تحكم حوارنا.. سنختلف على الحقوق.. على كيفية إدارة الدولة.. على إدارة محلية واسعة الصلاحيات أو كاملة الصلاحيات... نختلف لنعرف أين بداية هذا الحكم المحلي وأين نهايته؟!.. القضايا الحقوقية نختلف عليها.. ما هو الصح نعمله.. قضايا الارض ما هو الصح نعالجه.. لكن نتحاور وكما قال الاخ نائب الرئيس في كلمة أعجبت بها "عودة الأمور الى ما قبل ال30 من نوفمبر 67م صعب وغير ممكن.. عودة الأمور إلى ما قبل ثورة 26سبتمبر و 14 اكتوبر أمر مستحيل.. عودة الأمور الى ما قبل ال22 من مايو 90م كلام غير منطقي".. إذاً علينا أن نتحاور لأننا إما علينا أن نتحاور أو نتقاتل، والأفضل أن نتحاور.. الوحدة و الوطن قارب يتسع للجميع، وإذا خُرق من أي مكان فلن يغرق من عمل هذا الخرق بل سيغرق الجميع، وبالتالي علينا أن نتحاور.. عندنا تجارب ونماذج يمكن الاستفادة منها.. الصومال كانت دولة موحدة، وقبلها كانت دولة مقسمة بين الاستعمار الايطالي والاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني، لكن الذي حقق الوحدة مشي على قدميه إلى مقديشو من صومال لند التي أعلنت الانفصال الآن.. الصومال عندما تقسمت وأعلن الانفصال في بعض أجزائها هل استقرت حتى اليوم منذ عشرين عاماً؟!.. العراق إذا انفصل إقليم كردستان وأعلن الاستقلال كما يحاول الآن هل سيستقر؟!.. لبنان في تكتلاته الطائفية إذا كان طائفة تمسكت برأيها كانت ستدخل في دوامة حرب.. إذاً أفضل لنا أن نتحاور..حماس الآن وفتح إذا لم تتحاورا هل تستطيعان أن تحققا للشعب الفلسطيني استقلالاً ودولة فلسطينية أو تحققا حتى حواراً مع العالم الخارجي، لهذا علينا أن نتحاور.
*في رؤيتكم أنتم تعطون الحوار طابعاً مركزياً لحل الإشكاليات القائمة في أي اتجاه؟
- علينا أن نصل من خلال الحوار إلى نظام حكم إدارة محلية يعطي لكل محافظة فرصة أن يديرها أبناؤها.. تخفف المركزية على طريق الإلغاء..ينبغي أن تكون هناك إدارة تجعل من الوحدة خيراً لكل أبناء اليمن لأن الاستقرار والإدارة المحلية ذات الصلاحية الواسعة والكاملة فيها الخير.. في الأخير القضية كلها قضية فقر وبطالة لا بد أن نعالجها.. وإذا لم نعالجها فالفقر كافر.
* الحوار الذي تراه حلاً مع مَنْ؟
- الحوار يكون مع الذين في الداخل.. الذين في الخارج لا يهمونني.. لأن الذين في الخارج لا يعوّل عليهم.. هذا كلام قد عشناه وشفناه في دول كثيرة.. الذين في الخارج لن يأتي ليغير الأمور والحياة والسلطة وهو عايش في دولة أوروبية أو آسيوية أو فندق خمسة نجوم.. أنا أحترم الذين في الداخل حتى لو كانت لديه آراء خاطئة.. حاوره لأن المطلوب حوار وحتى القاعدة.. واليمن له تجربة في الحوار مع عناصر من تنظيم القاعدة لإيصالهم إلى الطريق الصحيح في الجانب الديني.. تحاور مع الآخرين.. هؤلاء عقائديون كان يكفرك ويرفضك وأنا مضطر أن أعيده إلى الدين الوسط.. إذاً تحاور مع صاحب الحراك.. تحاور مع صاحب صعدة لأنه في الأخير هذا وطننا جميعاً.. أنا لا استطيع أن أقول للذي في صعدة هذا ليس وطنك، ولا استطيع أن أقول لهذا الذي يتظاهر في الضالع أو في حضرموت هذا ليس وطنك.
