الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط طائرة أمريكية في أجواء محافظة مأرب (فيديو)    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وفاة طفلين ووالدتهما بتهدم منزل شعبي في إحدى قرى محافظة ذمار    رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. باصرة : أنا أول من أدخل الجنوبيين في الملحقيات الثقافية والمنح الدراسية
نشر في هنا حضرموت يوم 11 - 06 - 2012

كشف عن 80% من ناهبي الإراضي من الشمال و20% من الجنوب.. وقال بأن السفير الأمريكي يقود العملية السياسية في اليمن.. وحذر الشباب من لصوص الثورة والثروة.. ونصح حكومة الوفاة بالاهتمام بمشاكل اليوم وعدم المغالاة في بناء المستقبل.. وأوصى حزب المؤتمر بإعادة النظر في قياداته وآلياته ورؤيته للقضية الجنوبية.. ووصف ما يحدث في أبين بأنه حرب بالوكالة..
د. صالح باصرة في الجزء الأخير من حواره مع صحيفة (اليقين):
* ما أبرز القضايا التي تناولها تقريركم المعروف بتقرير (باصرة هلال)؟
– التقرير لم يكن محصوراً بقضية الأراضي، بل تناول عدداً من القضايا، مثل موضوع القضاء؛ حيث أوضحنا في التقرير أنه لا يوجد من الجنوب في معهد القضاء سوى أعداد قليلة؛ لأن كلية الحقوق في عدن تمنح تقدير (جيّد) بينما كلية الحقوق في صنعاء تمنح تقدير (جيد جداً) فكل القضاة يأتون إلى الجنوب من الشمال فقط، فهل هذه هي الوحدة؟ كان يمكن أن يكون هناك (كوتا) ويتنافس خريجو كلية الحقوق حسب معدلاتهم على مستوى كل محافظة يوجد فيها كلية حقوق، ويتم أخذ أعلى معدّل في محافظة عدن، وأعلى معدل في تعز، وأعلى معدل في حضرموت.. يعني حسب عدد المقاعد المطروحة، لكن أن تقول: لا، لازم جيد جداً، فأنت تقوم بحرمان محافظات بكاملها!!
أيضاً وزارة الخارجية، التي كانت مناصفة بين الشمال والجنوب (50×50).. والآن، اذهب إلى وزارة الخارجية واسأل: كم عدد الموظفين الجنوبيين في الوزارة؟ وكم جنوبيين جدد جاؤوا إلى الخارجية؟ لا شيء، لم يبق من الجنوبيين إلا أعداد قليلة لا تتجاوز 3%! فهل هذه هي الوحدة؟ وهل الوحدة تقول أن أبناء المشائخ وأبناء المسؤولين يتعينون في وزارة الخارجية؟ طيب، لنتفترض أن أبناء الجنوب الذين يعملون في الخارجية توفاهم الله بحكم السنّ المتقدم، طيّب، لماذا لا يتم أخذ جيل جديد من أبناء الجنوب؟!
أيضاً التقرير أشار إلى الكليات العسكرية التي كانت موجودة في عدن ثم انتهت، كان هناك كلية شرطة وكلية عسكرية، وأنا كنت مدرساً لمادة التاريخ في الكلية العسكرية بعدن في صلاح الدين.. والآن لا يوجد كليات عسكرية في أي محافظة جنوبية، يعني لا بد أن يكون كل شيء في صنعاء!! فلماذا يأتي شخص من المهرة أو حضرموت أو عدن إلى صنعاء يتبهذل في معسكرات الاستقبال، وقد يطرد أو يُهمل فترة مما يضطره للعودة إلى محافظته؟ فلماذا لا يكون هناك فروع للكليات العسكرية في هذه المحافظات مثل الشرطة والبحرية وغيرها؟ لماذا لا تعطى فرصة للجيل الجديد من أبناء الجنوب ليشاركوا في المؤسسة العسكرية؟
وكذلك التقرير ناقش قضية المهمشين، سواء المهمشون في تعز أو المهمشون في عدن، والذين يسمونهم الآن بالأحرار، بينما الآخرون للأسف يسمونهم بكلمة غير مناسبة (الأخدام).. هؤلاء المهمشون سيصبحون في المستقبل أقلية عرقية وأقلية ثقافية، وبالتالي لا بد أن تتحرك المنظمات الدولية. فلماذا لا يتم إدماج المهمشين في المدارس وفي الوظائف كعمال النظافة وغيرهم؟ وهذا ما أوصى به التقرير.. فالمهمشون في الجنوب موجودون بشكل كبير، وكان الحزب الاشتراكي يعتبرهم مليشيات، بل كانوا هم الحكام، فكيف يتم تجاهلهم اليوم؟
كما تحدث التقرير أيضاً عن الإذاعات المحلية في المحافظات، والتي تعتبر تكراراً للإذاعة المركزية في صنعاء، يعني تهتم بخطاب الرئيس والفعاليات التي يقوم بها بشكل مكرور وممجوج، بينما يجب على الإذاعة المحلية أن تتبنى قضايا المنطقة وقضايا المجتمع المحلي ومشاكله وتربط بين المواطن وبين السلطة المحلية.
أيضاً الصحافة الرسمية في المحافظات يجب أن تكون صحافة وظيفية وصحافة محترفة.
