أعلنت وزارة المالية الروسية أمس الاثنين، أن روسيا أصدرت أمراً يقضي بسداد كوبونات لحاملي اثنين من سندات اليورو الخاصة بها، والمستحقة هذا الأسبوع. ولم يحدد البيان ما إذا كان الدفع سيتم بالدولار أو العملة التي تم إصدار السندين بها أو بالروبل، إلا أن قيمة التوزيعات المستحقة على السندات تبلغ نحو 117 مليون دولار، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ". يأتي ذلك، فيما أكد وزير المالية أنطون سيلوانوف مراراً وتكراراً أن روسيا ستدفع بالروبل إذا لم تسمح العقوبات المفروضة عليها بتسويات بالدولار. ولا يحتوي أي من السندات على خيارات للسداد بالروبل. وإذا تم سداد الكوبونات بالروبل، فيمكن أن يضع ذلك روسيا على المسار لأول تخلف عن سداد السندات الأجنبية منذ أن رفض البلاشفة خدمة ديون القيصر أو الاعتراف بها قبل قرن من الزمان. من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لإدارة أصول الدخل الثابت في أرقام كابيتال زينة رزق، في مقابلة مع "العربية"، إن روسيا أعلنت أنها سوف تسدد عوائد السندات بالدولار، لكن إذا طالت مدة الحرب والعقوبات المفروضة عليها قد لا تستطيع روسيا دفع العوائد بالدولار مستقبلاً. وأضافت أن الأسواق متخوفة من فشلها في سداد العوائد، وحدوث ذلك لا يؤثر على عوائد الأسواق الناشئة لكنها تتأثر بأسعار النفط والسلع. بدورها، قالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية في وقت سابق، إن الدفع بعملة مختلفة عن العملة المتفق عليها قد يُعتبر تخلفاً عن السداد. الموعد النهائي للكوبونات في 16 مارس - كما هو منصوص عليه في نشرة إصدار السندات – كان محط اهتمام المستثمرين منذ أن جمدت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية لمعاقبة الكرملين على غزوه لأوكرانيا. وأثار مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين بأنه يمكن دفع مستحقات المستثمرين من ما يسمى بالدول المعادية بالروبل، مخاوف من اختيار روسيا عدم الوفاء بديونها، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع شهادات التأمين على الديون CDS الروسية إلى مستوى قياسي.