* هناك من يعتبر أن الوحدة ليست الا ضماً وإلحاقاً ونهباً للأراضي، وأنتم كنتم مساهمين في إيجاد الحلول والمعالجات لاسيما لقضايا الأراضي.. ما تقييمكم لحقيقة مثل هذه الطروحات؟
- الذين نهبوا الأراضي أنا قلت لفخامة الرئيس وحتى في التقرير الذي عملته له ملخصاً ونشر في صحيفة "النداء".. الذين نهبوا الأراضي من الشمال والجنوب ونهب الاراضي لم يتم عشية أو بعد 94م.. بدأت عملية النهب من الأيام الأولى للوحدة أو حتى من أثناء التوقيع على إعادة تحقيق الوحدة والعقود تصرف.. نهب الأراضي مرّ بمراحل ولكن لا بد من معالجة هذه القضية.. دائماً أنا أقول ما معقول أبداً أن مواطناً يبحث عن قطعة أرض بمساحة 15*15 متراً أو 20*20 متراً لبناء بيت له أو حتى لتحسين حاله ببيع الأرضية، ويرى آخر يأخذ بمئات وآلاف الأمتار.. المسألة صعبة ولا منطقية، ولا بد من معالجتها.. مواطن قيادي في حرب 94م كان مع الحزب الاشتراكي لا يعني ذلك أن تقول له اجلس في بيتك وخذ راتبك.. العمل حياة.. عندما تتركه بلا عمل يعني ذلك أنك تقتله.. العمل حياة إعطه فرصة.. خلّيه يمارس عملاً.. الله يغفر الذنوب ونحن مانغفرش!!.. أخطأ فلنغفر له خطأه ونتعامل معه الآن.. دعه يعمل من جديد.. أعطه فرصة عمل وحاسبه من الآن.. ونفس قضايا الشهداء والذين قتلوا في 94م وفي عام 86 لا بد أن نتعامل مع الجميع بالتساوي.. لأنهم جميعاً ضحايا الصراع السياسي في اليمن.. لا في أحد شهيد ولا أحد قتيل لأن الجميع ضحايا الصراع السياسي.. لذا المطلوب التعامل معهم برؤية واحدة كأبناء وطن واحد.. لأن هؤلاء جميعاً عندهم أسر.. ما ذنب أسرهم تتعذب!!.. هؤلاء أصحاب 86م وهؤلاء أصحاب 94م.. أيضاً هناك مشكلة العمالة الفائضة التي سُرحت من المصانع والمعامل والمؤسسات بعد الخصخصة بطريقة خاطئة، وهذا أدى إلى خروج أعداد كبيرة من العمال إلى الشارع.. ينبغي أن يكون هناك قانون للخصخصة.. الذين لم يعودوا إلى المصنع أو المؤسسة التي كانوا يعملون بها يعني أن هذا المصنع لم يُعد مصنعاً، وان هذه المؤسسة لم تعد مؤسسة على الدولة أن تستعيدها لأن البعض كان يشتريها من أجل الأرضية، وليس من اجل تطويرها وإداراتها بشكل أفضل.
كذلك يحدث تنافس وصراع اقتصادي تجاري بين الموانئ في إطار البلد الواحد في كل العالم.. عندنا في اليمن كان هناك صراع بين عدن والمخا.. كان تنافس وصراع بين عدن وبريم وبين عدن والحديدة.. تأخير تحويل عدن إلى منطقة حرة أدى إلى خسارة الدولة وليس عدن.. عدن يمكن تكون خسرت من حيث الاستفادة بفرص عمل لكن الخسران الحقيقي الدولة.. اصحاب جيبوتي استفادوا من المماطلة في تحويل عدن إلى منطقة حرة.. لذا المفروض ان يعملوا لنا تمثال لان الآن 4 مليار دولار استثمرت في تطوير ميناء جيبوتي.. الأمور تحتاج إلى إجراءات سريعة ولا تتخذ بالخوف.. سأعطي مثال آخر حتى أكون صريح.. عندما قدم مشروع من الإعلام لتحويل عدن إلى قناة فضائية وسموها قناة (يمانية).. قلنا لهم: لماذا لا تبقون على تسميتها (عدن).. عدن اسم مشهور.. عدن علم يمني ومدينة يمنية يمكن أكثر شهرة في العالم من اي تسمية أخرى.. سميها عدن.. لماذا اسم يمانية؟! القناة الفضائية عدن- من أخذ اسم قناة عدن الآن؟!