الشيء الآخر صحيفة ''الأيام'' التي لا تزال مغلقة حتى اليوم!! الآن الصحافة تشتم أكثر مما كانت تشتم صحيفة (الأيام) فلماذا تم إغلاق (الأيام) فقط؟ وكم خسرت الأيام نتيجة توقفها؟ ومن سيعوضها؟ ولماذا رئيس تحريرها يعتقل؟ طيب، هناك قضية أحد حراس مبنى الصحيفة في صنعاء، وهو معتقل لأكثر من ثلاث سنوات، فلماذا لا تقدم قضيته للقضاء ويتم الفصل فيها؟! صحيفة الأيام كانت توزع ما لا يقل عن سبعين ألف نسخة.. الأيام كانت مصدر رزق لعدد من الأُسَرْ.. الأيام كانت تعبّر عن قضايا الجنوب؛ وبهذا كانت تفيد المسؤولين في الدولة بمعرفة قضايا الجنوب. صحيح أنها غالت في نشر الأخبار الدموية، ولكن كان عليك تحذيرها. أما أن تقوم بتوقيفها أو سرقة بعض أجهزتها، فهذا لا يجوز.
فالتقرير تحدث عن قضايا كثيرة، ولكن للأسف الشديد، لم يتم تنفيذ شيء، رغم وجود قرارات من مجلس الوزراء بما فيها قرارات تتعلق بالأراضي في الجنوب، وهذه القرارات منعت القضاء أن يعطي تعميداً لأي شخص أو جهة.
*لكن هناك شركات استثمارية تحصل على (تعميد قضائي) كشركة الهمداني وغيرها؟
– اسأل أنت شركة الهمداني: كم أخذت من الأراضي بطريقة صحيحة وكم أخذت بطريقة غير شرعية؟ اسأل صاحب مدينة المحمدي كم أخذ من الأراضي بطريقة صحيحة وكم من الأراضي أخذها بطريقة غير صحيحة؟ واسأل بيت هائل كم من الأراضي أخذوها بطريقة صحية وكم من الأراضي أخذوها بطريقة غيرة صحية؟ وكذلك اسأل علي درهم، وطارق الفضلي، وورثة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر؟ واسأل أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح عن الأرض التي حصل عليها في المكلا باسم ابنه والتي يسميها أبناء المكلا ب (البرتقالة)، كيف حصل عليها؟ اسأل مهدي مقولة عن الأراضي التي حصل عليها ويدّعي أنها أراضٍ للعسكر، فهل وزعها للعسكر؟ واسأل محمد علي محسن عن الأراضي التي حصل عليها في عدن والمكلا، هل وزّعها للعسكر؟ واسأل القيادات التي تناوبت على حضرموت في المنطقة الشرقية: كم استغليتم البحر؟ وكيف استغليتم النفط؟ اذهب إلى شركة النفط في المسيلة والضبّة أو إلى أنبوب النفط في بلحاف، وشوف من هي الشركات العاملة، وشوف كم حضرمي يشتغل؟ أو كم من أبناء شبوة يشتغلوا فيها؟ أيضاً اذهب إلى عدن وشوف كم من المقاولين الجنوبيين يشتغلون في مشاريع تابعة للجنوب؟ ولماذا المقاولون كلهم يأتون من صنعاء، بينما المقاولون الجنوبيون لا يحظون إلا بالقليل، ورغم ذلك يجدون صعوبة في متابعة وزارة المالية!!
أيضاً قضية الوكالات التجارية التي استحوذ على معظمها تجار من الشمال، والمعروف أنه كان هناك دولتان: دولة جنوب ودولة شمال.. والوكالات التجارية مثل (سيمنس) و (كانون) كانت مُعطاة لجنوبيين وشماليين؛ فلماذا تم اعتماد الوكيل الشمالي، وعدم اعتماد الوكيل الجنوبي؟! ولهذا الوحدة هي مصالح.. إذا كانت المصالح مضمونة ومحفوظة، وإذا كان هناك عدالة وتعامل جيد، فلن يكون هناك شيء من الشعور بالغبن. دائماً الإنسان عندما يشعر بالغبن قد يكفر أحياناً حتى بدينه.. ولهذا لا تستغرب أن البعض قد كفروا بالوحدة لأسباب تتعلق بما لحق بهم من ظلم. فإذا تمت معالجة قضايا الظلم فسوف يتم سحب كثير من البساط من تحت دعاة الانفصال.
* برأيك ماهو المانع أمام السلطة السابقة من تفاعلها مع هذا التقرير؟
– كما قلت سابقاً أن الدولة نفسها أحياناً تتهاون مع القضايا حتى تكبر هذه القضايا ويكون من الصعب حلّها. يعني في 2007م كان يمكن أن تحلّ المشاكل وهي كانت جمعية للمتقاعدين ولم يكن هناك دعوات للانفصال ولا حرب تحرير ولا استقلال ولا (عدن لايف) ولا غيرها. لكن اليوم الثمن أكبر؛ لأن القضية الحقوقية إذا لم تحل تتحول إلى قضية سياسية؛ حيث الشعور بالغبن والشعور بالاضطهاد يجعل الناس يتخذون مواقف مضادة. فمثلاً أبناء الجنوب عندما رؤوا بأن الإخوة في الشمال لا يريدون أن يحلوا مشكلتهم اتجهوا نحو الانفصال لحل مشكلتهم كما يظنون، رغم أن الانفصال ليس الحل.
