رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن احمد علي الاشول برقية تهنئة إلى الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة العيد ال49 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة. جاء فيها :
يطيب لنا في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وشعبنا يحتفل بمباهج أفراح العيد ال 49 لثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة، وباسم عموم منتسبي المؤسسة الوطنية الدفاعية البطلة أن نرفع إليكم أسمى آيات التهاني وعظيم التبريكات بهذه المناسبة الوطنية التحررية المباركة.. متمنيين المزيد من النجاحات والانتصارات على كافة الصعوبات والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية على طريق استكمال وإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية طبقاً للمبادرة الخليجية وإيصال وطننا وأبنائه إلى بر الأمان.
الأخ الرئيس
إن احتفالنا بالثورة الأكتوبرية هذا العام يتميز عن الأعوام السابقة لأنه يأتي وشعبنا مفعم بروح جديدة يملؤها التفاؤل والأمل الذي حملت نسائمه الإرادة الشعبية التواقة ليمن جديد تملأ أرجاءه المحبة والوئام والاستقرار والنماء والتطور والازدهار الذي لن تحققه إلا دولة العدل والمواطنة المتساوية.. دولة الحكم الرشيد الديمقراطية المؤسسية الخالية من كل أشكال الظلم والاستبداد والفساد والإقصاء والتهميش والخلاص من النزعات المناطقية والطائفية والقبلية وكل الدعوات المذهبية المتخلفة التي تحاول إعادتنا إلى أزمنة لم يعد لها من وجود إلا كتاريخ ولّى وأندثر بقيام الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) التي قدم شعبنا على دروبها التضحيات الجسام وأنهاراً من الدماء الزكية الطاهرة وأفواجاً متتالية من الشهداء الأبرار في مختلف مراحل نضاله الوطني ضد الإمامة والاستعمار ومخلفاتهما حتى تكلل كفاحه بالنصر المؤزر بنيله الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري الذي يستعيد اليوم وجهه وألقه بإعادة مسارات الثورة اليمنية إلى سياقها الصحيح في رحاب التغيير.. وفي هذا إعادة الاعتبار لنضالات الحركة الوطنية اليمنية وفي الطليعة الأبطال الميامين من منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين صنعوا فجر الحرية والتحرر والاستقلال المجيد.
الرئيس القائد الأعلى..
لقد كانت ثورة ال 14 من اكتوبر عام 1963م واحدة من أعظم الثورات التحررية والوحدوية والإنسانية لأنها لم تواجه فقط جبروت المستعمر الغاصب وترسانته العسكرية المتطورة وما عرف به من دهاء ومكر، بل أيضا واجه شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية جلاوزته وركائزه في 22 إمارة وسلطنة ومشيخة فكانت أصدق تعبيراً عن المبدأ الاستعماري “فرق تسد” متوهماً أن تلك الكيانات ستؤبد وجوده ومصالحه في أهم موقع استراتيجي حيوي على البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، لكن إرادة شعبنا اليمني الحضاري العظيم كانت أقوى من جوره وتجبره وكان النصر المجيد برحيله في ال 30 من نوفمبر 67م لتصبح بذلك ثورة ال 14 من اكتوبر.. ثورة وحدوية الانطلاقة والانجاز والمسار.
الأخ رئيس الجمهورية.. القائد الأعلى للقوات المسلحة..
إن ما يزيد من فرحة شعبنا وقواته المسلحة والأمن بهذه المناسبة العظيمة هو انها تأتي متزامنة مع جملة من النجاحات النوعية التي حققتموها على طريق الانتقال باليمن إلى مستوى جديد ومرحلة مهمة كان بلوغها صعب المنال لولا جهودكم المخلصة ورؤيتكم الصائبة المدعومة شعبياً والمعززة إقليميا ودوليا في مواقف الأشقاء والأصدقاء التي تجلت مضامينها ومعانيها في الجهود المستمرة والمتواصلة من أجل إنجاح التسوية السياسية طبقاً للمبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي وكان لجولتكم الخارجية الى عدد من الدول الصديقة والمملكة العربية السعودية الشقيقة بما حققت من نتائج وثمار إيجابية بارزة الأثر الكبير المعبر، بصورة جلية وواضحة، عن حرص المجتمع الدولي الهادف إلى إخراج اليمن من أزمته وما أفرزته من أوضاع وظروف تضاف إلى تعقيدات سياسية واقتصادية وأمنية كان يعيشها الوطن والتي خرج من أجل تغييرها الشعب اليمني في جنوبه وشماله وشرقه وغربه.. مواصلاً مسيرة ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتطلعات الثوار والشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل يمن ديمقراطي موحد آمناً ومستقر وقوي وعزيز.
الأخ الرئيس القائد..
إننا بهذه المناسبة الوطنية العظيمة المجيدة والخالدة والمباركة نجدد لكم العهد باسم قيادات وضباط وصف وجنود القوات المسلحة الباسلة بأن تظل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى هي الحامي والحارس لسيادة الوطن واستقلاله ووحدته وأمنه واستقراره متوحدة خلف قيادتكم الرشيدة.. مستمدة عزمها وقوتها وصلابتها من إرادة شعبها ومن أهداف ومبادئ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين.. ولن تسمح لأي كان بإعاقة مسار الوطن صوب غد أكثر أماناً وطمأنينة وإشراقا.. مؤكدين لكم إننا سنواصل مهامنا وواجباتنا الوطنية المقدسة وفي صدارتها استعادة وحدة ولحمة هذه المؤسسة العسكرية البطلة وإعادة هيكلتها على أسس وطنية وعلمية متطورة بما يمكنها من تأدية مهامها وواجباتها الدستورية بكفاءة واقتدار عاليين والمضي قدماً صوب اجتثاث كل العناصر الشريرة التي تريد إلحاق الأذى بهذا الوطن من إرهابيين ومخربين مسهمة في تأمين مسارات بناء اليمن الجديد.. يمن الحرية والعدالة والحكم الرشيد.
مرة أخرى نتمنى لكم الصحة والسعادة والتوفيق والسداد لتحقيق آمال وتطلعات شعبنا في التغيير والتجديد الذي طالما طمح إليه وناضل من أجله اليمانيون.
وخالص التهاني القلبية لشعبنا اليمن العظيم..والمجد للشهداء الأبرار.