أطلقت فرنسا وألمانيا مبادرة مشتركة مدعومة من الدول الأوروبية الأخرى لإيجاد أرضية تفاهم مع الولاياتالمتحدة قبل نهاية العام في ما يتعلق بمسائل التجسس، إثر الكشف عن مزيد من أنشطة التجسس الأميركية على هذه الدول. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من قمة أوروبية في بروكسل "لا بد من وضع حد (لهذه الأنشطة) والمطالبة بتوضيحات". وتابع "هذا ما فعله الأوروبيون هذا المساء وبالإجماع، إذ اعتبروا أن هناك مع حليفنا الأميركي عددا من التوضيحات" الواجب تقديمها. وقدمت المبادرة الفرنسية الألمانية عند افتتاح القمة "بهدف التوصل قبل نهاية السنة لاتفاق حول العلاقات المتبادلة" بين الأوروبيين والأميركيين في مسائل التجسس، على ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي. وأوضح فان رومبوي أن المطلوب إنشاء مجموعة يمكن للدول الأعضاء الأخرى الانضمام إليها من أجل إيجاد قواعد مشتركة مع الولاياتالمتحدة بشأن أنشطة التجسس، محذرا من أن "فقدان الثقة يمكن أن يضر بالتعاون على صعيد التجسس". وقال "جميعنا متفقون على النص، جميع الدول ال28″ بينما أفادت معلومات بتمنع من جانب بريطانيا الحليف التقليدي للولايات المتحدة الذين اتهموا هم أيضا بالتجسس على دول أوروبية أخرى ولا سيما إيطاليا. انتقادات فرنسية-ألمانية يأتي ذلك فيما انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الولاياتالمتحدة قائلا إن الحلفاء لا يتجسس بعضهم على بعض. وقال ساخرا "أول قاعدة من قواعد حسن السلوك بين الحلفاء ألا يراقب بعضنا بعضا وألا نتجسس على الهاتف المحمول لأي كان في القمم الدولية". " الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ساخرا "أول قاعدة من قواعد حسن السلوك بين الحلفاء ألا يراقب بعضنا بعضا وألا نتجسس على الهاتف المحمول لأي كان في القمم الدولية " وقال في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية إن ما كشفه إدوارد سنودن حول التجسس من الولاياتالمتحدة على حلفائها كان أخيرا "مفيدا" وأدى الى "مزيد من الفعالية" لأجهزة المخابرات وإلى مزيد من الحماية للحياة الخاصة للمواطنين. من جانبها، قالت المستشارة أنجيلا ميركل التي طالتها فضيحة التجسس وسط ادعاءات بأن الولاياتالمتحدة تجسست على هاتفها المحمول، موجهة حديثها إلى واشنطن "فقدان الثقة يصعب العمل المشترك". وأضافت لدى وصولها إلى بروكسل أن "التجسس بين الأصدقاء أمر غير مقبول". وقالت إن موضوع حماية البيانات الشخصية يتعين أن يكون له الأولوية في المعالجة، موضحة في الوقت نفسه أن الأهم الآن هو إيجاد أساس للمستقبل مع الولاياتالمتحدة. لكنها امتنعت عن التطرق إلى أي وقف محتمل لمفاوضات التبادل الحر الجارية بين الكتلتين، وهو ما طالب به رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني سيغمار غابريال. وأوضحت أن هذه المسألة لم تطرح بين القادة الأوروبيين، محذرة من مخاطر وقف المفاوضات التجارية مع واشنطن. ولا تزال فضيحة التجسس الأميركي على الأوروبيين تتكشف وتتسع مع توارد معلومات جديدة، وآخرها نقلتها صحيفة ذي غارديان، إذ أكدت مساء الخميس أن وكالة الأمن القومي الأميركية الضالعة في عمليات التنصت على الاتصالات في فرنسا والبرازيل والمكسيك تنصتت أيضا على اتصالات 35 من قادة العالم. وأعلنت برلين الأربعاء أن الهاتف المحمول لميركل ربما تعرض لتنصت أجهزة الاستخبارات الأميركية. ورفض البيت الأبيض الخميس القول في ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تجسست في السابق على اتصالات المستشارة الألمانية، واكتفى المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني بالقول إن الولاياتالمتحدة "لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة"، مضيفا "إننا نعترف بأن الولاياتالمتحدة تقوم بجمع معلومات مثلما تفعل الدول الأخرى". وفيما كانت المفوضة الأوروبية للقضاء فيفيان ريدينغ تدعو إلى إقرار الإصلاح "بحلول ربيع 2014″ قررت الدول ال28 أن "تمنح نفسها هامش مناورة" حتى 2015.