*ماذا كان موقف الرئيس السابق شخصياً تجاه هذا التقرير؟
– كان متحمساً، وتم تشكيل أكثر من لجنة، لكن لا أدري لماذا لم يتم المتابعة. وفي إحدى المكالمات الهاتفية قلت للأخ الرئيس: ''نُص بنص'' فقال لي: كيف نص بنص؟ قلت له: نُصف لهم ونصف يُعاد توزيعه للشعب، لكنه أنهى المكالمة.. وكان الرئيس يقول لي أحياناً: أنت ''عين على المرق وعين على اللحمة''، ويقصد بذلك أنني أحياناً ما أجيبش الطرف الآخر -هذا كان في العام 2008م- وكنت أقول له: لا، العين على اللحمة فقط وليس المرق. وقلت مرة أن هذا التقرير كان لعنة عليّ؛ فقد كنت في زيارة مع الأخ الرئيس السابق في السعودية في 2009م للمشاركة معه في افتتاح جامعة الملك عبدالله، ودعاني للغداء معه في قصر المؤتمرات، وكان معنا مدراء ست جامعات، وهناك سألني: أيش يسمّوك أنت وعبدالقادرهلال؟ فقلت له: (بيكر هاملتون) -نسبة إلى جيمس بيكر وهاملتون اللذين كتبا التقرير عن العراق- وهذه التسمية أطلقها أحمد عمر بن فريد في إحدى مقالاته (تقرير بيكر هاملتون وتقرير باصرّة هلال) فضحك الرئيس. فقلت له هذا التقرير لعنة عليّ.. وقلت له: أكيد أنت زعلان من التقرير؟ قال لي: لا، بالعكس. فقلت له: إذاً تابع تنفيذه.. وهذه هي آخر مرة تكلمنا فيها أنا والأخ الرئيس السابق عن التقرير. ومشكلة رئيس الجمهورية أنه يكون أحياناً غير قادر على معالجة كل شيء؛ لأنه أيضاً يواجه مواجهة داخلية من أصحاب النفوذ الذين يشكلون قوة مقاومة.. فلا تتوقع أن رئيس جمهورية بكل بساطة يتخذ قرارت؛ لأن أصحاب النفوذ لهم قوة في السلطة وقوة في الجيش وقوة في القبيلة.
* وأنتم كلجنة ما المانع لديكم من نشر التقرير في وسائل الإعلام؟
– والله نحن لا نستطيع أن ننشر التقرير، ولكن على رئيس الجمهورية السابق نشر التقرير أو الرئيس الحالي؛ لأن التقرير تم بناء على تكليف خطّي من رئيس الجمهورية ومعمّد من رئيس الوزراء. أيضاً الأستاذ/ باسندوة رئيس الوزراء يستطيع طلب محضري الاجتماعين حول التقرير، وسيجد القرارات موجودة وسيجد نسخة من التقرير في إرشيف مجلس الوزراء، وبالتالي يمكن لرئيس الوزراء أن ينشر التقرير أو يتابع حكومته حالياً لتنفيذ ما ورد في التقرير وقرارات مجلس الوزراء. وأنا على استعداد أن أحضر إلى مكتبه وأدعي أمين عام مجلس الوزراء وأقول له: إعطه نسخة من التقرير حق يوم كذا وكذا- الاجتماعين الاستثنائيين. نحن مسؤوليتنا تقديم هذا التقرير لمن كلفنا بذلك، ليس مسئوليتنا متابعة التنفيذ ولا مسؤوليتنا النشر.. أنا لو كنت أريد أن أنشر -كعملية تشهير- كنت نشرت من أولها، ولكن أنا نشرت الخطوط العريضة لمحتوى التقرير لأقول للناس: أنا أديت واجبي أنا واللجنة، وقد وصلت رسالتكم إلى السلطة.
* لكن الناس يريدون معرفة أسماء هؤلاء النافذين الذين ذكرهم التقرير؟
-لا أستطيع.
* كم عددهم؟
– هم أكثر من ستين شخص.. عندهم من مائة بقعة وما فوق ومن ألف فدان وما فوق، وهناك فدادين في مناطق زراعية واعتبرت الآن مناطق تجارية، يعني من ألف فدان إلى (18) ألف فدان إلى (20) ألف فدان! يعني في القطاع المصري ما فيش عندهم عشرين ألف فدان؛ لأن الفدان 4200 كيلو متر مربع، اضربها في 18 أو 20 ما يساوي وادي النيل كاملاً.
*هل هؤلاء النافذون سياسيون؟ أم عسكريون؟ أم مشائخ؟ أم ماذا؟
– بعضهم رجال أعمال أو كما يدعون، وبعضهم قيادات عسكرية وقيادات سياسية، وبعضهم شخصيات أعطيت لهم الأراضي لكسب ولائهم وشعبيتهم وتأثيرهم.
*غالبية هؤلاء ينتمون إلى أي منطقة مثلاً؟
– ناهبو الأراضي ليسوا كلهم من الشمال، بل يوجد من الجنوب، ولكن بنسبة قليلة، وهناك من تعز ومن صنعاء ومن سنحان ومن العصيمات، وغيرها.
*هل هناك نسب معينة؟
– لا أقدر أن أعطي نسب، لكن 80% من المحافظات الشمالية و 20% من المحافظات الجنوبية، وال 80% موزعة بين قيادات عسكرية ومشائخ وقبائل وشخصيات سياسية، إما في الدولة أو في الأحزاب.
* هل لديك معلومات عن مزرعة الجنوب التي كانت في أثيوبيا؟
-هي مزرعة تم إنشاؤها أيام العلاقة بين الجنوب وأثيوبيا، والعلاقة أيامها كانت بين عبدالفتاح ومنجيستوهيلامريم، ثم بين علي ناصر ومنجستو، ولا يوجد لدي معلومات عنها، سمعت أن ملكيتها تحولت للمؤسسة الاقتصادية، ولكن هل هذا صحيح أو غير صحيح، لا أعلم، ولكن فعلاً هناك مزرعة كبيرة. أيضاً كان هناك مزارع الدولة في الجنوب؛ لأن الدولة في الجنوب قبل الوحدة صادرت أراضي كثيرة، وتم تشكيل مزارع الدولة أو التعاونيات الزراعية.. هذه الأراضي الزراعية، سواء في أبين أو لحج أو حضرموت، تم توزيعها على مسؤولين كبار بعد حرب 94م.
