اندحر الاستعمار وجاءت الجبهة القومية لتقضي على قوة (جيش البادية ) واستمالة بعض عناصره وإقناعها بالتسليم للقادم الذي سيضعهم في مواقع قيادية بعد الانتهاء من سقوط السلطنات وتثبيت نظام الحكم الجديد ، غير إن ما جرى بعد ذلك كان خلاف ذلك القول الفضفاض ، فتسارعت الأحداث ، حيث صُودرت أسلحة القبائل ، وتم تشريد الكثير من زعاماتها إلى دول الجوار وأعدم أفرادها الشرسون ، وأتُهم الهاشميون ب (الكهنوتية )، المصطلح الذي أنتعش في تلك الفترة حيث سحل البعض منهم سحلاً بشعاً ولم يقتصر ذلك السحل على ( السادة ) بل طال فئات أخرى كان لها وزنها في المجتمع الحضرمي، حدث كل ذلك في عصر سادته الثورات التحررية ، انتقل عبدالله الأشطل ([1] ) إلى حضرموت ومن موقعه القيادي شارك في تصعيد حركة النضال حتى تمت السيطرة على السلطنة القعيطية في السابع عشر من سبتمبر 1967م.. والسلطنة الكثيرية في الثاني من أكتوبر 1967م.. وبسيطرة الجبهة القومية على السلطنتين تم توحيدهما في إطار واحد ، وتم تنصيب ( الأشطل ) أول حاكم في حضرموت ثم بسنوات مندوباً لليمن الجنوبي في الأممالمتحدة عام 1972م وظل في منصبه إلى عام 2002 م توفي بعد صراع طويل مع السرطان – وكان لهذا الرجل وقفات مع جيش البادية فقام بإقحامه في جولات عداء مع أخوانه في شبوة والزج به في حرب ( الوديعة) الخاسرة مع الجارة (السعودية ) كل هذا من أجل إنهاك طاقة جيش البادية وتفتيته لاحقاً .. وقد تحقق له ما أراد .. اقرأ هذا الرابط ( [2] ) http://www.honahadhramout.com/2012-6343.html منبع الفكر حركة القوميين العرب – تأسس كتنظيم سياسي في مطلع الخمسينيات وكان مؤسسه الدكتور جورج حبش الفلسطيني الجنسية مسيحي أرثوذكسي الديانة – أتم دراساته في الجامعة اللبنانية – بيروت – وناضل بنشاط في صفوف المنظمات الطلابية قبل أن يؤسس حركة القوميين العرب التي وجدت استجابة لدى جميع الطلاب في الجامعات ، يرى مؤسسوها بأن النضال من أجل تحرير فلسطين ينبغي أن يمر عبر تحقيق الوحدة العربية الشاملة ، وكانت تلك الفكرة مهيمنة على كل من درس في مصر وبلدان أخرى – بينهم شباب متحمس ينظر بان الاشتراكية العربية تتميز بقبول فكرة ( البروليتاريا ) – الطبقة العاملة – التي تتطور في سبيل زوال التمايزات الطبقية وهي معادية للملكية الخاصة التي يتمتع بها أولئك الذين يستغلون الشعب ومتوافقة مع الملكية الناجمة عن العمل المنتج ، ويعتبرون تأميم المرتكزات الاقتصادية جزء من التوجهات العامة وإن الفرد هو أساس المجتمع وإن الدولة جاءت للسهرعلى تأمين العدالة الاجتماعية وهي ليست شمولية ( توتاليتارية ) مثلما هو الحال في الاتحاد السوفيتي السابق . لاقت هذه الأفكار رواجاً في أوساط المثقفين والمهن الأخرى التي تلقت تعليمها في جامعات الصداقة السوفيتية – وفي دول المنظومة الإشتراكية ، ولكن أغلب قطاعات الشعب بقيت متعلقة بعمق ثقافتها الإسلامية رغم التشديد الذي تقوم به أجهزة الدولة الإشتراكية في الرقابة على أعضائها وكذلك على خطب الجمعة في المساجد ، وسنت قوانينها لتنظيم العلاقات الاجتماعية مثل ( قانون الأسرة ) الذي لا يجيز الزواج بأخرى – و( قانون الإصلاح الزراعي ) الذي أنتزع الأراضي الزراعية