* التنوع ليس في بعده الاقتصادي أو الإعلامي ولكن أيضاً الثقافي التراثي الفلوكلوري عامل الثراء مادي وروحي لاي شعب او بلد؟
- نعم.. التنوع في إطار اليمن الواحد موجود.. يوجد تنوع في المحافظات.. لسنا جميعاً في كل المحافظات نلبس زياً واحداً.. في صنعاء نلبس (زي).. وفي عدن نلبس (زي) ولصنعاء لونها الغنائي ولعدن لونها الغنائي وفي حضرموت لون غنائي أيضاً آخر وأيضاً في تعز ولحج.. أيضاً في شكل البناء والمادة المستخدمة.
توجد عندنا عمارة حجرية وعمارة طينية وعمارة بالنورة وعمارة بالبومس.. عندنا تنوع جغرافي ومناخي- مناطق ساحلية ومناطق سهلية ومناطق جبلية- هذا التنوع لا يعني أبداً أننا مختلفين أو يدل أننا مختلفين بالعكس هذا التنوع مفيد لليمن وعامل إثراء للتطور في إطار اليمن الواحد.. ليس عيباً أن يكون لدينا لهجة أو فن غنائي حضرمي أو صنعاني أو لحجي أو تعزي أو عدني المطلوب العكس هو أن أشجع هذا الفن.. الفن الصنعاني ينبغي أن يدعم ويشجع ليتطور وكذلك بالنسبة لأشكال الفنون الأخرى في بقية المحافظات ليس المطلوب أن ادمج الفن الصنعاني بالعدني ليكون نموذجاً واحداً.
* هذا التنوع في الثقافة يعبر عن غنى تاريخي حضاري لشعبنا اليمني يجسد وحدته في تنوعه وهو مالم يفهمه البعض الذي يحاول ابتداع هوية خارج هذا السياق الوطني الوحدوي التاريخي للمحافظات الجنوبية والشرقية.. إلى مدى يعبر مثل هذا التوجه عن أيادي خارجية تقف وراءه؟
- القلعة لا تسقط الا من الداخل.. إذا حصنت الداخل لن تسقط قلعتك مهما كان الخارج.. لكن إذا تركت الداخل ولم تعالج المشاكل سريعاً وفي الوقت المناسب أنت تعطي فرصة للخارج.. الخارج له مصالح.. قد يكون اليوم له مصلحة أن يبقي اليمن كله موحداً.. غداً ربما مصلحته في أن يكون جزءاً من اليمن موحد.. قد يكون يعنيه جزء من اليمن.. أو محافظة يريد أن يأخذها..ما يجب علينا أن لا نترك الخارج يعبث في شؤوننا.. لا تستطيع القوى الخارجية أن تفعل شيئاً إلا إذا رأت أن الجبهة الداخلية مفككة وضعيفة.
* ما مسؤولية السلطة والمعارضة للخروج من هذه الاوضاع وتحصين الجبهة الداخلية انطلاقاً من محورية الحوار الذي تحدثتم عن اهميته؟.