* هل صحيح ما يتحدث به الناشطون حول تشكيل التيار الجنوبي من رموز سابقة بالسلطة بأمر من علي صالح وذلك بهدف خلط الأوراق؟ وإذا أجبتم ب(لا) فأين كنتم خلال عقدين من الزمن؟
– أولاً،هناك ملتقيان اثنان، وأنا أعتذر للأخوة في الملتقى الآخر عن كلمة زلّت من الكابتن سعيد اليافعي في مقابلة سابقة في صحيفة اليقين. نعم هناك ملتقى وطني آخر، قد يكون فيه موظفون في الأمن السياسي أو الأمن القومي، وهذا ليس عيباً، ولكن نحن كنا مختلفين مع هذا الملتقى أنه حدد خياراً معيناً من القضية الجنوبية يتمثل في الحكم المحلي واسع الصلاحية، وربما يكون الآن قد تراجع عن هذا الخيار. والشيء الثاني الذي كنا مختلفين حوله أنه يسمي نفسه الملتقى الوطني لأبناء الجنوب، وقام بإنشاء فروع له في عدن وفي شبوة وفي لحج، بينما نحن لا نريد أن ننافس الحراك في الجنوب، ولا نريد أن نكون بديلاً عنه.. نحن ملتقى لأبناء الجنوب في صنعاء فقط؛ ولهذا عندما وقعنا محضر مجلس تنسيق بيننا وبينهم -برعاية السفير العماني- وقعناه على اعتبار أنه محصور في صنعاء فقط كملتقى وطني تشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء، ونحن نحترم آراء الآخرين.
* كيف تنظر إلى اللقاءات والمؤتمرات الجنوبية المتعددة؟
-عقدت أكثر من لقاءات جنوبية سواء في القاهرة وبروكسل، وفي البحر الميت، وبيروت، ومؤخراً في الأردن للوصول إلى اتفاق لمؤتمر حوار جنوبي جنوبي وللوصول لرؤيا موحدة تقدم إلى مؤتمر الحوار لحل القضية الجنوبية، وكان اللقاء الأخير برعاية ألمانيا كمحاولة منهم لتقريب وجهات النظر بين الجنوبيين. أيضاً الاتحاد الأوروبي له وجود، وأتمنى أن يكون للصين والروس وجود أيضاً في تنفيذ المبادرة الخليجية. ومع احترامي للسفير الأمريكي يلاحظ أنه هو من يقود العملية السياسية في بلادنا، فالمفروض بروسيا والصين كدول عظمى -وكانت على علاقة جيدة بالجنوب- أن تلعب دوراً في مؤتمر الحوار الوطني وتقريب وجهات النظر وفي دعم حلّ الازمة اليمنية. السعودية طبعاً تلعب دوراً كبيراً وأيضاً عُمان وقطر وإيران. يعني قضيتنا الآن في اليمن أصبحت قضية صراع إقليمي دولي، ولهذا علينا أن نحل المشكلة قبل أن تصبح بلادنا أرضاً لمعركة خارجية، ونتحارب نيابة عنهم مثلما يحدث الآن في أبين، ونحن غير مستعدين أن نتحارب عنهم، ولا نرغب أن ندفع الدم اليمني نيابة عن الآخرين.
– في كل الأحوال،علينا أن نتحاور ونتحاور- وإن طال الحوار- لنصل إلى حلّ لقضيتنا اليمنية؛ لأن البديل للحوار هو القتال والموت، ونحن يكفينا ما قد ماتوا منّا في السنوات الماضية منذ ما قبل ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر وما بعدهما وحتى اليوم ونحن في حالة موت، ولهذا نريد لأولادنا ولأحفادنا ولمن سيأتي بعدنا مجتمع مدني. ولن يبني المجتمع المدني إلا الشباب المدنيون والسياسيون المدنيون الشرفاء وليس الملوثين، سواء الملوثين في الماضي أو في الحاضر.. الملوثين سواء كانوا في أيام الوحدة أو قبل الوحدة.. الملوثين مالياً أو الملوثين بالدم؛ فلن يبني هؤلاء الدولة المدنية، ولن يبنيها التجار المغالطون الذين أقاموا ثرواتهم على النهب والسرقة والمغالطة. الدولة المدنية يبنيها التاجر الملتزم بالقانون والمحترم للقانون وتجارته تقوم على أساس القانون وليس بالتهريب أو بالبسط والنهب.. هؤلاء سيبنوا الدولة المدنية الحديثة.