من ملاكها الأصليون ومنحها للفلاحين والمزارعين تحت مبدأ ( الأرض لمن يزرعها لا لمن يملكها ) وقانون ( التأميم ) الذي كان أكثر القوانين تنفيراً لقطاعات واسعة من التجار الذين كانوا يساهمون في العمل التجاري بعدن مما حدا بهم إلى نقل أعمالهم إلى شمال اليمن والسعودية وأقطار الخليج العربي وبقاء البعض منهم . الرابط التالي ([3] ) : http://www.honahadhramout.com/2012-9725.html وقانون ( أمن الدولة ) الذي كان يراقب النواحي الأمنية – وغيرها من القوانين ، وكانت المواقف السوفيتية تتماشى نظرياً ، مع التوجهات الإيديولوجية للنظام اليمني الجنوبي باعتباره نظاماً تقدمياً في أهم موقع إستراتيجي في المنطقة العربية بحكم مكانته البحرية والجغرافية .. وقد قامت أنظمة ثورية بعد ذلك بالانقلاب على حكوماتها شكلت تحالفات ثنائية مع قلعة عدن الثورية . . الصراعات الحزبية بين الرفاق دب الشقاق بين الرفاق ، وتوالت الصراعات الحزبية وسط اتهامات كل فصيل للآخر بالخروج عن ثوابت الإجماع الحزبي والديمقراطية المركزية وانتشرت الكثير من المصطلحات وانتهج القوميون العرب النهج الاشتراكي الذي طغى على وجدان الشباب العربي حينها موقظاً فيهم الاندفاع لتحرير الإنسان العربي من المفاهيم الرجعية ونهيهم عن الارتماء في أحضان الامبريالية العالمية وربيبتها الرجعية السعودية لما يمثلانه من خطر محدق بالمبادئ الاشتراكية المعبرة عن تطلعات الجماهير الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة ، وكان التقبل واضحاً لهذه الإيديولوجية ،لأن الاستعمار بكل تسمياته جثم على الجغرافية العربية وكان له الفضل في تمزيق الوطن العربي ووضع له حدود مصطنعة ، وكانت هذه الأفكار مستساغة في ذلك الوقت لما تحمله من معاني النضال الوطني ، ولكن الحال لم يدم كثيراً فأقحم الرفاق أنفسهم في أتون صراعات مع الدول المجاورة ، فصدروا الثورات الوطنية إلى سلطنة عمان بمساندة الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي ،والصراع مع ( الجمهورية العربية اليمنية ) في حروب عدة انتصروا فيها – قبل اتحادهما في وحدة اندماجية – ومعاداة المملكة العربية السعودية المتهمة بتصدير الثورة المضادة للقضاء على كيانهم الوليد . [1] ) من مواليد مدينة رداع في الشمال - هاجر مع والده إلى إثيوبيا حيث تلقى دراسته الابتدائية والثانوية – أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية – بيروت عام 1963م وحصل على درجة الماجستير وكان بصدد إنهاء دراسته العليا لنيل درجة الدكتوراه، لكنه فضل عودته إلى وطنه.. كان عضواً من أعضاء حركة القوميين العرب.. وناشطيها على المستوى القومي..فور عودته عام 1963م التحق موظفاً في أول بنك يمني ينشأ في صنعاء – البنك اليمني للإنشاء والتعمير، والى عمله زاول النشاط السياسي والتنظيمي، وشارك في حوار القوى الوطنية حول سبل امتداد الثورة إلى الجنوب، في صيف العام 94. اختار عبدالله الاشطل منذ لحظة اندلاع المواجهات أن يكون مع الوحدة فوقف ضد الانفصال مدافعاً عن الوحدة بكل إمكاناته . [2] ) ( علامات إستفهام … محفورة في الذاكرة ) يتحدث عن جيش البادية [3] ) ( الرحيل … وبقايا ذكرى عطرة ) يتحدث عن هذه الحقبة .