- السلطة والمعارضة الكل مسؤول عن الحوار.. أولاً على السلطة أن تتحاور مع المعارضة والمعارضة مع السلطة، ونترك المكايدات السياسية، المكايدات التي أدت إلى حرب 1994م.. علينا أن نتحاور سلطة ومعارضة.. ليكون القاسم المشترك الوطن وليس السلطة، لا ينبغي أن يكون همنا من سيحكم منا إذا كان همنا ذلك فالسلام على الجميع، أنا دعيت سابقاً أن علينا أن لا نشعل الفتيل.. المعارضة تعتقد أن من خلال الحراك أو من خلال حرب صعدة أنها ستؤجج الأمور لصالحها..بالعكس الأمور يمكن أن تنعكس ضدها.. هي نفسها تدرك أنها لم تعد مسيطرة على الحراك، لم يعد في يدها.. المعارضة عليها أن تتحاور من اجل الوطن وليس من اجل السلطة.. صحيح المعارضة تبحث عن السلطة وهذا من حقها، لكن نحن اليوم في عملية حماية وطن، أيضاً على السلطة والمعارضة أن تتعاون في الحوار مع الآخرين..المعارضة لها علاقات بكل هذه الأطراف الآن لذا عليها أن تساعد السلطة على الحوار مع هذه الأطراف.. جزء من مجموعة الحراك هم من الحزب الاشتراكي .. الحزب الاشتراكي على معرفة بعناصره وهو من خلال ذلك اقدر على مساعدة السلطة على الحوار مع هؤلاء ويشترك مع السلطة في هذا الحوار..هو لازم يكون شريكاً في الحوار مع السلطة.. فإذا تحاورنا يجب أن يكون حوارنا بنفس إننا نريد أن نحمي الوطن..أما الوصول إلى السلطة فهذا له صندوق.. قد يقول البعض إن السلطة تزور..ممكن أن تدعو 20 الف منظمة دولية تراقب لكن لا تدخل في مماحكات ومكايدات، كل واحد يعتبر ان من ذلك سوف يكسب.. إنه من خلال حرب صعدة سوف تركع السلطة..هذا وطن الجميع ليس وطن علي عبدالله صالح ولا وطن ياسين سعيد نعمان ولا وطن عبد الوهاب الآنسي كل هؤلاء سيذهبون ولهم عمر واجل محتوم.. هؤلاء مواطنون مثلنا لكن الوطن هو الباقي لمن سبقونا ولنا وللأجيال القادمة.. وبالتالي علينا ان نفكر بعقلانية بعيداً عن المكايدات السياسية..عن الايذاء للآخر..علينا ان نتحاور..المسألة ليست معقدة مثل قضية فلسطين.. قضية يهود وفلسطينيين..يعني هل نحن عاجزين عن الحوار..ايام الاستعمار لم يكن هناك حدود الذي من تعز ينزل الى عدن والذي من عدن بينزل الى تعز، عندما قامت ثورة 26سبتمبر الانجليز قالوا ان هؤلاء الذين طالعين الى تعز وصنعاء للدفاع عن هذه الثورة اليمنية انهم من ابناء الشمال اتضح انهم ليسوا ابناء الشمال وانما ابناء الجنوب..ابناء ردفان وحضرموت والضالع وابين، في اليوم الثاني ثورة 26سبتمبر رفعت أعلام الجمهورية العربية اليمنية في كل عدن وكان هو ذات العلم للجمهورية اليمنية اليوم.. الانجليز حينها قالوا لو تأخرنا او تقدمت ثورة 26سبتمبر يومين لما استطعنا ادخال عدن في اتحاد الجنوب العربي يوم 24سبتمبر 1962م..
القصة ليست قصة جنوب وشمال..القضية قضية نضال طويل..اليوم نكتشف اننا جنوبيون وهؤلاء شماليون..نحن ابناء اليمن جنوب وشمال ناضلنا مع بعض ايام الانجليز لم يكن هناك حدود ولامطلوب بطاقة هوية، الدولة الشطرية هي التي اقامت الحدود والانتقال اصبح يتطلب هوية أو جواز سفر..اليمن تاريخه واحد منذ القدم.