التعليم العالي
* بما أنك كنت وزير التعليم العالي فكيف تصف وضع التعليم العالي في اليمن؟
– وضع التعليم العالي في اليمن أعتبره بدرجة متوسط، يحتاج إلى أشياء كثيرة، ولكن نحن أمام موارد مالية محدودة وأمام تطور كبير في التعليم العالي في الخارج، لكن التعليم العالي في اليمن استطاع أن يحلّ مشاكل عدد كبير من الطلاب، ووفّر فرص التعليم لهم سواء في التعليم الجامعي أو الدراسات العليا، ووفر فرصاً للفتيات، ولدينا أكثر من (350 ألف) طالب، أيضاً وفّر فرصاً للاستثمار في مجال التعليم العالي للجامعات الخاصة، لكن هذا كله جيّد ولكن مطلوب الآن التحول من الكم إلى النوع والكيف. الشيء الثاني: هئية التدريس وهي حجر الزاوية في التعليم، إذا لم يكن لدى الجامعات الخاصة هيئة تدريس خاصة بها فلن تستطيع أن تطور تعليمها. أما استغلال المدرسين حق جامعات صنعاء وعدن والجامعات الحكومية فهذا يخربها ويخرب التعليم الحكومي ويرهق الأساتذة. الشيء الآخر أن أساتذة التعليم الحكومي والذين يدرسون في الجامعات الخاصة عليهم أن يدركوا أن المعرفة عملية متطورة ومتجددة، وأن لا يكتفوا بما درسوه قبل ثلاثين سنة، وإذا لم يتطور الأستاذ الجامعي سيأتي يوم -من خلال ما يسمى بنظام الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة- سيلفظه إلى الشارع. ولكن في كل الأحوال مستوى التعليم العالي هو في نفس مستوى التعليم العالي في البلدان العربية باستثناء دول الخليج؛ لأن عندهم إمكانيات. وفوق هذا وذاك علينا الاهتمام بالبحث العلمي، أي أستاذ لا يهتم بالبحث العلمي لا يستطيع أن يطوّر نفسه، وأي جامعة لا تهتم بالبحث العلمي لا تستطيع أن تطور تعليمها.
طبعاً وزارة التعليم العالي قد بدأت بالبحث العلمي ووضع قانون للتعليم العالي ومجموعة تشريعات أخرىن ووضعت جائزة رئيس الجمهورية لتشجيع البحث العلمي، ومطلوب الآن من الوزارة أن تواصل، إلى جانب البعثات في الخارج، مع الاهتمام بالبعثات التخصصية النوعية وليس بالتخصصات الموجودة لدينا، ولهذا نحن عملنا نظام المنح الداخلية منذ ثلاث سنوات لترغيب الناس في التخصصات بالداخل، وأعطينا للأوائل منحاً مالية تصل إلى (20 ألف) شهرياً، وتمنح هذه المنح للمحافظات عن طريق كوتا وعبر إعلان، ولكل محافظة عدد معين من المقاعد، وأيضاً لأبناء المغتربين أعطيناهم (180) مقعداً مجانياً في جامعات حكومية وأهلية، وأيضاً هناك (250) منحة من السعودية لليمن فنعطيها لأبناء المغتربين هناك، وأعتقد أن الوزارة مستمرة في هذه العملية.
*يقال أنك ساهمت في تسفير أبناء الذوات إلى الخارج للبعثات الدراسية في الوقت الذي حرمت المستحقين من ذلك؟ ماذا عن سفرياتك للخارج التي تفوق سفريات وزير الخارجية؟
– أولا، بالنسبة لسفرياتي، عندما كنت رئيساً لجامعة صنعاء أو عدن كنت لا أسافر أكثر من مرتين في السنة، وإذا سافرت مرة ثالثة فليس على حساب الدولة، وإنما على حساب الجهة التي تدعوني. سفرياتي وأنا وزير التعليم العالي لم تكن معادلة لسفريات أي وزير سواء في حكومة مجور أو با جمال، لم تكن سفرياتي كوزير تتعدى سفريتين أو ثلاث، وتكون إما لحضور مؤتمر وزراء التعليم العالي العرب أو حضور مؤتمر وزراء التعليم العالي في الدول الإسلامية أو لتوقيع اتفاقية مع وزارة من وزارات التعليم العالي. سافرت للسعودية وحصلت على (100) منحة إضافية.. سافرت إلى سوريا وحليت مشاكل الجامعات. ومعظم سفرياتي في نطاق الوطن العربي.. نعم سافرت إلى أمريكا ولكن ليس على حساب الدولة وإنما على حساب الوكالة الأمريكية، وسافرت إلى بريطانيا ليس على حساب الدولة وكنت حينها رئيساً لجامعة عدن. وإذا حسبوا سفرياتي للخارج سيجدوا أنني أقل وزير أسافر للخارج، وأنا أتحدى من يثبت خلاف ذلك.
بالنسبة للبعثات الدراسية ليس جميعهم أبناء الذوات، ونحن أوصلنا المنح إلى أبناء الشعب سواء عبر المنافسة أو عبر إعطاء المنح المباشرة للمتفوقين بنسبة تزيد عن (80%) وأقل من (20%) هي للتوجيهات والتي كنت دائماً أتكلم عنها في وسائل الإعلام. وهذه التوجيهات ليست بالضرورة لأبناء الذوات.. هناك توجيهات من رئيس الجمهورية ومن نائب رئيس الجمهورية ومن رئيس الوزراء ومن رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى الله يرحمه، ومع هذا كنت أحاول أقلل من هذه التوجيهات وأعطيها للآخرين.. وبإمكانك أن ترجع لأسماء الطلاب. أنا أول من أدخل أبناء المهرة وأبناء سقطرى في المنح، وأول من أدخل الجنوبيين في الملحقيات الثقافية، بعد أن كانت محصورة على مجموعلت ومحافظات معينة، وأنا أعطيت هذه الملحقيات لأساتذة في الجامعات ومن موظفي وزارة التعليم العالي الذين كانوا ينظرون للملحقيات الثقافية بعين اليتيم.
وفي كل المؤسسات التي تحملت مسؤوليتها لم آتي بأحد من أقاربي لا مدير ولا مدير مكتب ولا مسؤول صغير ولا كبير، حتى حراستي ومرافقيي كلهم ليس لهم علاقة بي ولا بأقاربي ولا بمحافظتي.
