جدد مجلس الأمن الدولي الجمعة تفويض بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية بعد جدال استمر طوال اليوم بشأن ما إذا كان يتم الإشارة إلى القضية الشائكة المتعلقة بحقوق الانسان في تلك المنطقة المتنازع عليها. ويعارض المغرب بشدة أي إشارة من هذا القبيل. وعلى الرغم من أن الرباط ليست عضوا في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة فقد طرحت قضيتها حليفتها فرنسا وهي عضو دائم في المجلس. وضم المغرب تلك المستعمرة الاسبانية السابقة في عام 1975. وتحث جبهة البوليساريو منذ فترة طويلة على ضم مراقبة حقوق الانسان في تفويض بعثة الاممالمتحدة قائلة ان المغرب ينتهك حقوق الانسان للصحراويين . وأيدتها في ذلك عدة دول من أعضاء حركة عدم الانحياز في مجلس الأمن. وبعد مشاورات مغلقة استمرت سبع ساعات أجاز مجلس الأمن قرارا بالاجماع لتمديد تفويض بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية لعام آخر. وكان من المقرر انتهاء التفويض عند منتصف الليلة الماضية. ولم يوسع القرار التفويض ولم يستخدم حتى عبارة (حقوق الانسان)، مشيرا فقط إلى البعد الانساني للصراع. ولكن تم تعديل نص القرار بعدة طرق قال أنصار البوليساريو انها دعمت قضيتهم. ويتركز نزاع الصحراء الغربية على أرض تقع في شمال غرب افريقيا تزيد مساحتها قليلا عن مساحة بريطانيا ويقطنها عدد يزيد قليلا عن نصف مليون نسمة. وهذه المنطقة غنية بالفوسفات وربما بالغاز والنفط قبالة ساحلها.
وبدأ سريان وقف لإطلاق النار توسطت فيه الاممالمتحدة بين المغرب والبوليساريو في عام 1991. وعقد الجانبان محادثات متقطعة بوساطة الاممالمتحدة منذ عام 2007 ولكنها مازالت تواجه طريقا مسدودا بين اقتراح المغرب بمنح الصحراء حكما ذاتيا ودعوة البوليساريو لاجراء استفتاء يكون من بين خياراته الاستقلال التام.
والقرار الذي تم الاتفاق عليه أخيرا الجمعة أدرج إشارات إلى اعادة تأكيد قرارات المجلس السابقة وإلى التفويض الحالي لبعثة الاممالمتحدة.
وقال انصار البوليساريو في المجلس وهم بصفة أساسية أوغندا ونيجيريا أن هذا أكد أن الهدف الأصلي لبعثة الاممالمتحدة هو لاعداد استفتاء. ويقول المغرب منذ فترة طويلة انه سيقبل إجراء استفتاء ولكنه رفض فيما بعد هذه الفكرة .
وأعلن كل من مسؤولي المغرب والبوليساريو تحقيق نجاح بناء على نص القرار الذي اجازه مجلس الأمن الدولي.
وقال سفير المغرب لدى الاممالمتحدة محمد لوليشكي للصحفيين ان بلاده لا تعارض حقوق الانسان على هذا النحو. واضاف في اتهام ضمني للبوليساريو بتسيس القضية، اننا نعارض استخدام حقوق الانسان لاغراض أخرى.
ويعتبر المغرب أن البوليساريو تنتهك حقوق الانسان في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف في الجزائر حيث يوجد لبعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية مكتب اتصال.
وأشار مسؤولو الاممالمتحدة إلى أن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية أصغر من أن تتولى مسألة معالجة قضايا حقوق الانسان.
وأكد ممثل البوليساريو في الاممالمتحدة أحمد بخاري في الاسبوع الماضي أن فرنسا عملت بشكل نشط لحماية المغرب من أي تدقيق دولي لانتهاكاته الخطيرة والمتكررة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية.
ونفى المسؤولون الفرنسيون ذلك وقالوا انهم لا يريدون تعطيل المحادثات بين المغرب والبوليساريو باشارات إلى قضية حقوق الانسان المثيرة للجدل في تفويض بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية.
وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي أشاد السفير الفرنسي باقتراح المغرب بمنح الصحراء حكما ذاتيا ولم يشر إلى حقوق الانسان.