* البعض أطروحاته على أن اليمن عاشت فترات تجزئة ودويلات.. بماذا يمكن الرد على هؤلاء؟
- صحيح ان اليمن تجزأت في فترة من الفترات لكنها توحدت في فترات كثيرة لذا انا أقول دائماً علينا ان نستفيد من عبر التاريخ ان لا نخطئ.. وحتى لو كانت وحدة بين شعبين ليس من اصل وجنس واحد ولهم لغة واحدة..ايضاً في هذه الوحدة توجد مصلحة لهما..لأن التجمع غير التفرق.. يعني في ظل الحرب.. حدثت حرب الا توجد وحدة تحققت بالقوة؟!
عبدالعزيز بن سعود وحد المملكة العربية السعودية بماذا؟! باتفاقيات وحدوية..بسمارك وحد المانيا بماذا؟!.. باتفاقيات وحدوية ام انه ذهب الى قصر فرساي في فرنسا وأجبر فرنسا على ان توافق على الوحدة.. ايطاليا من الانهيار العظيم..كنا هاربين من المصيبة التي كانت ستقع لنا بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي..الوحدة كانت قارب نجاة للكل..وكلنا طلعنا فوق هذا القارب الآن نقوم بخرق هذا القارب الذي انقذنا في عام 90م اذا غرق هذا القارب فكلنا سنغرق لاننا جميعاً داخله واذا غرق سنغرق جميعاً.
* من ضمن المكايدات والمزايدات من يقول ان الوحدة لم تحقق شيئاً خلال 19 عاماً الماضية من عمرها.. كيف تردون على ذلك؟
- الوحدة حققت الكثير من الانجازات لكن توجد سلبيات من بعض العناصر.. لكن علينا ان لانرمي السلبيات على الوحدة او على دولة الوحدة.. توجد أخطاء لكن هناك انجازات.. الطرقات ربطت اليمن ببعضه البعض، بشبكة مواصلات ضخمة جداً.. الاتصالات ارتبط اليمن بشبكة ممتازة جداً جداً ربما لايوجد مثيل لها في دول الخليج.. التعليم بمختلف انواعه ومستوياته تستوعب المنشآت التعليمية اكثر من 5 ملايين تلميذ.. الجامعات توسعت ايضاً أفقياً وتطورت رأسياً.. كان يوجد في عام 90م مايقارب 5 آلاف طالب في جامعة عدن اليوم تستوعب جامعة عدن اكثر من 25 الف طالب.. عندنا عدد كبير من الطلاب الدارسين في الخارج في مختلف التخصصات التعليمية الجامعية ودارسون في مجال الدراسات العليا.. الوحدة أحدثت تحولات.. لكن توجد سلبيات ومنغصات.. المواطن في نظرته يركز على السلبي اكثر من الايجابي.. دائماً الطرف الآخر يركز على السلبيات.. ايضاً مواطنينا لم يصلوا الى درجة من الوعي.. احياناً الكهرباء لاتهمهم.. المواطن يسأل ما الذي دخل بطنه؟! هل حصلت على وظيفة.. هل زاد راتبي؟.. هل حلت مشاكل أولادي.. بعض الاحيان الانسان أناني ذاته هي قبل كل شيء ويقيس كل شيء على ذاته.. الفساد يأخذ جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة.. التسيب الاداري يلعب دوراً كبيراً في الفوضى الادارية.. التسيب حتى في أوساط الأمن.. التسيب يحولهم مش رجال أمن لحل المشاكل في اقسام الشرطة، بل الى شرطة للإبتزاز.. المواطن عندما تنطفئ الكهرباء يقول الكهرباء أنطفأت اليوم ويحمل المسؤولية الدولة.. لاينظر إلى أن هناك مشاكل في الكهرباء يمكن أن تحل في يوم أو يومين.. هذه سلبية لكن في اشياء تحققت ولاينظر اليها.. المواطن عندما يواجه مشكلة مع ضابط شرطة أو مسؤول قسم ينظر لليمن كلها من خلال مشكلته بنظرة سوداء.. كل الناس وخاصة الموظفين في الدولة مسؤولون.. ليس المسؤول رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس النواب.. الرسول عليه الصلاة والسلام قال "كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.