* التوفل اختراع خاص لباصرة يعرقل به من لا وساطة لهم في الوقت الذي لا يشترطه للنافذين.. هل كانت هذه مساهمة وطنية منك لتجهيل الشعب؟
-اليوم لغة العصر هي اللغة الانجليزية، ومن يريد أن يكون في مستوى الباحث ومستوى العالم عليه أن يجيد اللغة الإنجليزية، طبعاً أنا لا أجيد اللغة الإنجليزية وإنما الألمانية بحكم دراستي في ألمانيا. وأيضاً (التوفل) شرط مطلوب في كثير من الدول العربية كمصر والأردن والسعودية، والماليزيون يطلبونه، وإذا لم تدرسه في اليمن تدرسه هناك وعلى حساب الدولة. وبإمكانك أن تسأل معاهد تعليم اللغة الإنجليزية، وتعليم اللغة الانجليزية ليست محصورة بأبناء الذوات أو النافذين، بل أن أبناء الفقراء يتعلمون اللغة أفضل من أبناء الأغنياء.
شخصية
*نبيل الشهالي: هل ما زلت عضواً في المؤتمر الشعبي العام؟
– نعم لا زلت عضواً في المؤتمر الشعبي العام وعضواً في اللجنة الدائمة، ولم أقرر بعد مغادرته
*أين تجد موقعك.. في الحراك السلمي؟ أم الحراك المسلح؟
– أنا مع الحراك السلمي ومع الحل العادل للقضية الجنوبية وبما يضمن لليمن وحدته واستقراره.
*ألا ترون أنكم بمعية رئيس جامعة عدن قد ملأتما بل أغرقتما الجامعة بكمٍ كبير من كتب المديح والثناء لولي نعمتكما وباني الجنوب الحديث- على حد قولكما- الرئيس الصالح !! فما الذي طرأ حتى تؤسسان الملتقى الجنوبي؟
– والله إذا كان هناك كتب مديح فلا أعتقد أنها في عهدي، وجامعة عدن في عهدي نشرت ترجمات لكتب باللغات الإنجليزية والفرنسية والإندونوسية عن تاريخ اليمن وتاريخ عدن وتاريخ حضرموت. أنا اهتميت بالترجمة وبطباعة الكتاب الجامعي وبالندوات العلمية التي تقيّم نشاط الجامعة وتتحدث عن قضايا البحث العلمي والدراسات العليا. إذا عندك أسماء كتب مديح نشرتها الجامعة في عهدي فانشرها وانشر عددها أو صور أغلفتها، لم أطبع كتاب مديح واحد لعلي عبدالله صالح.
*كنت إلى قبل ثورة الربيع العربي واحداً من الذين راهن الشعب على إخلاصهم للوطن والانحياز للشعب لكنه أصيبوا بخيبة أمل جراء موقفكم المتخاذل، فهل ما يتناقله العامة عن امتلاككم لعقارات وأراض حالت دون تمكنكم من اتخاذ موقف من الثورة؟
– أي عقارات أمتلكها أنا أهبها للثورة باستثناء بيت بنيته في عدن كسكن تجاري، كان فلّة ثم بنيته سكناً تجارياً، وأي عقارات أخرى امتلكها هي لهم، وبإمكانهم العودة إلى ما يسمى بإقرار الذمة المالية. فلا يوجد لدي سوى هذا البيت في عدن الذي بنيته بعد 35 سنة من العمل في الدولة، إلى جانب شقة جوار منزل نائب الرئيس –الرئيس الحالي- اشتريتها عام 99م بأربعة مليون ريال ونصف. حتى في المكلا لا أملك سكناً ولا بيتاً، باستثناء عمارة ملك الوالد نصفها لورثة عمي ونصفها الآخر لورثة (17) نفر نحن ورثة والدي.
أما لماذا لم أذهب للثورة؛ ففي بداية شهر فبراير بعد خطاب الرئيس السابق في مجلس النواب في فيراير 2011م الذي قال فيه بأنه لن يورث ولن يمدد وأنه يدعو اللجنة الرباعية للاستمرار. بعدها بثلاثة أيام طلعت في مقابلة تلفزيونية أنا وعلي الجرادي في قناة اليمن، قبل سقوط مبارك، وكان رأيي أن هذه الثورة إذا استمرت ثورة شباب فهذا جيد لكن إذا جاءت الأحزاب واستولت عليها سوف تنتهي، وكنت أقول: أتمنى أن هذه الثورة تسبق الأحزاب التقليدية وتتقدم هي نحو الأمام، حتى قال عنها أحد السياسيين أن باصرة تحدث أكثر مما تحدث علي الجرادي عن الثورة، والجرادي نشر ما جاء في تلك المقابلة في صحيفة الأهالي في بداية فبراير. ولكن بعدما رأيت استقالات بعض الوزراء وبعض المسؤولين والمشائخ والعسكريين وانضمامهم للثورة، نظرت للأسماء أرى أنها أسماء معظمها واردة عندي في التقرير، فقلت: أن أبقى من بقايا النظام أفضل من الذهاب إلى جانب لصوص الثورة والثروة. ومع أنني بقيت في مجلس الوزراء لكنني كنت الصوت المعارض داخل مجلس الوزراء، وهذا الصوت المعارض ربما لا يعرفه إلا البعض، وكنت أدعو إلى معالجة المشكلة والأزمة، وكنت أول من تحاور مع الشباب عندما كلفنا الرئيس بذلك مع رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية، وتحاورت مع بعضهم في جامعة صنعاء، وبعدين الحوار لم يستمر، وكنت أقول للشباب احرصوا ألا يستولي أحد على ثورتكم. لكن ذلك ما حدث.
