حذرت الولاياتالمتحدة الجمعة كوريا الشمالية من مغبة القيام باية "اعمال من شأنها تصعيد حدة التوتر" في شبه الجزيرة الكورية، بعد معلومات عن احتمال قيام كوريا الشمالية مجددا باطلاق صواريخ قصيرة المدى. وقال المتحدث بإسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "على كوريا الشمالية الامتناع عن اي عمل من شانه تصعيد التوتر" و"تفادي اي استفزازات جديدة". وكانت كوريا الشمالية أعلنت حظر الملاحة لمدة تسعة ايام في جزء من ساحلها الغربي. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تشعر بالقلق ازاء الحظر الذي اعلنته كوريا الشمالية لمدة تسعة ايام على حركة الملاحة في مياهها الاقليمية الغربية. ودأبت بيونغيانغ على الاعلان عن هذا النوع من الحظر كلما كانت تجري تجارب صاروخية. وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية من جانبها إن الحظر قد تكون له علاقة بتمرينات المدفعية التي تجريها القوات الشمالية من وقت لآخر، ولكن سيؤول اكدت بأنها تنظر ايضا في احتمال ان تكون بيونغيانغ تستعد لتجربة صواريخ قصيرة المدى.
وكانت كوريا الشمالية قد اجرت بتمرينات مدفعية على ساحلها الغربي في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك بعد ان كانت قد اعلنت عن حظر مماثل للملاحة، الا ان بيونغ يانغ كانت قد اصدرت حظرا مماثلا ايضا في ايار/مايو 2009 قبيل اجرائها تجارب صاروخية ونووية.
ورفض كراولي الخوض في تفاصيل مسالة "تتطلب معلومات" كما قال، واعترف بان اجراءات الحظر هذه "اتبعها احيانا في الماضي اطلاق صواريخ" مضيفا ان واشنطن "لا تحب رؤية كوريا الشمالية تدخل جولة جديدة من عمليات اطلاق الصواريخ".
واضاف "انه بالتاكيد ليس نوع الاجراءات التي نرغب في رؤيتها في هذه المرحلة" مطالبا نظام كوريا الشمالية ب"وقف اي سلوك استفزازي".
وذكرت صحيفة كورية جنوبية يوم 25 حزيران/يونيو إن كوريا الشمالية أصدرت تحذيرا الى السفن من الابحار قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، الامر الذي قد يكون خطوة ضمن استعدادات لاجراء تجربة لاطلاق صاروخ جديد.
ونقلت صحيفة "يونغ أنغ ايبو" الكورية الجنوبية عن مسؤول حكومي قوله إن كوريا الشمالية حظرت على السفن الإبحار في منطقة شمال غربي البحر الاصفر من 19 وحتى 27 حزيران/يونيو الجاري. وأضاف المسؤول أن هذا الإجراء قد يهدف لإطلاق صاروخ قصير المدى.
وكانت كوريا الشمالية قد تحدّت في العام الماضي حظرا فرضه مجلس الامن التابع للامم المتحدة على اطلاق الصواريخ الباليستية وأجرت تجارب اطلقت خلالها عدة صواريخ.
ويرى محللون ان التحركات العسكرية لكوريا الشمالية تهدف الى تعزيز المكانة السياسية للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل في الداخل وتحسين الموقف التفاوضي لبلاده،ويتزامن مع سعي القوى الاقليمية لاستمالة بيونغ يانغ للعودة الى محادثات نزع سلاحها النووي .
ويتزامن التحذير الأميركي الاخير مع حلول الذكرى السنوية ال 60 لاندلاع الحرب الكورية.
إستمرار التوتر وكان دعا رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ-باك الجمعة كوريا الشمالية الى وقف "استفزازاتها العسكرية غير المسؤولة" في الوقت الذي يحيي فيه البلدان الجمعة الذكرى الستين لاندلاع الحرب الكورية (1950-1953).
فبعد ستين عاما من الحرب لا يزال شبه الجزيرة الكورية مقسما وتفصل بين قسميه حدود شديدة العسكرة في حين تفاقم التوتر بين البلدين بعد غرق بارجة كورية جنوبية واتهام سيول الجيش الكوري الشمالي باغراقها عبر استهدافها بطوربيد.
واثناء مراسم في سيول شارك فيها مئات من قدامى المحاربين الكوريين الجنوبيين والاجانب، قال الرئيس لي ان الهدف النهائي لكوريا الجنوبية "ليس الصدام العسكري بل اعادة توحيد (كوريا) في اجواء من السلام".
ودعا مجددا كوريا الشمالية الى تقديم اعتذار بعد استهداف البارجة شيونان الذي اتهمت سيول غواصة كورية شمالية بالضلوع فيه.
كما دعا رئيس كوريا الشمالية بيونغ يانغ "الى وقف استفزازاتها العسكرية غير المسؤولة والتعهد بجعل السبعين مليون كوري يعيشون معا".
ورفضت كوريا الشمالية كل مسؤولية في الحادث البحري الذي وقع في 26 آذار/مارس واودى بحياة 46 كوريا جنوبيا. غير ان تحقيقا دوليا نسب غرق البارجة الكورية الجنوبية لهجوم بطوربيد اطلقته غواصة كورية شمالية.
واثر هذا الحادث، وهو الاخطر منذ الحرب الكورية، قدمت سيول شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي.
وهددت بيونغ يانغ بالرد عسكريا على اي ادانة دولية.
ويجد الشقيقان اللدودان اثناء الحرب الباردة نفسهما في مفارقة حيث لم يبرما سوى هدنة وليس اتفاقية سلام اثر الحرب الكورية (1950-1953) ما يعني نظريا ان الدولتين لا تزالان في حالة حرب.