*كنا نتوقع انضمامك للثورة عندما كنت وزيراً لما تحمله من عقل راجح ورجل متزن فما كان المانع؟ ولما استبعدك المؤتمر من حقائبه الوزارية؟ وهل ما زلت موالياً لصالح؟ وكيف علاقتك بالإصلاح؟
– الشق الأول من السؤال تمت الإجابة عليه. وبالنسبة لعلاقتي بالإصلاحيين فتربطني ببعضهم علاقات طيبة، وأنا كنت جزءاً من الدولة أو السلطة، والآن لم أعد كذلك، ولكني ما زلت على علاقة شخصية مع صالح كشخص وكرئيس سابق ورئيس للمؤتمر، ولا زلت حتى اليوم أكن له الاحترام، فهو انسان له أخطاء وله إيجابيات، والبناء الذي تم خلال الفترة الماضية هو ليس ملكاً لعلي عبدالله صالح وإنما هو ملك للشعب اليمني، وحدثت تطورات في الشمال والجنوب لن ننكرها؛ لأنه عندما ننكرها فنحن ننكر جهود شعبنا، فهل تستطيع الحكومة الانتقالية حالياً أن تبني شيئاً؟! هي ما زالت تفتتح المشاريع التي بدأ بناؤها في عهد صالح.فهو له إيجابيات وله سلبيات، وحتى المعارضة لديها سلبيات والشباب الذين في الساحات يوجد لديهم سلبيات فنحن بشر. الآن صالح تنحى وجاء رئيس جديد علينا التعاون مع الرئيس الجديد، وعلينا أن نعلم أن المؤتمر الشعبي العام شريك في العملية السياسية.. والمؤتمر ليس حزباً عقائدياً، وإنما هو عبارة عن تجمع ويوجد فيه السيئ والجيد. والظروف القادمة ستفرز في حزب المؤتمر؛ لأنه عندما يكون المؤتمر حزب سلطة غير عندما يكون حزباً ليس في السلطة أو معه نصف السلطة، فهذه لصالح المؤتمر ليعيد فيها الفرز من جديد ويزيل الشوائب التي علقت فيه والتي جاءت عندما كان في السلطة، ولو غداً صعد حزب الإصلاح إلى السلطة سيعرف كم من الناس سيأتون إليه، وكم من الناس سينضمون إليه.. وبالمقابل كم من الناس تخلوا عنه وذهبوا إلى المؤتمر من أجل السلطة، وعندما لم يعد المؤتمر قوياً وأصبح شريكاً عادوا إلى أحزابهم.
*لماذا تم استبعادك من حكومة الوفاق وأنت الوحيد من ناشد بمحاربة الفساد من قبل سنين كما شاهدناك في قناة السعيدة؟
-عليك أن تسأل رئيس الجمهورية؛ لأنه هو من قام باختيار الحكومة، وبعدين إبلغني أنت بردّ رئيس الجمهورية، لأنه تم الاختيار عن طريق رئيس الجمهورية الحالي عندما كان نائباً مع مجموعة من أعضاء اللجنة العامة الأمناء العامين المساعدين اتفقوا على تحديد الأسماء. وأنا هكذا مرتاح خارج الوزراة لأنها كانت خمس سنوات ونصف داخل وزارة التعليم العالي أعتقد أنها كافية لي وقضية التعليم العالي عندما كنت عميداً للبحث العلمي ورئيساً لقسم التاريخ من 87م إلى 2011م أعتقد أنها فترة كافية.
* هل صحيح أن نجلك فاز في إحدى الجوائز الأكاديمية دون غيره من المتقدمين؟
– نعم فاز.. وهذا أعلنته في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 2010م وقلت لهم أن لا علاقة لي بفوزه، وأمامكم نائب الوزير وهو رئيس اللجنة العلمية عليه أن يوضح لكم كيف فاز، وأنا حتى الآن لا أعرف عنوان بحثه، وهي ليست قضية أن يفوز ابني، وهو الآن يعد للدكتوراة في بريطانيا في مجال الشبكات واحتضنته شركة توشيبا ودعمته في مجال بحثه.. وهذا ليس سراً، وأنا قلته في المؤتمر الصحفي رغم أن بعض الأخوة في اللجنة العلمية كانوا يحبذون أن لا نذكر هذا، ومع هذا قلته في المؤتمر الصحفي أن من بين الأسماء اسم نجلي، وبالتالي من عنده سؤال يتفضل.
*هل صحيح أنك هددت طلاب الجامعة بالحرس العائلي.. ثم اليوم تعلن دعمك لفك الارتباط بعد أن تم استبعادك من الوزارة؟
– أنا لم أهدد أحداً أساساً، وليس لي علاقة بأي من قيادات الحرس. الشيء الثاني: أنا لماذا أهدد؟ أنا لم أكن رئيس وزراء ولم أكن رئيس جامعة صنعاء حينها حتى أهدد، أنا كنت وزير التعليم العالي فقط.
أنا دعوت الأخ علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى أن يغادر جامعة صنعاء، وقلت له أنه لم يحدث هذا لا في عهد الإمام ولا في عهد الاستعمار ولا في عهد الإشتراكي ولا في عهد الرؤساء كلهم في اليمن!
أنا لم أهدد بأني سآتي بأحد، بل قلت أن الحرس الجمهوري ليس له أي تواجد في أي كلية من كليات الجامعة، قد يكون في المدارس أنا لا أعلم. أما في كليات الجامعة لا يوجد، وطالبت الأخ علي محسن وذهبت إليه في مقر إقامته في الفرقة، فوافق أن يغادر ثم تراجع للأسف الشديد، لكني لم أهدد أحداً. ولم أذهب إلى ميدان السبعين أو التحرير خلال فترة الأزمة كلها، ولم أشارك في أي صلاة في السبعين ولا في الستين.. تركت فائدة الستين والسبعين لمن يريدون أن يستفيدوا منها حتى أن سكني كان قريباً من مقر الفرقة.
* هناك مستحقات مالية بقيت لأناس عندك من يوم دخولك الوزارة إلى يوم مغادرتك لها لم تصرف على الرغم من تواضعها.. ما السبب؟
– الوزارة لم تكن دكاناً خاصاً بي، ومن له مستحقات فعليه الذهاب إلى وزارة التعليم العالي.
* ما الرسائل التي يمكن أن توجهها إلى كلٍ من: شباب الثورة – رئيس الجمهورية – حكومة الوفاق – الحراك الجنوبي – الحوثيون – المؤتمر الشعبي العام؟
– رسالتي إلى شباب الثورة: البقاء في الساحات قد يكون مجدٍ وقد يكون غير مجدٍ، الأجدى أن يشكلوا أحزاباً سياسية، وليكن حزباً أو حزبين على الأكثر، وأن يضعوا لهذين الحزبين برنامجاً عملياً مؤثراً يستطيعون من خلاله في أي انتخابات قادمة أن يكون لهم وجود في المؤسسات التنفيذية والتشريعية. الشيء الثاني: أنا أقول للشباب: احذروا من لصوص الثورة؛ فلديكم عدد كبير من لصوص الثورة، وبالتالي هؤلاء سيفرزون السابق، وربما أسوأ منه. أيضاً أقول للشباب التابعين للأحزاب عليكم بالتغيير أولاً داخل أحزابكم إذا أردتم من أحزابكم أن تساهم في التغيير وفي المجتمع، أولاً قودوا تغييراً داخل أحزابكم ثم بعد ذلك عبر أحزابكم قودوا التغيير في المجتمع. فلهذا أقول للشباب وأقول أيضاً للأحزاب بما فيهم الأخوة في الإصلاح استفيدوا من التجربة المصرية، لا تقعوا في نفس الأخطاء.. لا تتهوروا وتعتقدوا أن السلطة ستكون غنيمتكم في المرحلة القادمة.. استفيدوا من الإخوان في مصر. والإخوان في مصر لا توجد عندهم تعقيدات الإخوان عندنا.. الإخوان عندنا عندهم الجناح الجهادي عندهم الجناح السلفي والجناح القبلي عندهم الجناح العسكري وعندهم الجناح الإخواني وعندهم جناح جنوبي وجناح شمالي. استفيدوا من التجربة، وبالتالي تعاملوا مع الأمور بواقعية. أقول أيضاً للشباب تعاملوا مع القضية الجنوبية بما تستحق من اهتمام ولا تتعاملوا بالأحلام.. من حقكم أن تحلموا، ولكن تعاملوا مع القضية الجنوبية بواقعية ومع قضية صعدة بواقعية هدفها بقاء اليمن الموحد المستقر الذي بدونه لا يمكن إحداث أي تغيير. وأنا لست مع الشباب الذين يقومون بمسيرات إلى عدن؛ لأنها قد تؤدي إلى الاشتباك مع الطرف الآخر وتؤدي إلى زيادة التعقيدات.
– رسالتي إلى رئيس الجمهورية: أقول له أنت كشوكة الميزان، عليك أن تتوازن في كل قراراتك وأعمالك.. تتوازن بين الأجنحة المتصارعة في الجيش والأجنحة المتصارعة في السلطة والأجنحة المتصارعة جنوباً وشمالاً وأجنحة القاعدة وأنصار الشريعة. وهي مهمة صعبة وامتحان صعب للرئيس، لكن بصفته رجل عسكري يمكنه القيام بهذا. وأقول له أيضاً: اعتمد على العالم الخارجي، ولكن على الداخل أكثر. وأتمنى للأخ الرئيس النجاح والتوفيق.
– إلى حكومة الوفاق: أقول لهم مهمتكم ليست بناء الجسور ولا بناء المشاريع، مهمتكم حتى انتهاء الفترة الانتقالية هي توفير الأمن والاستقرار وتوفير الكهرباء وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. فلا تغالوا أنكم ستعيدوا بناء اليمن في عامين.. قوموا بحل مشاكل اليوم واتركوا البناء لمرحلة ما بعد المرحلة الانتقالية للجمهورية الثالثة. وأقول لرئيس الوزراء عليك أن تعرف أنك رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني مكونة من طرفين، وطرفك مكون من عدة أطراف، ولست رئيساً للمعارضة.
– إلى الحراك الجنوبي، أقول لهم: الحل العادل لقضيتكم سيأتي عبر الحوار وليس عبر الحرب، والحوار الذي يسمع من الطرف الآخر وليس الحوار الذي لا يسمع من الطرف الآخر؛ ومطلوب من الطرف الآخر أنه يسمع.
– إلى الحوثيين، أقول لهم نفس الشيء: قضيتكم يمنية واتركوها يمنية، ومن حقكم أن تحصلوا على ما تم الاتفاق عليه في الدوحة عبر الحوار وليس عبر الحرب.
– إلى المؤتمر الشعبي العام: أعد النظر في برنامجك وأعد النظر في تكتيكاتك. أعد النظر في آلية عملك؛ فأنت اليوم لم تعد صاحب السلطة الكاملة، أنت اليوم عندك جزء من السلطة.. إن أردت أن تبقى في السلطة وأن تبقى مؤثراً وأن تبقى عاملا مساعداً على التوازن في المجتمع اليمني عليك أن تعيد النظر في قياداتك وفي آلياتك وفي برامجك بما فيها رؤيتك للقضية الجنوبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.